زاد الاردن الاخباري -
يشكو طلبة ومعلمون في بعض المدارس في إقليم الشمال (اربد,جرش, وعجلون) من عدم وجود أجهزة حاسوب مؤكدين أن بعض هذه المدارس التي يوجد بها حاسوب غير صالحة للاستخدام منذ عدة سنوات, كما تقوم المعلمات والمعلمين في هذه المدارس بشرح مادة الحاسوب المقررة للطلبة بشكل نظري حيث يجهل الطلبة الذين لا يملكون في منازلهم أجهزة حاسوب طريقة تشغيل الجهاز, وأن كل ما لديهم هي معلومات نظرية فقط.
هذا الواقع بحسب تربويين يناقض ما اعلنته الحكومة من توجه لربط المدارس بشبكة الإنترنت مع دخول الشبكة العنكبوتية في كافة مجالات الحياة, ويثير التساؤلات حول ما اعلنه وزير الاتصالات مروان جمعة خلال لقاء مع الصحافيين نهاية شهر كانون الثاني الماضي أن الحكومة تدرس سيناريوهات تنفيذ برنامج ربط المدارس بشبكة الإنترنت من خلال كوابل الألياف الضوئية,وأنه تجري حاليا دراسة الأولويات للقطاع وتنفيذ البرنامج بالتعاون أو الشراكة مع القطاع الخاص مع الحفاظ على عدم إضافة أية تكاليف على المدارس .
وبينت إحدى المعلمات في مدارس محافظة عجلون والتي رفضت ذكر اسمها أن المدرسة والتي تعمل فيها منذ أكثر من 6 سنوات تم تزويدها بأجهزة الحاسوب ضمن خطة الوزارة لتعليم الحاسوب غير أن هذه الأجهزة لم يتم استخدامها من قبل الطلبة ولا حتى المعلمات لتعطلها وعدم صلاحيتها, مشيرة أن بعض الأجهزة الصالحة ما تلبث إن تتعطل عند استخدامها من قبل المعلمات بخاصة معلمة الحاسوب علما أن المعلمات الموجودات بالمدرسة يحملن الرخصة الدولية للحاسوب بعد أن قامت وزارة التربية والتعليم بإلحاقهن بدورات تدريبية.
وأشارت مجموعة من طالبات الصف السابع الأساسي في إحدى مدارس محافظة اربد أن مادة الحاسوب المقررة من وزارة التربية والتعليم تعتمد وبشكل رئيسي على جهاز الحاسوب بشكل عملي لتتعرف الطالبات على أجزائه ومكوناته وكيفية تشغيله وآلية عمله, لكن للأسف يتم شرحها بشكل نظري من قبل معلمة المادة, مبررة ذلك بأن الأجهزة الموجودة بالمدرسة غير صالحة للاستخدام, وأحيانا تبرر ذلك لخوفها على
الأجهزة الموجودة كونها المشرفة عليها.
وأبدى مجموعة من أولياء الأمور والطلبة استغرابهم من عدم السماح للطلبة باستخدام أجهزة الحاسوب من قبل بعض المعلمين والمعلمات, متسائلين عن المبرر وراء هذا السلوك, وما هو الهدف من توزيع وزارة التربية والتعليم لهذه الأجهزة ? وهل هي فقط مجرد أجهزة يتم وضعها في مختبرات الحاسوب ليعلوها الغبار نتيجة عدم الاستخدام من قبل الطلبة? وهل هي فعلا غير صالحة للاستخدام وموجودة فقط كمنظر تكميلي لأي مختبر حاسوب في هذه المدارس؟
من جهته بين أحمد عمر أحد العاملين في مراكز الحاسوب في اربد الخاصة بإعطاء دورات في هذا المجال أن الكثير من طلبة المدارس الذين يوجد في منهاجهم مادة للحاسوب يترددون على المركز للحصول على دورات في هذا المجال لمعرفة معلومات تتعلق بالجهاز بطريقة عملية, كون المواد في معظم مدارس المحافظة يتم تدريسها بشكل نظري, مبديا استغرابه من كيفية تعامل الطلبة مع أجهزة الحاسوب خاصة بعد إعلان وزارة الاتصالات ر بط المدارس بشبكة الانترنت في ظل عدم معرفة الكثيرين تشغيل جهاز الحاسوب أو استخدامه.
من جانبه نفى مدير تربية عجلون إبراهيم الصمادي تعطل أجهزة الحاسوب الموجودة في مدارس المحافظة أو عدم استخدامها من قبل الطلبة والمعلمين في حصص مادة الحاسوب, مبينا أن أي معلم أو مدير مدرسة لا يقوم بأخبارالمديرية عن تعطل الأجهزة, أو لا يسمح للطلبة باستخدام الأجهزة ستتم محاسبته وذلك لن أجرة الصيانة مدفوعة من قبل الوزارة لأحدى شركات الصيانة, وان أجهزة الحواسيب الموجودة مربوطة مباشرة مع شبكة الانترنت.
وأضاف الصمادي لـ "العرب اليوم" أن هناك ضابط ارتباط يقوم بالاتصال بشركة الاتصالات في حالة تعطل الأجهزة من أجل صيانتها لأنه توجد اتفاقية بين وزارة التربية والتعليم وإحدى شركات صيانة أجهزة الحواسيب في حال تعطلها, مشيرا بإن بعض مناطق محافظة عجلون لا يوجد فيها شبكة انترنت,كما أنها ضعيفة في بعض المناطق, إضافة لانقطاعها المتواصل عن المحافظة لمشكلة في الكوابل, وربما يكون هذا هو السبب بان تكون حصص الحاسوب بشكل نظري وليس عملي .
وجدير بالذكر ان وزارة الاتصالات أعلنت في تشرين الثاني الماضي وعلى لسان وزيرها السابق باسم الروسان بأنه سيتم الانتهاء من ربط المدارس بشبكة الانترنت من خلال كوابل الألياف الضوئية عام 2011 وبتكلفة تقدر بـ 21 مليون دينار, وأن الحكومة تسعى لأن تصبح نسبة انتشار الانترنت في المملكة حوالي 50% مطلع عام 2012 .
العرب اليوم - يسرى أبوعنيز