كم كانت فرحة الكثيرين من الاردنيين غامرة عندما صدرت الارادة الملكيه الساميه بتكليفكم بتشكيل حكومة جلالته في الاردن كيف لا وهي من الملك الذي نحب وللبلد الذي نعشق وموجهة لشاب يملؤه النشاط وحب الوطن وهو متعلم ابن رئيس وحفيد رئيس وله باع طويل في خدمة العرش والوطن من خلال عمله في القطاع الخاص والديوان الملكي العامر .
ولكن الظروف الاقتصاديه والاقليميه والدوليه وتداعياتها خلقت اوضاعا من الصعب ايجاد حلول سريعه لها .
وقد يكون الفقراء في البلد هم اكثر المتفائلين برئاستكم للحكومه نظرا لان اقصى ما يتمنوه هو التخفيف عنهم بايجاد الظروف المعيشيه الكريمه لهم ولابنائهم خاصة فيما يتعلق بمداخيلهم ومصاريفهم شاملة لاسعار المواد الاساسيه للحياة وهؤلاء يستنجدون برحمة الله وتوجيهات جلالة الملك وحسن ادارتكم للموارد المتاحه .
وهناك يا دولة الرئيس موضوعين هامين لذلك اولهما التكافل الاجتماعي وضبط النفقات ويشمل رواتب وامتيازات موظفي الفئات العليا من وزراء ونواب وامناء ومدراء عامين فلا يعقل ان يكون راتب وامتيازات اي منهم تكفي لمعيشة العشرات من الاسر الاردنيه ويجب ان لا تقارن رواتبهم وامتيازاتهم بمثيلاتها في القطاع الخاص لان ذلك القطاع هو ما يؤقلم اموره بما يتناسب مع القطاع العام وليس العكس وبعض تلك الرواتب يمكن انقاصها للنصف او اكثر مع امكانية استمرار حياتهم المميزه كمسؤولين وقياديين لهذا الشعب بل يكونون قدوة لهم ومهما كانت تلك الوفورات قليله بالنسبه لحجم الموازنه العامه الا انها تعطي ارتياحا لدى غالبية المواطنين وتشعرهم بمستويات قريبه من العدل والمساواة بين افراد المجتمع فلا يمكن ان نطلب من المواطن الذي بعيل اسرة مكونه من اربعة اشخاص بدخل يقارب ثلاثمائه وخمسون دينارا ان بعيش مرتاحا ويصبر على الظروف بينما دخل وأمتيازات موظف الفئه العليا تقارب الاربعة الاف دينار اوليس الاثنان يعيشان في نفس البلد ونفس الظروف وبالطبع يمكن تمييز معيشة ومصاريف الفئه العليا بنسبه قد تصل الى مائه بالمائه من الدخل المتوسط للفرد ولكن ليس باكثر من عشرة اضعاف راتبه والخلل هنا بالطبع هو في قلة متوسط الدخل للفرد بيتما تكافل اصحاب الدخول العليا هو للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي وليس نقصانا لجهودهم ومسؤولياتهم وهذا التكافل ممكن ان ينطبق على رواتب موظفي وارباح شركات القطاع الخاص والمغتربين ذات الارقام الفلكيه والتي بعضها يذهب لخارج البلد مع الاخذ بعين الاعتبار المحافظه قدر الامكان على جذب الاستثمار .
والموضوع الثاني يا دولة الرئيس هو محاربة الفاسدين والمفسدين ماليا واداريا وفرض العقوبات الرادعه وتنفيذها بحزم وعلن واسترداد ما جنوه مهما امكن ذلك وجعلهم عبرة لغيرهم .
فالمواطن يا دولة الرئيس اصبح همه وشاغله لقمة العيش وتعليم ابناؤه وتطبيبهم والسياسة ليس من اولوياته فانتم الاقدر على ادارتها كذلك هو لا يهتم بنسب النمو الاقتصادي اذا لم ينعكس على حياته وبالعكس فانه يرعب من كبر العجز في الموازنه ويعتبر ذلك نذير شؤم على معيشته ونحن يا دولة الرئيس اكرمنا سبحانه وتعالى بان من علينا الخير بوفرة الامطار هذا العام واكرمنا جلالة الملك بتكليفكم برئاسة الحكومه ونتوسم من دولتكم برسم الخطط التي ترحم ابناء شعبكم وتسهل معيشتهم وان لا تأخذكم الرحمة بأي فاسد مهما علا شأنه .
كل امنيات التوفيق والنجاح لدولتكم وفريقكم الوزاري لخدمة الوطن والمواطن تحت ظل الرايه الهاشميه بقيادة جلالة الملك المعظم
احمد محمود سعيد
13/3 /2010