معتصم مفلح القضاة
في مقال سابق، وتحديداً قبل الانتخابات النيابية السابقة، كتبت مقالاً بعنوان مغترب وليس غريب، كنت أتمنى أن يلامس آذان صناع القرار في بلدي، أو على الأقل أن أجد منهم شيئاً من التعليق على مضمونه ومحتواه، ولكنني اليوم بتُّ على قناعة تامة أن ما يصدر عن هؤلاء من قرارات وقوانين لا يعدو أن يكون استهتاراً بإرادة الشعب الأردني الذي لا بد يوماً أن يلقي بهم إلى مزبلة التاريخ ما داموا على هذه الحال.
والغريب أن هؤلاء يظنون أنفسهم صناع ديمقراطية، وأنهم أقدم وأخبر في شؤونها من باقي الشعوب العربية، ولهم أقول وبكل صراحة، ردوا ما أنتم عليه من ادعاءات فلسنا بحاجة لها، فالعراق مثلاً استطاع رغم تجربته المتواضعة أن يصل إلى مئات الآلاف من المغتربين وأشركهم في صناعة القرار، فهو وإن كان حديث عهد بالديمقراطية إلا أنه وضعكم في جبيه الصغير، شئتم أم أبيتم.
ولهؤلاء أقول أيضاً، إن رفض مشروعكم لا بد أن يكون بإرادة شعبية ولن نقبل بأي شكل من الأشكال تمرير هذا القانون من خلال مجالسكم المهترئة، ومنتدياتكم الفاشلة، وأزلامكم الذين أثبتوا بما لا يحتمل الشك أنهم يعيشون في عصورٍ متحجرة، وأن نظرتكم ما زالت قاصرة كقصر عقولكم عن التفكير والتدبير.
باختصار، قانون الانتخاب المعروض حالياً راسب بجدارة، حتى أنه لن ينجح في تأدية امتحان الإكمال كما في المدارس.
ainjanna@hotmail.com