لن أتحدث بجديدٍ في هذه المقالة، بل إنني سأكون أقرب إلى العادية والتقليدية ما أمكن، تعليقاً على ما تمخض عنه الاجتماع الطارئ للجنة متابعة مبادرة السلام العربية رداً على \"الإجراءات العملية الإسرائيلية\" الرامية إلى تحقيق الحلم الصهيوني على أنقاض الحلم العربي. فقد وجهت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماعها الاخير تحذيرات شديدة اللهجة إلى الحكومة الإسرائيلية بأن \"استمرار سياسة الاستيطان التي تمارسها حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة سوف تجهض كل محاولات السلام، بل يحكم بالفشل المسبق على الجهود الأميركية الرامية إلى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين\".
وأكثر من ذلك، فقد \"طالبت اللجنة الجانب العربي بالتوصل إلى آليات جديدة لتفعيل مبادرة السلام العربية، والتحرك على نحو أكثر فاعلية تجاه المجتمع الدولي لتوضيح خطورة استمرار النهج الإسرائيلي في التلاعب بعملية السلام واستمرار فرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية\".
وأكدت اللجنة في اجتماعها الذي عقدته لمواجهة القرار الإسرائيلي ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية أن \"هذا التوجه السلبي للحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بدفع عملية السلام الذي صدر في أعقاب القرار الصادر عن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية يعكس استهتار إسرائيل بكافة الجهود التي تبذل حالياً لاستئناف مفاوضات غير مباشرة\".
ومضت اللجنة إلى القول \"إن هذا القرار سيؤدي إلى تعطيل وإجهاض هذه الجهود ويحكم بالفشل المسبق على الجهود الأميركية وخاصة أن القرار قد صدر فور زيارة مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشيل إلى المنطقة وخلال وجود نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في إسرائيل، كما أن \"هذا القرار يوجه رسالة سلبية بعدم جدية إسرائيل وانعدام وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لديها لتحقيق التسوية المطلوبة وعدم جدوى الدخول في مفاوضات معها سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة\".
وفيما أكدت اللجنة أن \"هذه القرارات الإسرائيلية تمثل انتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وتعكس استمراراً للموقف الإسرائيلي المتعنت الذي أسقط تفاهمات أنابوليس وجعلها غير ذات جدوى\". فقد شددت على أن القرار الإسرائيلي يشكل رسالة سلبية إلى المجتمع الدولي وكل الأطراف المعنية التي رحبت بقرار لجنة مبادرة السلام العربية بإجراء مفاوضات غير مباشرة\" الامر الذي تراه اللجنة \"يحتم على هذه الأطراف اتخاذ موقف أكثر جدية إزاء عملية السلام وممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل حتى تلتزم بالإطار العام للعملية السلمية \".
وختاماً، مَنْ قالَ أننا لا نغضب؟