زاد الاردن الاخباري -
منال القبلاوي -تعاقب أم انس ابنها الأصغر «احمد « البالغ من العمر خمس سنوات كلما استخدم يده اليسرى في الكتابة أو اللعب أو الأكل.
تقول أم انس منذ أن تنبهت أن «احمد» يمسك الأشياء بيده اليسرى وليس اليمنى في الأشهر الأولى من عمره بدأت العمل على تنبيهه والتركيز على الإمساك باليمين وصولا إلى ربط اليد اليسار بإدخالها داخل ملابسه ليضطر إلى استخدام يده اليمين.
أما فرح (15) سنة فتؤكد أن معلمة مادة الفن في مدرستها لم تتفهم أنها عسراء حيث خصمت عليها (5) علامات لتطريزها الكنفة باليسار وليس باليمين كزميلاتها الأمر الذي يجعل شكل قطبة التطريز مختلفة عن الأخريات منوهة إلى أنها وهي صغيرة لم تكن تعرف تستخدم المقص بصورة صحيحة لأنه مصنوع للاستخدام باليد اليمين.
وبحسبها فإنها تفضل تناول طعامها بعيدا عن أعين الناس لتعليقاتهم العديدة في هذا الإطار ومنها «حرام الأكل بالشمال ».
اختصاصي أمراض الدماغ والأعصاب الدكتورة عفاف العريني أكدت لـ «الرأي» أن الطفل الأعسر لا يختلف عن نظرائه من الأطفال من حيث الذكاء والفهم والشخصية إلا أن الجانب الأيمن لديه من الدماغ يكون المسيطر بعكس الآخرين الذين يستخدمون يدهم اليمين فالجانب الأيسر هو المسيطر.
وحول قيام بعض الأسر بتعويد أطفالهم من الأعسرين على استخدام اليد اليمين بدل اليسار في الكتابة والأكل واللعب, بينت العريني إن تعويدهم وهم أطفال أمر جائز الأمر الذي يقوي اليد اليمين حركيا ويصبح الطفل مع التعويد يستخدم اليمين إلا أن ذلك لا يغير شيا في موضوع الجانب المسيطر في الدماغ.
وعلميا ينقسم إن دماغ الإنسان إلى كرتين منفصلتين - يربط بينهما جسر عصبي ضخم بحيث يهتم كل نصف بوظائف ومواهب معينة وغالباً ما يسيطر أحدهما على تصرفات الإنسان.
ويمكن بسهولة تحديد «النصف المسيطر» بتحديد اليد الأكثر استخداماً فإن مستعملي اليد اليسرى النصف المسيطر في أدمغتهم هو الأيمن (المعاكس) أما مستعملو اليد اليمنى (أكثر الناس) فالمسيطر هو النصف الأيسر على التصرفات.
رئيس قسم الشريعة في جامعة عمان التطبيقية الدكتور كايد القرعوش أكد لـ «الرأي» أن لا حرمة في استخدام الأعسر ليده اليسرى في الأكل وإنما تدخل في باب الكراهية فقط.
وبحسبه فان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى رجلا عن الأكل باليسار لان ذلك الرجل منعه الكبر وعدم الرغبة بالإذعان للحق من الأكل باليمين.
وبين القرعوش أن الأمر مكروه لكنه لا يصل حد الحرمة ويجب على المجتمع التوجيه الرقيق للشخص الأعسر وليس تحريم ما يقوم به في هذا الإطار ناصحا الشخص الأعسر بالتدريب على الأكل باليمين أو الأكل باليدين معا إذا لم يستطع.
وحول قيام بعض الأسر بالضغط على الأطفال في هذا السياق من باب تخويفهم دينيا قال يجب ألا ندخل الأطفال في موضوع الإثم والحرمة فهم غير مكلفين بعد.
الرأي