لا تخفى على احد أهمية وسائل الإعلام في الوقت الحالي ، وما مدى تأثيرها في كافة المجالات السياسية ، الثقافية ، الاجتماعية وغيرها ، ولقد عرف البعض الإعلام بأنه وسائل الإعلام الجماهيري ذات القدرة على الوصول إلى جماهير متعددة في التوقيت ذاته والمتمثلة في الصحف والإذاعة والتلفزيون والفضائيات ، بالإضافة إلى \"الانترنت\" والتي تعد أحدث وسيلة إعلامية ، وهي الأخطر ، خاصة على فئة الشباب ، وكونهم الفئة الأكثر استخداما لها .
ويعد الانترنت أول وسائل الإعلام تأثيراً على الشباب ، يليها الفضائيات ، وإن دل هذا على شئ ، فإنما يدل علي كثافة استخدام وتعرض الشباب للانترنت بطريقة كبيرة جدا ، كونها الوسيلة الأسهل والأسرع انتشاراً ، وتعتمد قابلية التأثير بما يُبث وينشر عبر وسائل الإعلام من شاب لآخر ، فهناك فئة من الشباب مدركين طبيعة مخاطر الإعلام \" الايجابية منها والسلبية \" وهم قلة ، بينما نجد فئة تشكل غالبية الشباب ليس لديهم أي خلفية عن مخاطر الإعلام وتأثيره .
وينبغي على المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعات ، الحفاظ علي هوية الشباب وثقافته ، من خلال دعم وسائل الإعلام التي تساعد في ذلك وتسليط الضوء عليها ، والابتعاد عن المساهمة في خلق جيل من الشباب هش ومطموس الهوية وموجه التفكير ، واستثمار خبرات الشباب من خلال البحوث الميدانية ، كقناة اتصال مباشرة يتم من خلالها معرفة هموم الشباب وتطلعاتهم .
وتأثر وسائل الإعلام على توجيه فكر الشباب وثقافتهم ، تأثيراً ايجابياً أو سلبياُ ، والقلة من الشباب يدرك ما تقوم به من ناحية الترويج لثقافة العولمة ، وترسيخ المفاهيم الموجهة ، والاستحواذ على جزء كبير من تفكيرهم ، وبإرادتهم ، والشباب الآخرين يتناسون ذلك ، متذرعين بمجموعة من الأسباب ، مما يدفع البعض لتسمية أصحاب هذا الفكر بالسذُج والسطحيين ، حتى صاروا يتلقوا ويستقبلوا كل ما يأتيهم من الوسائل الإعلامية المختلفة .
وفي مجال التربية الأسرية ، لا يوجد أي عوائق أمام وسائل الإعلام، فعلى الآباء وأولياء الأمور إدراك ذلك ، مستفيدين من هذا التطور والتعايش والتأقلم معه، والحرص على متابعة أبنائهم وتوجيهم ، دون فرض السيطرة عليهم ، مراعين بذلك قدراتهم وإمكانياتهم ، وفي مجال التربية والتعليم يمكن أن يستخدم الإعلام لخدمة الشباب من ناحية نشر المعلومات التي يمكن من خلالها توجيه الشباب نحو الطريق الصحيح ، وانخراطهم في العمل الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي ، واستغلال الإعلام لمقاومة الأفكار المسبقة والخاطئة ، وإيقاظ ما يسمى \" الاقتصاد المعرفي\" لدى الشباب ، ولا ننسى أهمية الاتصال بين الشباب وذلك لإشباع حاجاتهم اليومية والأساسية ، والابتعاد عن العزلة التي تسبب الاكتئاب والخوف ، ولذلك يحتاج الشباب للإعلام والتواصل من أجل تدعيم مكانتهم في المجتمع ، وكذلك تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين ممّا يساعد الشباب في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، والاختيار الأنسب منها .
سؤال:هل نجحنا فعلاً في توجيه الإعلام لخدمة قضايا الشباب وتوجهاتهم المختلفة؟ وهل سخرنا وسائل الإعلام لتعميق الهوية الوطنية والحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية وعادتنا وتقاليدنا ؟.
abdullah_alhsaan@yahoo.com