راغب علامة: الفنان يحمل رسالة ثقافية واجتماعية

زاد الاردن الاخباري -

لم يكن الفنان اللبناني راغب علامة يوماً طالب شهرة أو مال، على حساب فنه وقناعاته في مجال حفر فيه الصخر وواجه الكثير من الحروب . وهو المعروف بآرائه الصريحة والواضحة. الامر الذي يؤكده الحوار التالي – بحسب صحيفة الخليج الاماراتية -:

*ما جديدك اليوم؟
-سأصدر عدداً من الأغاني المنفردة، إضافة إلى “ديو” سجلته مع مغنية تركية ننتظر عرضه قريباً جداً . ونشاطات كثيرة واجندة حافلة بمواعيد الحفلات التي قصرت في مجالها نوعاً ما نظراً لانشغالي خلال الفترة الماضية ببرنامج “اراب ايدول” .

*ماذا تعني لك المشاركة في مثل هذا البرنامج؟
- الكثير بدءاً من كون البرنامج يبث من خلال محطة محترمة مثل شاشة “إم . بي . سي” مروراً بوجود زملاء محترمين ومحترفين في برنامج ضخم الإنتاج وصولاً إلى مساعدة المواهب الحقيقية في الظهور .

*هل يعنيك فعلاً مساعدة المواهب الحقيقية بعيداً عن إمكانية وجود غيرة أو عدم موضوعية كما قال الموزع هادي شرارة؟
-ليتحدث كل إنسان عن نفسه . أنا شخصياً أؤمن بأن الساحة تتسع للجميع وبمقولة “لو دامت لغيرك لما وصلت اليك”، إضافة إلى أني أرى في المواهب الجديدة صورة عنا عندما كنا هواة نتطلع إلى من يأخذ بيدنا ويساعدنا .

*هل تعتقد أن “أراب ايدول” يمكن أن يفيد الهواة لاحقاً ام أنه مجرد برنامج تسلية مثل غيره من البرامج؟
-هذا عائد للهواة أنفسهم ومدى اجتهادهم وجديتهم في العمل . علينا أن نفتح أمامهم الطريق وأن نعطيهم الفرصة وعليهم استغلالها .

*كيف تقدمت إلى برنامج “استديو الفن”؟
- منذ صغري كنت أتابع البرنامج وأحلم بأن أشارك فيه وأن أكون من الفائزين . كنت معجباً جداً بوليد توفيق وعبدالكريم الشعار وعبدالغني طليس ومنى مرعشلي، وقد لفت انتباهي طفل شارك في البرنامج، رغم أنه كان تحت السن المطلوب، اسمه إيلي شاكر وكنت أقول لأهلي: “أنا أستطيع أن أغني مثله”، وعندما صار عمري 18 سنة تقدمت إلى البرنامج وفزت عن منطقة جبل لبنان .

*من اكتشف لديك موهبة الغناء؟
-نشأت في عائلة تحب الفن . كان والدي يجيد العزف على العود وكنت أراقبه حين يعزف إلى أن تعلمت العزف واسهم في ذلك حبي للفن وشغفي بالموسيقا .

*مع من تعاملت من الشعراء والملحنين؟
-غنيت من كلمات الشعراء مارون كرم، شفيق المغربي، توفيق بركات، الياس ناصر، طوني أبي كرم ومحمد ماضي، أما بالنسبة إلى الملحنين فقد انطلقت بألحان الفنان إحسان المنذر، بعد ذلك تعاملت مع ملحنين مصريين مخضرمين مثل: صلاح الشرنوبي، ووليد سعد، وسامي الحفناوي، واليوم أتعامل مع ملحنين شباب مثل باسم يحيى الذي قدم لي ألحاناً جميلة مثل “بتفل”، و”أنا حبيتك” .

* لماذا لم يحصل تعاون حتى اليوم بينك وبين الشاعر نزار فرنسيس؟
-نزار فرنسيس شاعر مثقف وذكي كتب لأهم الفنانين الموجودين على الساحة الفنية اليوم، وبالتالي ليس هناك سبب معين لعدم تعاوننا حتى اليوم . على أي حال قد يكون هناك تعاون في المستقبل وكل شيء في وقته .

