زاد الاردن الاخباري -
على قارعة الطريق أو في دكان بسيط ينشط تجار بيع أجهزة الهواتف الخلوية المستعملة التي يعمد أصحابها إلى استبدالها أو يضطرون لبيعها تحت ضغط الحاجة.
وانتشرت على نحو واسع محلات في كل حي وزقاق في إنحاء المملكة للاستفادة من دورة تجارة ثانية نشأت على هامش وكالات الهواتف الخلوية العالمية.
وتعرض الأجهزة المستعملة بالمئات على واجهة المحلات ، منها أشكالا متعددة لعلب الأجهزة الجديدة، (بيوت) جلدية وبلاستيكية لحفظ الخلوي، وزبائن يسألون عن أسعار الأجهزة المستعملة من دون النظر إلى الجديدة.
ووفق أرقام لدائرة الإحصاءات العامة بلغت مستوردات المملكة من أجهزة الخلوي العام الماضي حوالي 169 مليون دينار غطت كلفة 6ر2 مليون جهاز مقارنة مع 416 مليون دينار في 2008 غطت كلفة 2ر4 مليون جهاز .
وقال تجار التقتهم (بترا) أن الإقبال على شراء الأجهزة الجديدة تراجع منذ بداية العام الماضي عازين ذلك إلى أن معظم الموديلات الجديدة من الخلويات لا تلبي حاجة عامة الناس وانما تختص بفئة معينة وهي فئة رجال الأعمال إضافة إلى الوضع الاقتصادي العام.
وحسب مساعد الخريشا صاحب محل لبيع الخلويات، فان تجار الأجهزة المستعملة يجنون أرباحا جيدة من تجارتهم رغم ما يشوبها من مخاطر واحتمالات ان تكون وصلت اليهم بطرق غير مشروعة، مشيرا الى انه حذر في حالات شراء الأجهزة المستعملة ويحتاط لذلك بتوثيق معلومات كافية عن البائع لحالات الضرورة.
وأكد انه لا يشتري الأجهزة ألا بعد توقيع البائع على عقد يتضمن المعلومات المثبتة في بطاقته الشخصية بالإضافة إلى نوع الجهاز ورقمه المصنعي ورقم هاتفه ومكان سكنه لكي لا يكون شريكا في حال تم اكتشاف ان الجهاز مسروق.
وقال فاروق محمد، أنه يعمل بالأجهزة المستعملة فقط، حيث يعتمد عمله على الزبائن الذين يستبدلون أجهزتهم بشكل دوري؛ إذ إن البعض لديه هواية (تبديل الأجهزة الخلوية)، لافتا الى أن أسعار الأجهزة المستعملة تتراوح ما بين 10-400 دينار، وذلك بحسب نوع الجهاز وحداثته ونظافته التي تلعب دوراً كبيراً في سعره.
وبين إن بيع الأجهزة المستعملة يحقق عوائد أفضل من الأجهزة الجديدة، إذ يتم شراء الأجهزة من الزبائن بأسعار جيدة، ثم تباع مرة أخرى بعد "تنظيفها والتأكد من صلاحيتها" بأسعار تناسب الزبائن والتجار معاً.
وبينت المعلمة نجاح سليمان أن الأجهزة الجديدة تفقد قيمتها السوقية بسرعة، على عكس الأجهزة المستعملة، في حين لا تستطيع شريحة واسعة من المواطنين شراء الأجهزة الجديدة لأن أسعارها عالية، إذ ينتظر البعض استعمال بعض الأجهزة ثم ملل أصحابها منها بهدف شرائها.
وأوضحت أن توجهها لشراء الأجهزة المستعملة لم يكن نتيجة الملل من الجهاز وانما بعد ان اضطرت لبيع هاتفها الجديد بعد شهرين من استخدامه وبخسارة مئتي دينار لحاجتها للمال، حيث كانت اشترته بستمئة دينار.
وقال خازر الشياب انه يمتلك الخبرة الكافية التي تفيده في شراء الاجهزة المستعملة إذ يميز بين الأجهزة الجيدة والأخرى التي لا تصلح للمتاجرة أو للاقتناء، مشيرا الى انه يبحث عن اجهزة مستعملة في سوق الخلويات المستعملة باستمرار.
واشار إلى أنه يستبدل جهازه الخلوي كل شهر تقريباً، في حين أن تبديل الأجهزة الجديدة يجعله يخسر المال، لكونها تفقد قيمتها بعد استعمالها مباشرة وانه يشتري الأجهزة الخلوية من المحلات التي بات بينه وبينها ثقة متبادلة متفاديا بذلك طمع بعض أصحاب المحلات من استغلال حاجته.
بدوره يري الخبير الاقتصادي أستاذ الاقتصاد في جامعة ال البيت الدكتور إبراهيم البطاينة وجود سلوك استهلاكي جديد أوجدته الأجهزة الالكترونية، ما استحدث وظائف لمواطنين دخلوا من خلالها إلى سوق العمل، مشيراً إلى أن بند النفقات للمواطن تغير، إذ بات مصروف الهاتف الخلوي يحتل مرتبة متقدمة.
وبين البطانية أن سوق (الخلوي المستعمل) مزدهرة لعدة أسباب منها أن هناك أشخاصاً يشترون أحدث الأجهزة، ثم يبعونها بأسعار أقل من سعرها لتجديدها، ما يجعل البعض يتاجر بالأجهزة المستعملة داخل الأردن وخارجه مستفيدين من هامش الربح المتحقق.
وبين أن البعض يرى في الأجهزة المستعملة طريقة لتلبية الطموح من خلال شكل الجهاز القريب من الجديد، وسعره المناسب، لاسيما مع انتشار محلات الخلوي في مختلف المناطق الغنية والفقيرة، موضحا أن هذه المحلات جعلت بعض العاملين فيها يتقنون فنياتها ما يؤدي إلى إيجاد قاعدة جديدة لتكنولوجيا المعلومات في الأردن لصناعة الأجهزة الخلوية.
رائف الشياب / بترا