تصلني يوميا عشرات الرسائل على موقع فيس بوك تدعوني للتصدّي إلى \"الجروبات\" والصفحات التي تسيء لله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، وأغلب هذه الرسائل هي دعوات للمشاركة في \"جروبات\" تدعو لإغلاق المجموعات \"الفيسبوكية\"، حيث تجد في \"جروبات\" التصدّي روابط للمجموعات المسيئة، وهذا بحد ذاته دعاية مجانية لتلك المجموعات والصفحات التي تسيء لله ورسوله الكريم، تماماً كما أشارت الزميلة المدوّنة فرح بطارنة في مقال \"ترويج على هيئة ضجيج\".
إنّ مجرد إنشاء مجموعات المعارضة أو التصدي هذه تسمح بنشر المجموعات المسيئة بشكل كبير وسريع ومن ثم الترويج غير المباشر وغير المقصود لها، بالرغم من أن هذا الترويج يكون أحيانا مقصوداً ممن يدعمون المجموعات المُسيئة لجذب أكبر عدد من الناس وجرّهم إلى زيارة الجروب والإشتراك فيه لكي يستطيعو أن يكتبوا ويُعلّقوا وهذا هو هدف صاحب المجموعة المُسيئة، آلاف من التعليقات وآلاف من المشتركين بلا عناء.
تصيبني الصدمة عندما أرى على موقع \"فيس بوك\" أن فُلاناً قد اشترك في مجموعة معينة للمطالبة بحذف المجموعة المُسيئة، حيث يكون هذا \"الفُلان\" من المحسوبين على المجتمع بأنه \"فَهمان\"، وها هو ينشر هذه المجموعة إلى مئات أو آلاف من أصدقائه دون قصد.
هذا ما يعنيه عنوان المقال، فأنا أرى أنّ أصحاب المجموعات المُسيئة يختبرون غباء الناس بهذه الطريقة، وها هم الناس ينجحون في هذا الإختبار بدرجة إمتياز.
أدعو من يجد مجموعة مُسيئة أن لا يقع في الخطأ ويتسرّع بإنشاء مجموعة مُعارضة للمجموعات المُسيئة، وأدعو جميع مشتركي \"فيس بوك\" أن لا يُصدّقوا كل المجموعات التي تدعو لإغلاق مجموعة مُسيئة، فقد تكون هذه المجموعات مصيدة لنشر وترويج المجموعة المُسيئة بشكل غير مباشر، وبالتالي نجاحكم في اختبار الغباء.
أسامة الرمح