اصطلاح غسيل الدماغ أتى به هنتر عام 1951 واخذه من مفهوم عملية تنظيف الدماغ التي كان يقوم بها الصينيون والتي تستخدم بقصد تخليص الأفراد عندهم من المعتقدات القديمة كي يتمكنوا من التعايش بسلام مع طبيعة الحياة والنظام السائد انذاك .ولقد اصبح المصطلح يستخدم فيما بعد ليدل على المحاولات المختلفة التي تبذل لتغيير اراء السجناء وتطلعاتهم سواء من اسرى الحرب او من المدنيين .
ولقد كانت الوسيلة المستخدمة في ذلك هي طريقة الاقناع بمختلف اشكالها والتي تستخدم. حالما يتم وضع السجين في ظروف يشعر معها ان السلطة تسيطر على حياته في السجن سيطرة تامة وبذلك يسهل استخدام وسائل الاقناع والضغوط عليه .
ان امكانية السيطرة على عقول الافراد قد برزت واضحة في المحاكمات التطهيرية التي جرت في روسيا والتي قام الزعماء السابقون الشيوعيون في اثنائها بالاعتراف بشكل غير مألوف او متوقع مما جعل الناس في العالم الغربي يفترضون بان بعض الاساليب السيكولوجية او العقاقير قد استخدمت لانتزاع هذه الاعترافات . ومن هذه الاساليب القائمة على العقاقير ما اختبرته وكالة المخابرات الامريكية في الاربعينات
وهو اجتماع مخدرين مثل سيكونال ونبتوثال الصوديوم .يتبعهما امفتامين مثل دكسرين. وكانت الفكرة للدخول في عالم متألق من الشعور واللاشعور .وتم تعليق زجاجات تحتوي على ما ذكرت سابقا مع وجود صمامات للتحكم بحجم التدفق وادى هذا البحث الى وجود مخدر اطلق عليه (مخدر الحقيقة ) وهو المخدر الذي يوصل الى اعتراف صريح من قبل المستجوب يصاحبه اساليب اخرى .
وألف كولينز كتابا مثيرا بعنوان في غرفة النوم . وهويحكي قصة عن تجارب المخابرات الامريكية عن غسيل الدماغ المرتبط بالحرمان الحسي سواء بمنع النوم او وضع الايادي في انبوب لعدم استخدامها باللمس او استخدام سماعة للرأس ينبعث منها طنين متكرر .وكانت مدة التجارب من بين 2_6 ايام . ومن هذه القصص في كتاب كولينز فتاة برمودا وهي قصة حقيقة كفتاة تعرضت للحرمان الحسي فاصبحت اكثر طفولية وعانت من تسمم الباربتيوريت . وحاول طبيبها تعريضها للصدمة الكهربية
ولكنها ساءت اكثر حيث باتت تحتاج لمن يساعدها في لبس الملابس والاكل والنظافة واصبحت اكثر عدوانية عندما تصحو من النوم ووصلت ذروة العدوانية في اليوم السادس من التجربة . ثم دخلت في حالة نوم متواصل لمدة 25 يوما . وامتدت عدوانيتها الى امها وبدأت تهددها بالقتل وبالرغم من فظاعة النتائج . يقول كميرون خبير غسيل الدماغ : سوف نستمر في اجراء هذه العينة من التجارب للاستماع للأسطوانة بواسطة مرضى آخرون في غرفة النوم . وهذه تعكس الإجراءات القاسية بتجارب غسيل الدماغ بدواعي امنية او عسكرية اوعلمية .
اما الصينيون فكانت تقوم على مباديء الكونفوشوسية في غسيل الدماغ وهي الابتعاد عن استخدام وسائل التعذيب في عملية انتزاع الاعترافات واستخدام ضغط الجماعة على الفرد وبخاصة الموجودين مع السجين في نفس الغرفة لاحداث التغيير المطلوب .
وكانت المرحلة الاولى هدفها ان يصبح الفرد السجين في وضع يشك معه في قيم يحملها من الماضي لدرجة يميل معها الى تغييرها . او الى اعتناق قيم بديلة لها .وهذه المرحلة تنهتي عادة باعتراف عن الذنوب التي كان يقترفها النظام الذي انتمى اليه السجين بالسابق . ثم مرحلة اعادة التجميد التي تتبلور في قبول السجين اراء المؤثرين ورفقاء الزنزانة كأعضاء يؤثرون عليه فيبدأ بقبول ما يعرضون له .لإن الصينيين يركزون على استقطاب نفعية الشخص للمجتمع الجديد والعقيدة الجديدة بالنسبة له ويسهل ترك الماضي الخاص به مهما كان .
