وطن كوكتيل أم سلطة فواكه ؟

نواب يطالبون ببقاء الأمور كما هي عليه خوفا من ضياع مكتسباتهم النيابية ونواب يناودن بإعادة إحتساب النسب والحصص وتحقيق العدالة بالتمثيل السكاني بالنسبة لعدد المقاعد ، ونواب يطالبون بأن يتم إعادة التقسيم لتبقى مقاهعدهم لأبنائهم من بعدهم ، ونواب يطالبون بالمزيد من التقسيم للمناطق والاقليات والأعراق وغيرها من مسميات يتشكل منها كوكتيل الوطن الأردني .

إذا نحن نعيش بوطن كوكتل ولكنه غير قابل للذوبان داخل كأس واحدة ونصر على إبقاء التفاح كما هو والموز كما هو والحليب كما وشوية السكر كما هي والفروالة كما هي ، ونصر على أن نطالب بائع العصير أن ما نريده هو الكوكتيل ولكن بطريقتنا نحن وليس بطريقته هو وإن خالفنا كل أعراف بيع العصير في العالم .

وبعد أن نقوم بشرب ما يسمى عندنا بكوكتيل وعند الأخرين بصحن سلطة فواكه نحلف إيمان عظام أن ما شربناه كوكتيل وليس بصحن سلطة فواكهة وكل قطعة كانت تمثل نفسها لوحدها ورفضت أن تختلط مع بقية قطع الفواكهة الأخرى ، والشيء الجميل في وطننا صحن سلطة الفواكهة هذا أن المسؤولين كذلك يصرون على أننا وطن كوكتيل و مخفوق خفقا جيدا بحيث تذوب كل مكوناته معا وتكون عصير كوكتيل كما يعرفه العالم ، ويستمر هؤلاء المسؤولين والشعب بإيهام أنفسهم أن ما تناولوه هو عصير كوكتيل ويصر بائع العصيرالذي يتعامل مع الواقع والادوات بشكل يومي بالقول أن ما تناولتموه هو فقط صحن سلطة فواكه مقطع لقطع صغيرة ولم يوضع داخل الخلاط كي تختلط مكوناته معا.

إذا نحن بحاجة لخلاط قوي يستطيع أن يخلط مكونات صحن سلطة الفواكهة وبكل قوة وإن نزفت مياه اصناف الفواكهة قليلا ولكن في النهاية نصبح وطن كوكتيل ولكنه مخلوط ومخفوق جيدا كما يريد التاريخ والعالم ؟ .