جلست امامي الصبية الجميلة ذات العشرين ربيعا وهي ترتعش
ويكسو ملامحها الحزن والذهول وبعد برهة خرجت الكلمات منها بصعوبة وبطء.. بدأت تحكي لي بخجل كيف طلب خطيبها من والدها اجراء فحص عذرية لها قبل اتمام الزواج مع انهما مرتبطان بقصة حب طويلة امتدت لسنوات خلال دراستهما الجامعية .. كانت تقص علي ما حدث وهي مازالت مصدومة من حبيبها الذي طلب ومن والدها الذي اذعن لطلبه بعنتريتة الشرقية والاكثر مصدومة من نفسها
وهي تساق الى دائرة الطب الشرعي كالشاة لتذبح فيها كرامتها وآدميتها ..
توقفت عن الكلام اذ غلبتها الدموع ثم تمالكت نفسها قليلا وتابعت
متسائلة .. هل اخطأت حين سمحت له باهانتي باجراء الفحص ام انني اخطأت حين قررت تركه بعد ان اثبت له برائتي ؟؟
لم ادري بماذا اجيبها فقد كنت مذهولة مثلها تماما ورأسي يكاد ينفجر بمئات الاسئلة .. وتذكرت خبرا قرأته قبل ايام عن احصائية تفيد ان
ستمائة فتاة قد وقع لهن فحص العذرية في العام الماضي في دائرة
الطب الشرعي .. مررت يومها على الخبر بسرعة لانهماكي بموضوع آخر لكن سرعان ما هاجمتني السطور فور انتهاء محدثتي
من كلامها ... وهاأنا امام الخبر وهو يطالعني وجها لوجه .. ترى
كيف وصل بنا الحال لهذا المنحدر القيمي والاخلاقي ..؟؟
هل اصبحت بناتا سلعا تفحص وتعاين قبل الشراء .. عفوا قبل الزواج ..؟؟
هل العذرية غشاءا ام انها نهجا تربى عليه البنت منذ طفولتها فتتعلم فيما تتعلم الخجل والالتزام والاهم احترام نفسها كانسانة ..
اتعجب كيف يسير العالم بأسره للامام مسترشدا بالعلم واكتشافاته اليومية المذهلة بينما نتقهقر نحن كشرقيين الى الخلف مهما تعلمنا فنحن نتعلم ولكن نأبى ان نفهم .. نحن نربي اجيالا مع اننا بحاجة لمن يربينا ..
وجدتني أجيبها وكأني احدث نفسي .. بناتنا لسن سلعا تعاين ومن ثم تباع وتشترى..
والعذرية عذرية النفس لا الجسد لذلك فنحن نفضها حين نسمح لايدي غريبة ان تمتد لجسد الفتاة لتفحص وتمحص مهدرة يذلك كرامتها وانسانيتها .. ثم انتبهت لعينيها وهي تنظر الي ببريق سعادة يلوح من وراء الدموع فأبتسمت لها وتابعت :
لا تحزني يا صغيرتي فأنت لم تخسري شيئا ذو قيمة لان هذا العريس المغوار لم يدرك ان فحص العذرية لايدل على يراءة العروس او عدم خبرتها قبل الزواج فهو لا يستطيع ان بنبأ بعدد المرات التي قبلت فيها شفتي الفتاة او كم يدا لامست جسدها مداعبة وملاطفة ..او حتى ما اذا كانت هذة الصبية قد مارست الجنس الف مرة ومع الف رجل بحرص ودون ان تفقد عذريتها .. عريسك ضيق الافق شأنه في ذلك شأن الكثيرين الذين يتبنون نهجا سقيما في التفكيرو يقيمون معيارا للشرف يتسم بالفجر والمجون ومن ثم يمارسونه بأساليب بدائية رخيصة تتمثل بنقيطات دم قد تكون زائفة ..وفي المحصلة يتم الزواج المبني على الشك والخداع وقد اخذت العروسة مقلب عمرها اما العريس فقد لبس في الحائط (كما يقولون )... وللحديث بقية ..