لقد تجاوزت الحدود واخترقت السدود, ومِلت ميلا اجبر شهداء الوطن وشرفائه, ان ينهضوا من القبر مستائين ومتسائلين :كيف يتجرأ من كان واهله بالملاجئ يختبؤن لا من ازيز الرصاص, بل من اصوات القطط التي كانت تملئ شوارعنا انذاك, ان يصف ابناءنا بانهم فئران مختبئة في جحور؟؟.
فمتى كان يا برهومه ابن شهيد الكرامة وابن الجندي الذي صنع لك كرامة, و سال دمه الزكي في القنيطرة وباب الواد والايام الخمسة والكرامة وايلول الاحمر وفي شتى معارك الفداء, دخيل على قضايا الوطن الحبيب ؟؟, ولو تصورنا حسب ادعائك بان ابناء هولاء هم دخلاء على الوطن وفئران في جحور؟, فماذا تكون انت في عالم الاردن وارواح شرفائه من الشهداء وابنائهم؟ .
فاذا كنا نحن نكرة في عالم المال السياسي الذي يمثل لك الاب والشرف والكرامة, فنحن ابناء الرجال والشرفاء والشهداء والجنود الذين القوا بالمال تحت اقدامهم لان الكرامة عندهم اغلى , ولا تباع وتشترى ,مؤمنين بقول السيد المسيح عليه السلام \"\" ماذا ينفع الانسان اذا ربح العالم وخسر نفسه\"\" .
ولا يسعني وانا في صدد الدفاع عن ابناء الشهداء والابطال صانعي الكرامة لمن يتهموننا اليوم باننا دخلاء على قضايا الوطن, ان استعير بعض لغة الشعر في حضرتهم فأقول :
آرّب يبولُ الثعُلبان برأسِه لقد هَلَكَ من بالت عليه الثعالبُ
فالى برهومه الغد واعوانه من اتباع الدرهم والدينار , وهواة جمع الشيكل والدولار, عليكم ان تعوا جيدا بان ابناء من زحفوا على بطونهم تجاه العدو ليقتلوه رغم جراحهم النازفة, لم ولن ينجبوا فئران في جحور.
فلا زلت اتذكر بطولة والدتي يرحمها الله في حوادث ايلول الاحمر, عندما رفضت نداء الجيش العربي بالهرب الى الملاجئ للاختباء, فوضعتني وشقيقي يرحمهما الله تحت السماء ,غطاءنا لمعان رصاص الدوشكا, لكي تتمكن بما تملك من جبروت من تكسير أرجل \"النمليه\" التي خرجت معها يوم زفافها, وكانت تمثل وقتها اجود انواع الاثاث, لتكون حطبا لنار الصاج من اجل صناعة الخبز للجيش الذي كان يدافع عن كرامة برهومه, فهذه امي والتي ما هي نسخة مكربنة عن امهات الاردنيين قد قبلت بالموت على الاختباء, و قبلت بأن تضحي باولادها ليكون لابناء الوطن كرامة, فكيف تكون هذه النساء اللواتي يحملن صفاتا جبارة يحملن في بطونهن أجنات فئران ؟, هذه نساؤنا يا برهومه فأرنا رجالك ؟ .
فالحرة في عالم الخيانة تصرخ لتقول لبرهومه : كيف يكون من عاش تلك الاجواء تحت ازيز ولمعان الرصاص مرتجف وخائف ؟؟,.
فكفانا بكاء مصطنعا على الوطن ,وليعلم برهومه ومن يجدف بقاربه, بان دموعهم على الوطن ما هي الا دموع التماسيح!!!!!!! والتي اثبت العلم بانها لا تبكي ,بل ان دموعها تنسكب فرحا بمقدم فريستها, ونتمنى ان لا نكون نحن الضحية حتى سالت علينا دموعكم ؟.
فأبي وأمي وأخي وشهداء الوطن كافة في كل معاركه وثغوره يهدون السلام والتحية لبرهومه, ويطالبونه بدراسة تاريخ الوطن جيدا, فالاردني فيه ما كان ولن يكون يوما فأرا يختبئ في ُجحر , فتاريخه لم يسجل حادثة واحدة كان فيها طاعنا لغيره من الظهر , لانه يقاتل وجها لوجه , فقد سجل تاريخنا المشرف بأن كل شهداءنا كانت اصاباتهم في الصدور والنحور, وهذا دليل قاطع على انهم لم يولوا الادبار في معاركهم مع الاعداء, كما دار لهم اليوم برهومه ظهره متنكرا لدمائهم فطعن ابنائهم بمقتل في الظهر.
فعليك يا برهومه بعد ما شطحت به , ان لا تجعل ظهورنا مرة اخرى مسرحا تمثل عليه لتصفية خلافاتك الشخصية مع الغير, او سلما لكي تتسلق الى الشهرة عبره, وعليك ان تحمد الله لأنك تعيش في اردن الحياء العزة والكرامة والإباء والتسامح, ولا تعيش في بلد اخر حتى لا يذاب جسدك بالاسيد وانت حي ترزق , وعلى مرأى من اهلك . واعلم جيدا بان الحياء اذا ما ذهب عن وجوه الاردنيين فلن تجد لك موطئ قدما هنا. المجد والخلود للجيش العربي وشهدائه.
وقفة للتأمل: \"ونشرب إن وردنا الماء صفوا** ويشرب غيرنا كدرا وطينا\".
Quraan1964@yahoo.com
* عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين