مما لا شك فيه أن ظهور الصحافة الإلكترونية شكل نقلة نوعية وبامتياز للصحافة الأردنية, خاصة فيما يتعلق بهامش الحريات: للصحيفة الإلكترونية نفسها, أو القرّاء على حد سواء. فبات المتصفح يقرأ ويسمع ما لم يكن يفكر يوما بقراءته؛ فقد ساهمت هذه الصحافة بشكل كبير وناجح بنشر الوعي بين المواطنين, من خلال إظهار الوجه الآخر من كل شيء يتعلق بالوطن, على غير ما تعود عليه المواطن من روايات الإعلام الرسمي المكررة, والتي تبتعد كثيرا عن الحقائق, من أسباب ومسببات ونتائج للأزمات, وقضايا الفساد, والتسيب واستغلال الوظيفة العامة, وبيع ممتلكات الدولة ( القطاع العام ), ومن مديونية وعجز في الميزانية, والتي تحدث دون أن يعلم المواطن البسيط بالأسباب وهو المغيّب عنها أصلا, والدافع للثمن, والمتحمل للنتائج رغم أنفه؛ وبالتالي أدى ذلك كله إلى فقدان المواطنين لمصداقية الإعلام الرسمي البعيدة عن الواقع, فكان البديل وبامتياز الصحافة الإلكترونية التي باتت سببا كبيرا في نشر ثقافة الوعي لكافة شرائح المجتمع, وسببا في الكشف عن خبايا القضايا التي أثقلت كاهل المواطنين؛ وبالتالي سببت إزعاجا وقلقا لكل أفّاك مريب, كما أنها وبدون شك باتت تمثل مصداقية أكبر من بعض الصحف الرسمية التي تمثل الحكومة, هذه المصداقية التي تتجلى بسقف الحرية في نشر الخبر, وما يدور من وراء الكواليس, أضف إلى ذلك أنها صورة صادقة ومعبرة عن أفكار المواطنين القرّاء خاصة فيما يتعلق بجانب التعليقات, وردود الفعل سواء الإيجابية منها, أو السلبية؛ لأنها بالدرجة الأولى تعبر عن حال المجتمع بسلبياته وإيجابياته, الأمر الذي باتت تحتكره هذه الصحافة , بل وتتفوق فيه, ولا شك بأنه أحد أسباب الحملة العدائية التي تخوضها صحيفة الغد وبعض المحسوبين عليها.
نعم للصحافة الإلكترونية نكهة ومذاق خاص عند المواطن الأردني, الذي أصبح يرى فيها من الحقائق ما لا يراه في الإعلام الرسمي الذي فقد مصداقيته, فلا يضطر عندها للبحث عن أخبار بلده وأحداثه في الإعلام العربي أ والدولي ؟!
وعلى القائمين والمسؤولين عن الإعلام الرسمي الأردني, أن يدركوا تماما أن الصحافة الإلكترونية وطنية وبامتياز, وهي حريصة كل الحرص على الوطن أكثر من الذين يزوّرون الحقائق, ويجمّلون القبيح, وما الصحافة الإلكترونية إلا محطة هامة, وأمر واقع, وجبل راسخ, في هذا العالم الصغير الذي ما عادت تخفى فيه خافية, فصحافتنا الإلكترونية الوطنية, كمصدر إعلامي للأردنيين أفضل بكثير من فضاءات الخارج المليئة بالصديق والعدو, والأخبار المشوهة التي تُدخل المواطن في حيرة شديدة, وتساؤلات كثيرة وكبيرة تفقده الثقة بكل شيء فلا يرَى إلا المستقبل المظلم المجهول...؟!
rawwad2010@yahoo.com