أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة داحس وغبراء الصحافة

داحس وغبراء الصحافة

11-03-2010 10:22 PM

احتدمت المعركة بين بعض الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية، ويزداد التحشيد كل يوم حيث تدخل المعركة عناصر جديدة، في محاولة لكسب الجولة بالضربة القاضية، ومن المؤسف أنَّ هذه الحرب المستعرة يشتد أوارها بين أطراف بيت واحد، وبين زملاء يخدمون قضية واحدة، وبين أخوة همومهم ومشاكلهم وآمالهم واحدة.

لا أدري من المستفيد من داحس وغبراء الصحافة، ومن له مصلحة فيما يجري بين أبناء البيت الواحد، ولكن يبدو أنَّ الحكومة نجحت في نقل ساحة المعركة التي كانت ضدها وضد سياساتها، وتحويلها بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية، وهي الآن في أوج سعادتها واستراحتها تتشفى بالأخوة الأعداء يتقاتلون بعيداً عنها، ولا أستبعد أن يكون للحكومة يد من قريب أو بعيد بما يجري.

إنَّ ما يحدث وما يكتب بعيد كل البعد عن أخلاق الفرسان التي يجب أن يتحلى بها كل من امتشق القلم وامتطى الورق، ونذر نفسه لخدمة الحقيقة وتنوير القراء وإيصال المعلومة دقيقة نقية.

من غير المقبول تحت أي ظرف من الظروف أن يكون الردح والشتم والتخوين والتشكيك والاتهام هو أسلوب أي كاتب أو صحفي مهما كانت الأسباب، ولا يغفر لأحد أن يتدخل في خصوصيات الآخرين وشخصنة الخلافات.

الوطن للجميع، فلا يقبل لأحد أن يزاود على أحد، ولا يدعي أحد أنه أحرص من غيره عليه، فالكل وطني غيور ما لم يثبت العكس بالدليل القاطع الساطع. وكل الصحف ورقية أو إلكترونية تخدم الوطن بكل جهدها وطاقاتها، ومن يدعي غير ذلك فدليله وحجته وإلا فليصمت خيراً له وأنجى.

مبدأ التعميم مرفوض جملة وتفصيلاً، ومن كان شجاعاً مقداماً لا يهاب، ويظن أنه في منأى عن أي حساب أو عقاب أو مساءلة فليخصص وليذكر الأسماء والحيثيات، ولا يلقي التهم جزافاً، معتمداً على التلاعب بالألفاظ، وإمكانية تفسيرها وتخريجها.

عودة إلى معركة داحس وغبراء الصحافة، فإنها لا تخدم الحقيقة إطلاقاً، بل هي نقطة سوداء في تاريخ الصحافة الأردنية ووصمة عار لن تمحى بسهولة، وكان الأولى أن يتدخل عقلاء وشيوخ الصحافة لإطفاء الشرارة قبل استعارها، وتأكل الأخضر واليابس، ووقف المهزلة التي ستلوث الجميع دون استثناء.

يجب أن لا ينسى الجميع أنَّ الصحافة الإلكترونية ولدت من رحم الصحافة الورقية، وأن أغلب ناشريها ورؤساء تحريرها هم صحفيون عملوا في الصحافة الورقية وتتلمذوا فيها، وتعلموا أبجديات العمل الصحفي في أروقتها، ومن هنا فعلى الصحافة الورقية أن تفخر بالصحافة الإلكترونية وتعتز بها، فالصحافة الإلكترونية ليست بنت حرام، فهي بنت شرعية للصحافة الورقية، وما زال التعاون بينهما قائم بشكل أو آخر. وفي المقابل على الصحافة الإلكترونية أن لا تنسى فضل الصحافة الورقية عليها، فهي ليست نبتاً في الهواء، فهذه الصحافة حاضنتها وأصلها وجذورها، والأصيل لا ينكر أصله وفضل الآخرين عليه.

من المؤمل أن يسود الاحترام والتقدير بين الجميع بعيداً عن المهاترات والصواريخ الكلامية بعيدة المدى، وأن تتصافى القلوب، ومن كان له مظلمة أو حق فعليه بالقنوات الموصلة إليها عن طريق النقابة أو القضاء، ومن كان معه دليل على فساد فعليه بدائرة مكافحة الفساد، وإن أراد نشر اتهاماته فليتحمل مسؤولية ما ينشر، ولتكن الحقيقة وحدها ومصلحة الوطن هدفه وغايته، بعيداً عن أي مصالح شخصية أو رغبة بالانتقام أو قتل الشخصيات وتلويثها.

إنَّ الحوار الحضاري الراقي هو الذي يجب أن يسود بين زملاء المهنة، ومن رضوا بها محرقة وشقاءً، وإذا كان الصراع والشقاق بكافة أشكاله مرفوض ومستهجن من أي فئة من الفئات، فإنه في حق حملة القلم محرَّم ومجرَّم، فصاحب القلم يحاور بالقلم فكراً ورأياً وحجة ودليلاً، ولا يقبل منه أن يتطاول على كرامة الناس وأعراضهم وخصوصياتهم وأن يجرح عدالتهم ووطنيتهم وولاءهم، فالموضوعية مطلوبة، وأي حديث في صلب الموضوع مقبول، وغير ذلك مجرد عبث وخروج عن النص.

وملاحظة بسيطة للجميع، القارئ الأردني خصوصاً والعربي عموماً قارئ ذكي لماح يفهمها على الطاير، ولا يحتاج إلى أي تفصيل أو توضيح، فيكفي التلميح ليعرف المقصود، والإشارة ليدرك من ومن، والرمز دلالة على ما خفي.

المستقبل للإعلام الإلكتروني، وما يحدث في الغرب والشرق دليل على ذلك من توقف صحف ومجلات ودوريات ورقية عن الصدور، لصالح النسخة الإلكترونية، ولن يستطيع أحد أن يقف في وجه هذا المارد الجبار، مهما وضعت من قوانين ومحددات، فالفضاء الإلكتروني واسع، وما يقيد هنا، يتسع هناك على مداه، ولذا فإن على ناشري الصحافة الإلكترونية أن يتوافقوا على عهد وميثاق، وأن يضعوا لأنفسهم ضوابط وقواعد تحكم عملهم، وأن يتحدوا على كلمة سواء بينهم، وأن ينهضوا بسوية المواقع ورسالتها، وتنقيتها من الغث والعث، وأن يعترفوا أن في بعض المواقع خللاً يجب أن يصلح، وهذا لا يعني أن الصحافة الورقية مبرأة من كل عيب، فمصيبتها أعظم، ودليل إدانتها أسهل، فخطأ الصحافة الورقية مثبت، بينما خطأ الصحافة الإلكترونية سهل إصلاحه وتجاوزه.

التنافس على القارئ، والتسابق على المعلن أمر مشروع، ولكن يجب أن يبقى ضمن الأصول، محكوم بأخلاقيات المهنة وضوابطها وأدبياتها، بعيداً عن سياسة التجريح والتصيد وانتهاك الحرمات والأعراض، ونشر الغسيل القذر.

الصحافة في محنة حقيقية بشقيها الورقي والإلكتروني، ورحى معركتها يشتد، والمطلوب أن يتدخل الحارث بن عوف، وهرم بن سنان لإصلاح ذات البين وتحمل ديات القتلى، قبل أن تذهب ريحها وتتمزق شذر مذر، فيأتي قوم لا خلاق لهم، نتمنى عندها أن لو كنا نعلم الغيب لما سمحنا لأقلامنا أن تكتب كلمة سوء بحق أي زميل في أي موقع أو صحيفة.

mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع