كان فيصل بن الحسين من اشهر ساسة العرب في العصر الحديث ، فقد ولد بالطائف عام 1883م واختير نائبا عن مدينة جدة في مجلس النواب العثماني سنة 1913م . وتعلم في الآستانة اللغات التركية والانجليزية والفرنسية وايضا التاريخ. وسبق ان علمه والده القرآن الكريم . وتزوج من الشريفة حزيمة ابنة عمه الشريف ناصر في عام 1905م وأنجب منها الاميرات عزه وراجحة ورئيفة والاميرغازي.
وعند انطلاق الثورة العربية الكبرى سنة 1916م تولى فيصل قيادة الجيش الشمالي ثم بعد ذلك قائدا عاما للجيش العربي . ودخل سوريا سنة 1918م بعد جلاء الاتراك عنها واستقبل استقبال المنقذ في سوريا. واعلن الامير فيصل تأسيس حكومة عربية في دمشق وكلف الفريق علي رضا الركابي بتشكيل اول حكومة عربية لسوريا وعين اللواء شكري الايوبي حاكما عسكريا على بيروت وجميل المدفعي حاكما على عمّان. وفي 8/3/1920م أعلن المؤتمر العام استقلال سوريا ونودي بالامير فيصل ملكا على سوريا ، واعلن الملك العفو العام وتشكلت الوزارة برئاسة رضا باشا الركابي ، وقامت الحكومة بتعريب اسماء الرتب العسكرية وكذلك تعريب العاملات في الدولة والمدارس وكافة الكتب المدرسية وانشئت الجامعة السورية ايضا.
وقامت القوات الفرنسية بتوجيه انذار \"غورو\" الى الملك فيصل ف 14/7/1920م الى ان قامت معركة ميسلون وكان من نتيجتها ان احتل الجيش الفرنسي سوريا.
غادر اللك فيصل سوريا الى أوروبا ، حيث دعي الى حضور مؤتمر عقدته بريطانيا في القاهرة سنة 1921م برئاسة \"ونستون تشرشل\" وتم الاتفاق ان ينادى بالملك فيصل ملكا على العراق سنة 1921م .
وقام الملك فيصل بالاصلاحات الداخلية في العراق وذلك بوضع دستور للبلاد. وتم توقيع عدة معاهدات بين العراق وبريطانيا من عام 1922 لغاية 1930م. لقد كان عهد الملك فيصل الاول هو العهد الدستوري والتأسيسي الاول في العراق حيث تميز بحرية الصحافة وانبثاق الاحزاب وولادة الفكر الحديث . وقد شهد عهده حالة وفاق دبلوماسي وسياسي مع كل من الجارتين ايران وتركيا وعلاقة جيدة مع العربية السعودية والبلدان العربية الاخرى .
تميزت شخصية الملك فيصل بأنه كان قائدا شجاعا وسياسيا حكيما يحمل فكرا حضاريا ؛ بل كان ملكا نابغا جريئا بارعا وزعيما سياسيا فذا ، تبوأ العرشين السوري والعراقي ، وتوفي في سويسرا بالسكتة القلبية في 5/7/1933 ونقل جثمانه رحمه الله الى بغداد ودفن هناك.
الكاتب / بسـام العـوران
e-mail: bassam_oran@hotmail.com