كتيبة الاعدام في البنك الاستثماري
بقلم / الدكتور حسام العبداللات
لا يمكن لاحد ان ينكر اهمية الجهاز المصرفي لاقتصاد اي بلد , فالمصرف لا تقتصر اهميته فقط على المساهمين فيه او العاملين لديه ، وانما تتعدى اهميته للمنتفعين من خدماته وكذلك للمجتمع المحلي ولمفاصل الاقتصاد الوطني المختلفة .
من هنا يمكن القول ان سلامة الجهاز المصرفي في الاردن واستقراره هو ركيزة مهمة لاستقرار الاقتصاد الوطني ، لذا فان ترك مستقبل الكفاءات التي تعمل في المصارف بيد ادارة المصرف ومديره العام دون مسائلة ومحاسبة من قبل البنك المركزي ووزارة العمل وفقا لمعايير وضوابط خاصة تضعها لحماية الأمان الوظيفي للعاملين بالمصارف هو امر خطير جداً ، لما قد تعكسه هذه الحرية بالتصرف على مصير المصرف وحقوق المساهمين والعاملين فيه وبالتالي على مصير الاقتصاد الوطني ، فالبنك الأستثماري هو شاهد حي يستدعي من البنك المركزي الاردني ومن وزارة العمل التدخل بسرعة حتى لا تتكرر لدينا حالة إخرى من المصارف التي خرجت من الجهاز المصرفي الاردني نتيجة التدخل المبكر من قبل الجهات المعنية .
فقد تسلم في شهر 8\2011 ادارة البنك الاستثماري مديراً عاماً جديداً يدعى منتصر دواس ، وقد كان من ابداعاته في الادارة ان شكل لجنة اطلق عليها موظفوا البنك " كتيبة الاعدام " مكونة من المستشار القانوني ومدير إدارة الفروع ومدير الفرع الجديد او الموظف الجديد الذي سيحل مكان المدير او الموظف القديم .
هذا ومهمة كتيبة الاعدام تلك أن تأتي الى الفرع قبل نهاية الدوام بدقائق وتخير مدير الفرع اما ان يكتب استقالته او تنهى خدمته ، وفورا تقوم هذه الكتيبة المنقولة جواً بوضع مدير الفرع الجديد مكان المدير القديم ، وذلك ما حصل مع لؤي سويدان / مدير فرع الصويفية واخرين من زملائه من احمد جرادات / مدير فرع شارع مكة الى سراب ابو حمور / مساعد مدير فرع شارع مكة الى فلاح كوكش/ مدير المخاطر الى شادي الصناع / مدير الحاسوب .
إن ملفات هؤلاء الموظفين لا يشوبها اية شائبة ، وهم كفاءات جيدة من السهل ان تحصل على فرص عمل اخرى وبراتب افضل مما يتقاضوه في البنك الاستثماري ، ولكن غرابة القضية تكمن في ان مصير موظف قضى زهرة شبابه في خدمة مصرفه تحدد في مقهى تشي تشي في الصويفية ، ويكفي احتساء فنجان من القهوة ليُرسم مصير موظف ومستقبل مصرف فالاستقرار الوظيفي اهم ملامح الازدهار لاي مؤسسة وبالتالي لاقتصاد الوطن .
و يبقى السؤال اين البنك المركزي ووزارة العمل ومجلس ادارة البنك الاستثماري عن هذة التصرفات التي تضر بسمعة البنك وحقوق المساهمين فيه ، فليس من المنطق ان يتحصل منتصر دواس خلال اربعة شهور من شهر 8\2011 ولغاية 3\12\2011 على رواتب ومكافأت قيمتها مائة وثلاثة وتسعون الف دينار بينما يكون المصير مجهولا لمن افى عمره في هذا البنك ؟
واخيرا من ابداعات الادارة الجديدة في بنك الاستثمار الاردني شعورها كانها تدير مدينة ملاهي وليس مصرف ، إذ تم استدعاء مدير تنفيدي العقبة السيد صبحي طبيب الادارة البنك في عمان وبنفس الوقت ترسل كتيبة الاعدام لفرع العقبة ، هذه قصة نضعها امام البنك المركزي الاردني وامام الجهات المعنية الغائبة والمغيبة عن هكذا حالات .
hussamabc@ yahoo com