زاد الاردن الاخباري -
قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان600 مليون فتاة في العالم قابعات في ظلمات، تحيط بهن الحواجز والأبواب المغلقة، مترددات وضائعات في عالم تسوده اللامبالاة.
جاء ذلك خلال مشاركة جلالتها امس السبت في قمة المرأة في العالم التي أقيمت في نيويورك وضمت نشطاء ومجموعة من القيادات النسائية.
وأشارت جلالتها بصفتها عضوا في مجلس إدارة مؤسسة الأمم المتحدة إلى وضع الفتيات اللواتي يحرمن من التعليم، قائلة "ان هناك لامبالاة بوضع فتيات يقطعن يومياً عشرات الكيلومترات ببطون جائعة للبحث عن الماء لعائلاتهن، يُحرمن من فرصة الذهاب للمدرسة، وبدلاً من ذلك يعشن حياتهن بين الطهي والتنظيف ورعاية الأطفال، فتيات يُزوجن في سن الطفولة".
وأضافت جلالتها في القمة التي حضرتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون والإعلامية في قناة (ايه بي سي) دايان سويار "للأسف، هذا ليس كابوسا، والاستيقاظ من النوم لن يعيد هؤلاء الفتيات الصغيرات إلى أرض الفرص والمساواة".
واشارت جلالتها الى أنه "لأكثر من600 مليون فتاة حول العالم، تعتبر هذه اللامبالاة حقيقة يومية.
حيث الجدران الأربعة من عدم المساواة والظلم والإذلال والجهل تحاصرهن، وتحد من طاقاتهن وقدراتهن في وقت يجب أن لا تكون هناك حدود لها".
وقالت "نعلم أن الفتيات هن الأكثر تأثيراً وقدرة على التغيير وهن الثروة المجمدة في عالمنا اليوم"، مشيرة جلالتها إلى أن عدم منح هؤلاء الفتيات التعليم هو إهدار لقدراتهن.
وأكدت جلالتها انه عندما تذهب الفتاة إلى المدرسة تسلح وتمكَن وتلهم لكسر دائرة الفقر التي تنقلها إلى اليأس وتحد من قدراتها، وبكسر دائرة الفقر، تبدأ دائرة الرفاه والإزدهار وترتقي الدول".
واشارت الى ان زيادة نصيب المرأة من التعليم الثانوي بنسبة1 بالمئة يساهم في زيادة نصيب الفرد من الدخل القومي بمعدل3ر0 بالمئة.
وفي نهاية كلمتها أكدت جلالتها أن اتحاد قوى الإعلام، والشبكات الاجتماعية على الانترنت، والمنظمات غير الربحية التي تعمل مع الفتيات، يمكن أن يحقق ما لم نحققه من قبل.
وسيمكننا من ايصال أصوات الفتيات ومقاطع الفيديو التي تظهر حياتهن للجميع، كما يمكننا من أن نكون متحدثين بالنيابة عنهن وأن ننقل رسائلهن للجماهير وأن ندفع السياسيين ليضعوا الفتيات على رأس أولويات السياسات العالمية.
وشاركت جلالتها في جلسة أدارتها المذيعة في قناة (سي.
بي.
إس) كيتي كوريك حول القضايا والتحديات التي تواجه الفتيات حول العالم، اكدت جلالتها أن ما يدفعها لحشد الدعم لتعليم الفتيات هو رغبتها في تحقيق العدالة، لافتة الى ان ملايين الفتيات حول العالم يُحرمن من حقهن في الحصول على تعليم بسبب الفقر ومكان الولادة.
وأشارت جلالتها إلى أن الخطوة الأولى لتحقيق التقدم في ضمان توفير التعليم النوعي لمزيد من الفتيات هو زيادة الوعي بأهمية تعليم الفتيات، موضحة أن جميع التحديات التي تواجه عالمنا اليوم من الفقر والجوع والايدز والتغير المناخي والإرهاب يمكن أن تحل عبر التعليم.
وقالت جلالتها "بالنسبة لكل دولة، يعد تعليم الفتيات أفضل استثمار"، وأشارت جلالتها إلى ان النساء أكثر ميلاً لصرف الأموال على تعليم وصحة وتغذية أطفالهن، لذلك فان تعليم فتاة واحدة يساهم في حماية حياة العديدين.
وفي سؤال عن العنف ضد المرأة في العالم العربي، أكدت جلالتها أن العنف والتمييز ضد المرأة هي مسألة عالمية، لافتة الى ان النساء في العالم يواجهن التحديات والصعوبات ذاتها.
وبينت أن وضع النساء في الوطن العربي ليس مثالياً، ولكن هذا لا يعني أن نقلل من أهمية الكثير من الإنجازات التي تحققت حتى الآن، حيث ان المرأة العربية اليوم تعمل في مجالات مختلفة.
وقالت منظمة المؤتمر ورئيسة تحرير (ذا ديلي بيست) تينا براون ان تمكين المرأة هو المفتاح للسلام والازدهار والتقدم، ليس في الولايات المتحدة فقط ولكن في الدول التي عانت من الركود لعقود.
وخلال افتتاح القمة يوم الجمعة قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون ان الأمر لا يتعلق فقط بأن حقوق المرأة هي حقوق الانسان فقط، ولكن تقدم المرأة هو تقدم للانسانية ككل.
ونظمت هذه القمة صحيفة (ذا ديلي بيست) الالكترونية و (فايتل فويسيز) ومؤسسة الأمم المتحدة والمصممة الشهيرة دايان فون فورستيبرغ.
وناقشت القمة على مدى ثلاثة أيام التحديات الطارئة التي تواجه النساء والفتيات في العالم
بترا