* ما الأصعب في رأيك الأغنية الطربية أم الأغنيات السريعة التي تقدمونها اليوم؟
-هناك اعتقاد خاطئ بأن الأغنية الطربية هي الأصعب وأن من ينجح في أداء أغنيات عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهم من الكبار يستطيع أن ينجح في الأغنية الطربية الشعبية التي نغنيها نحن اليوم، وقد أثبتت برامج الهواة أن هذا الاعتقاد خاطئ ولاحظنا كيف أن عدداً كبيراً من المشتركين الذين أبدعوا في الأغنية الطربية فشلوا في أداء اللون الطربي الشعبي، ذلك لأن هذا النوع من الأغاني يتطلب حركة وسرعة في الأداء، والنتيجة التي نتوصل إليها هي أن من يستطيع أن ينجح في أداء أغنية سريعة يستطيع أن يغني طرباً لكن العكس ليس صحيحاً، وقلة هم الذي يجيدون اللونين .

*قدمت أغنية “ديو” مع الفنانة اللبنانية الأصل شاكيرا هل ستتكرر هذه التجربة؟
-لا شك في انها كانت تجربة مميزة، لكنني أستبعد أن تتكرر خصوصاً بعد قيامها بزيارة رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز وهذا يؤثر كثيراً خصوصاً على المستوى الشخصي . “إسرائيل” عدو للبنان والعرب وهذا من المسلمات والثوابت لديّ .

*قدمت عدداً كبيراً من الأغاني الجميلة، أي أغنية منها هي الأحب إليك؟
- أحب الأغنيات الناعمة مثل “نسيني الدنيا”، “أسف حبيبتي”، “لو بعيونك” .

*لماذا رفضت عروض التمثيل التي قدمت لك؟
-لأن السينما العربية تراجعت كثيراً خصوصاً فيما يتعلق بالأفلام الغنائية، حتى في أيام أم كلثوم، عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ وغيرهم من الكبار لم يرسخ في ذاكرة الناس سوى الكليبات الغنائية، أي صورة المطرب وليس الممثل .

* إلى من تستمع من المطربين؟
-وائل كفوري، وائل جسار، عاصي الحلاني، أيمن زبيب، إليسا، نانسي عجرم، كارول سماحة ويارا وغيرهم .

*من هو أقرب صديق لك من الوسط الفني؟
-ليس لديّ خلاف مع أحد وتربطني علاقات صداقة مميزة بماجدة الرومي، وإليسا، وهيفاء وهبي، وعاصي الحلاني ووائل كفوري . لكن الصديق الأقرب إليّ هو سلطان الطرب جورج وسوف وأتمنى له دوام الصحة والمزيد من العطاء لأنه فنان مميز وحالة خاصة قد لا تتكرر .

*هل تعتقد أن رسالة الفنان تنحصر فقط في الإطار الفني أم أنها أبعد من ذلك؟
- الفنان يحمل رسالة ثقافية واجتماعية ويلعب دوراً كبيراً في تنمية وتطوير المجتمع . لقد تّم اختياري سفيراً للأمم المتحدة التي مثلتها في عدد من المؤتمرات والندوات العالمية حول خطر الاحتباس الحراري، وكان لي دور في توعية الشباب وتنبيههم إلى أننا نعيش في بيئة سيئة جداً بعد أن تجاوز الاحتباس الحراري كل الخطوط الحمر .

*ما رأيك بواقع الانتاج؟
-منذ ظهور “روتانا” ومحاولتها احتكار سوق الإنتاج الغنائي، أقفلت شركات الإنتاج أبوابها . اليوم تواجه “روتانا” المصير نفسه والسبب هو أنه لا يمكن لأحد احتكار سوق الإنتاج الغنائي .

* ما رأيك في الأغنية اللبنانية؟
-للأسف هناك تراجع كبير في مستوى الأغنية كلاماً ولحناً وأداءً، لكن هذا لا يعني أن ليس هناك أغنيات راقية وجميلة لا تصل للجمهور .