واثبتت بعض نتائج الدراسات ان من خرج من السجون كانوا اما في حالة تعاطف او تحمس بعكس عينة اخرى لم تظهر اي تجاوب او تغيير .
ومن هنا ينبع سؤال لماذا يحدث سفر الشاب الى دول اجنبية لاربع سنوات تغييرا يصير به الفرد فردا اخر بعادات ومواقف تخالف ربما 20 سنة من عمره ؟؟؟؟؟
فطريقة غسيل الدماغ عند الصينيون او من يحاول نفس الطريقة تتمركز على الإخلاص للفكرة وتثقيف النفس محاضرات ونشاطات ثقافية والتناغم مع الجماعة المحاطة به .
ومن اساليب غسيل الدماغ :الوهن والاعتماد على الاخرين والخوف والتقمص .وهذه مظاهر نفسية تستغل كعامل من عوامل الضغط والتغيير المرغوب . او اسلوب الشعارات القريبة للعاطفة ومنطقة اللاشعور ثم تكرار الاشاعة وهي غالبا ما تغذي الاحباط بلباس الخداع اللفظي وخطرها اقوى عندما لا يعرف انها خطأ وانها إشاعة لانها تمتد امتداد افقي في المجتمع خاصة المتجانس او الأفراد الذين يشعرون بالهزيمة والإحباط والضغوط والوهن .
ومن اساليب غسيل الدماغ : معرفة مانحب ونكره ومن ثم معرفة اليد الضعيفة لدى الشخص لتبدأ معه التجربة نحو غسيل الدماغ .
اما الروس كانوا يلجأون الى فصل السجين عن الآخرين ويحاولون انتزاع الاعترافات المطلوبة عن طريق التحقيق المتكرر مما قد يغير من اتجاهاته سواء بالاكراه او عدم القدرة على التحمل فيرضخ للمعتقد الجديد .
ومن الاساليب النفسية التي تصاحب خبرة غسيل الدماغ ما يعرف بنظرية ( التأثير النائم ) وملخصها ان الانسان يختزن في ذاكراته مصدرا او حدثا يبقى نائما في داخله الى ان يوقظه مصدر او حدث مشابه لذلك المخزون . وهذه النظرية تستخدمها اسرائيل في طرح اسئلة اعلانية او اعلامية بشكل يأخذ البساطة انما وراءها مغزى لإيقاظ الفتنة او الحدث النائم . ثم تكررها بالصور و الدعايات والشعارات مما قد يستميل بعض النفوس المريضة والمشاكسة فتصبح ابواق عنهم او تغسل ادمغتهم بطريقة لا شعورية .
كذلك بشكل اجتماعي نجد صنف من النساء يستخدمن المكر والكيد والإغواء الجسدي
والجمال المبتذل بطريقة تغيير رأي الرجل المسؤول في منصب معين بهدف تحقيق غاية غير معلنة ومنها قصص تنقل من الواقع كأمرأة استطاعت ان تغسل دماغ محامي
ما قسم على انصاف المظلوم وعتم على الحقائق بل حاول ان يغطي امام القضاء ان وكيله المتوفي منذ سنة انه شخص حي يرزق ويدافع عنه في اروقة المحكمة لمدة سنة كاملة وهو او ل الاشخاص الذين زاروا بيت الأجر وكل ذلك لتعرضه لغسيل دماغه المتقن من سيدة يعتقد المجتمع انها صاحبة حق او صنف يعيش الحياة المترفة
وهناك قصص لو كتبنا عليها لوجدنا ان هؤلاء اشخاص يظنون انهم يحسنون صنعا لمجتمعاتهم ولا يعرفون تيه الدماغ الذي قام بدور غاسل الدماغ .
الشكر من الكاتبة لكل من الدكتور عبد الرحمن عدس وقطامي وهارون الخليفة حيث استندنا الى بعض المراجع الخاصة بهذا البحث الكتابي .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة