اكتب وقلبي ينزف دما على الضحايا التي سقطت اليوم جراء سقوط البناية تحت الانشاء في بيادر وادي السير على راس من فيها وارجو من الله ان يخفف عنهم وعن ذويهم ويلهمهم الصبر والسلوان.
تحدث هذه الفاجعة في الوقت الذي نناقش جميعا موضوع الشبهات حول شراء ارض ام الدنانير والتي هي اخر ما يفكر به اهل المصابين اليوم وكل ما يهمهم السؤال المشروع... لماذا سقطت...؟
لقد قرر القائمون ومنذ زمن طويل أن يدخلوا السباق في تطوير المهنة من خلال التركيز على عقد المؤتمرات والندوات والمعارض وسن القوانين وتشكيل اللجان واستحداث الأقسام وكانت النتيجة استمرار وجود المكاتب الصورية والإشراف الهندسي الصوري على المشاريع ووجود الرسامين وسماسرة العمل الهندسي في معادلة تحديد الأسعار للخدمات الهندسية المعتمدة من النقابة وغيرها من الأمور لا مجال لذكرها هنا.
لن تصدقوا إن مثل هذا العجز ، وللأسف يحصل في نقابة المهندسين الأردنيين ، وسأخص بالذكر كيف تعاملت نقابة المهندسين منذ عقد من الزمن مع تطوير مدينة العقبة (ذلك المكان الذي يعتبر المركز الثاني في المملكة من حيث سرعة التطور العمراني وحجم الاستثمارات000الخ)وذلك لأني في قلب الحدث ومن سكان المنطقة وقريب من قضاياها، ولا يعنيني الا لفت نظر الجميع عن عمق التقصير .
تمارس الاداره في عمان بالعادة حق التوظيف وتمارس مجالس الفروع المكونة من سبعة اعضاء صلاحياتها السياسيه في التفنيش...! فمثلا مارس مجلس فرع العقبة (مهندس كهربائي/ المجمع الصناعي الفوسفات ومهندس كهربائي / مؤسسة الموانئ ومهندس كهربائي /المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء ، ومهندس كيماوي / مصفاة البترول ، ومهندس ميكانيك/السلطة البحرية ، ومهندس ميكانيك/ المجمع الصناعي/الفوسفات ومهندس إنشائي / شركة تطوير العقبة) وقرروا بالاغلبيه إن العمل الهندسي في العقبة لا يتطلب وجود مهندس معماري، فكان التصويت أربعة (ثلاثة منهم من التيار المهيمن) مقابل ثلاثة من غير المهيمنين! فهل تصدقوا.... بأنهم قد تشاور وتباحثوا فيما بينهم إذا كانت المدينة بحاجه لخدمات مهندس معماري أم لا وهل الإنشائي يكفي ، وهل مهندس الكهروميكانيك...! يفي بغرض التدقيق وحتى تلك التي تحتاج إلى دراسات خاصة والمباني الضخمة.
لقد كانت نتيجه العراك الطاحن في ملعب العمل الهندسي بأن فاز الفريق السياسي على الفريق الثقافي والفكري بـ 4 : 3 وبقيت العقبة بدون المهندس المعماري وتحققت رغبة من لا علم لهم بالمباني وفازت السياسة على الهندسة .
اسأل الله أن يعافي نقابتي وان تكون ممثلة بنقيبها ومجلسها وهيئة مكاتبها ودائرتها الفنية وقسم الإشراف وقسم ألجوده والتطوير...الخ على قدر من المسؤولية، لحماية هذا الصرح الشامخ رائدا وقائدا في المجالات المهنية وغيرها من قضايا الوطن والمواطن.
ولكني وفي الختام وبظل وجود الدعم والإرادة الملكية السامية الطموحة أناشد معالي وزير الأشغال في التفكير جديا بفتح تحقيق وتشكيل لجنه محايده للوقوف على اسباب هذه الماساه والسعي لتفعيل دور النقابة في مراقبة وتطوير العمل الهندسي ...!
المهندس محمد أبو رمان