من أسباب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية ؛ قناعة غالبيتهم بعدم جدوى الانخراط في العمل السياسي ، ونجد أن الأحزاب السياسية أعادت إنتاج البنية نفسها التي لا تعنى بالشباب ، والأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية لمن يحاول من الشباب ممارسة السياسة وهو يخشى على مستقبله وإستقراره كونه في مقتبل العمر .
ومما يرفضه الشباب فكرة توظيفهم في الحملات الانتخابية ، من خلال توزيع الملصقات والمطبوعات وإقناع المواطنين من خلالهم بالتصويت لصالح هذا المرشح أو ذلك ، وإستغلالهم في التأثير على أفراد الأسرة ، من خلال دفعهم للتصويت لمرشح دون الأخر ، وقبل فترة قريبة ظهر مفهوم \"تجنيد الشباب في الانتخابات\" واستخدامهم كمليشية مسلحة.
وينبغي ضرورة مراجعة مناهج التربية الوطنية التي تدرس في الجامعات ، وأن تكون مادة فعلية ، فهذا المنهاج متطلب إجباري في الواقع ، ولكن عمليا ، لا يهتم فيه من ناحية القائمين عليه ، أو الطلبة في أغلب الحالات ، وتعطى علامة ؛ ناجح أو راسب ، وعدم الاهتمام في الطلبة من ناحية التفاعل والمشاركة أو الحضور والغياب ، بينما ؛ أن كان الاهتمام بهذه المناهج بشكل قوي ومناسب ، ستعلب دوراً مهم في تنمية الحس الوطني والثقافة الوطنية والسياسية للشباب ، والوصول إلى التآخي والترابط الاجتماعي الذي يترجم الوحدة الوطنية لدى الجميع.
أن أهم العناصر التي تساهم في تطور الشباب من الناحية السياسية ؛ اهتمامهم ووعيهم بالعمل السياسي من خلال متابعة مختلف القضايا ، وأن يمتلكوا معرفة سياسية ؛ كالشخصيات السياسية التي تلعب دور سياسي كبير ومؤثر والمشاركة فى الحملات الانتخابية من خلال الدعم والتصويت والمساندة ، ولا ننسى المطالبة السياسية ؛ كالتواصل مع الاجهزة الرسمية والمشاركة في الاحزاب والمنظمات والجمعيات.
وأخيراً ؛ أن وجد الشباب الاهتمام اللازم والرعاية الجيدة ، وحمايتهم وتأكيد المكانة الإجتماعية لهم ، وإدراج برامج سياسية نوعية تعني بالشباب وتخدمهم ، سنجدهم بالتأكيد منخرطين وبقوة في العمل السياسي ، هذا من ناحية ؛ أما الأخرى ، فهي عدم مقدرة الاحزاب على إستقطاب الشباب ، ونجد أن هذه الأحزاب قد \"هرمت\" والشيخوخة إمتلكتها ، وصارت للنخبة فقط ، وليست أحزاب جماهيرية ، وبالتالي فقدت مصداقيتها بشكل عام أمام الجميع وخاصة الشباب ، في الوقت الذي كان ينتظر من هذه الأحزاب مراجعة خططها ومشاريعها ، ولكنها أصبحت مهترئة ، ولا تتماشى مع طموحات الشباب ، وعدم وجود نقد ذاتي سليم وجرئ ، والمحاولة في تبرير الفشل الاجتماعي ، ومستوى خطها السياسي ، وبالتالي عدم انخراط الشباب في هذه الاحزاب.
يقول الشاعر : قد يدرك المتأني بعض حاجته .... وقد يكون مع المستعجل الزلل
Abdullah_alhsaan@yahoo.com