على الرغم من قلة ذات اليد فالفقراء في الاوطان اسخى عطاء وافضل منفعة واكثر التساقا بالوطن يتشبثون فيه ويعشقون سماؤه ويفتدونه وبكل غالي ونفيس يستفون ترابه ويفدونه بما يملكون فعطائهم لاحدود له فهو ملاذهم الوحيد لا ملجا لهم سواه ايمانهم به واخلاصهم له لا تشوبه شائبه ويجسدون هذا الحب والهيام بالقول والعمل يتقاسمون معاناته ويقفون معه في ضيقه وسعته ,واكثر الناس شحا وبخلا وتقتيرا وسخطا على الوطن الاغنياء يخذلونه وقت الحاجه ويفضلون اموالهم ويقدمونها عليه وان اظهروا للناس وادعوا محبته فالوطن بالنسبة لهم شقة مفروشه او مزرعة او بقرة حلوب وفي وقت الحادثات لا يتقدمون للتضحيه والعطاء وانما يقدمونه قربانا ويفرون منه كالجراذين المذعوره وينتقلون هاربين يبحثون عن وطن مستاجر يحويهم الا من رحم ربك وقليلا ما هم ابتلاهم الله بحب المال والتلذذ بجمعة واخفائه والتمتع بعده (يحبون المال حبا جماحتى يصبحوا عبيدا صاغرين له يجمعون ويتنافسون في كنزه ,وقد عراهم القران الكريم بقوله(وياكلون التراث اكلا لما ويحبون المال حبا جما) وعراهم النبي الكريم والذي كان في عطائه كالريح المرسله بقوله تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفه خاب وانتكس )صدق الرسول العظيم فالكريم احب عند الله من البخيل فالكريم صفة تزين المرء وتجعله اكثر نفعا وفائده للناس والمجتمع فهو لبنة بناء والبخيل الشحيح المقتر معول هدم ومن اكثر الخلق لؤما وظلما لنفسه ولمن حوله وفي الوقت الذي يحمل الفقراء من عزة النفس وكرمها وتحمل صفات احرى مكملة لسخائهم الشجاعه فمن يتصف بالاولى يحوي الثانيه فيكون كريما وشجاعا زاهدا في المال والنفس ومن يتصف بالبخل يحوي بين جنباته الجبن وهما الصفتان اللتان استعاذا منهما قدوتنا الكريم عليه السلام (بقوله اللهم اني اعوذ بك من الجبن والبخل ....) وها نحن نلمس في مجتمعنا كرم الفقراء في ما لايملكون وبخل الاغنياء بما يملكون ايها الساده القراء (فقرائنا كرمائنا واغنيائنا بخلائنا ) انه اخر الزمان والذي حدثنا عنه النبي العظيم)فلا يعتقدون اؤلئك الواهمون اننا بحاجة لهم فاننا نستطيع العيش بعيدا عونهم وهم من هم بامس الحاجة الينا فنحن بمقترتنا ان نعيش على الخبز والزيت ونفترش الارض التي نعشق ونلتحف السماء وهم لا يستطيعون وان ادعوا العيش بدوننا ,الم ترهم عندما ياتوننا صاغرين لنخنارهم نوابا استغفر الله نوائب ومصائب يلجاؤن الينا فيجدوننا ونطلبهم فلا نجدهم يزوروننا فنكرم نزلهم ونزورهم فيعتذرون بمشاغلهم يغلقون هواتفهم او يحجبون انفسهم بالحجاب والكذبه والافاقين وما هي الا شهور معدوده وسياتون الينا يطلبون العون مزودين بالكذب ,فماذا عسانا فاعلين لهم ارى ما يراه العقلاء ان نوبخهم ونطردهم ونجعلهم يهيمون في الارض وكما قال الشاعر ما اكثر الناس لا بل ما اقلهموا اني لافتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا ارى احدى ,والاسى لا ينتسى وبالمناسبه انهم لاطعم ولا لون ولا رائحة كشيوخ النور ثقلة على الحمير وسخطة على الثريد ,بيوتهم مجهولة ومكاتبهم مغلقه وهواتفهم محجوبه اضافه الى الجبن والبخل محترفون في الكذب وويل للمكذبين )الا من رحم ربك ولكل قاعده شواذها