زاد الاردن الاخباري -
دان الاردن بشدة قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بافتتاح ما يسمى بـ (كنيس الخراب ) بجوار المسجد الاقصى المبارك والدعوات الاسرائيلية لاقتحامه والاتجاه نحو وضع حجر الاساس للهيكل المزعوم .
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف ان القدس بالنسبة للاردن خط احمر وانه يرفض كل الاجراءات التي تقوم بها اسرائيل وتستهدف تغيير هوية مدينة القدس خصوصا الاماكن المقدسة .
واضاف الدكتور الشريف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان الاردن يرفض كذلك كل الاجراءات احادية الجانب التي تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر ان كل ما سيطرت عليه اسرائيل عام 1967 ارضا محتلة واي تغيير على واقعها يعتبر مخالفا لهذه القرارات .
واكد ان الاجراءات احادية الجانب مثل اقامة المستوطنات لا تخدم الجهود المبذولة لاطلاق عملية السلام في المنطقة وتأتي في الوقت الذي تتكاثف فيه الجهود لاعادة اطلاقها .
وقال ان الاردن ومن موقع مسؤولياته الدينية والتاريخية تجاه القدس يرفض هذه الاجراءات جملة وتفصيلا .
واضاف الدكتور الشريف ان البلدة القديمة في القدس موضوعة على قائمة التراث العالمي بطلب من الاردن عام 1981 وان أي تغيير على الواقع في هذه البلدة بشكل خاص يعتبر مرفوضا ومستنكرا ومخالفا لقرارات الشرعية الدولية .
من جهته دعا سماحة الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات المسلمين في جميع أنحاء العالم الى النفير العام للدفاع عن المسجد الاقصى المبارك لمواجهة القرار الصهيوني بدعوة يهود العالم لاقتحامه اليوم وغدا ووضع حجر الاساس للهيكل المزعوم بمناسبة افتتاح ما يسمى بـ ( كنيس الخراب ) الذي يبعد أمتارا عن المسجد الاقصى المبارك.
ودعا مسلمي العالم كذلك الى التعبير عن غضبهم بالخروج بمسيرات ومظاهرات مليونية لتأكيد تمسكهم بالمسجد الاقصى المبارك ورفضهم محاولات الاحتلال الاسرائيلي تدميره .
واعتبر الشيخ التميمي في بيان صدر عن ديوان قاضي قضاة فلسطين قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بافتتاح ما يسمى ب ( كنيس الخراب ) بجوار المسجد الاقصى المبارك وعلى أرض اسلامية استفزازا للمسلمين في جميع أنحاء العالم وإثارة لمشاعرهم الدينية ومساسا خطيرا بعقيدتهم الاسلامية .
واكد ان المسجد الاقصى المبارك هو جزء من عقيدة مليار ونصف المليار من المسلمين وهو مسجد خالص للمسلمين بجميع مبانيه وساحاته وأسواره وأبوابه وفضائه وأساساته ولا علاقة لليهود به من قريب او بعيد.
وقال قاضي قضاة فلسطين انه بالرغم من أن العالم قد أجمع بقرارات دولية على عدم شرعية أو قانونية ما تقوم به حكومة الاحتلال الاسرائيلي ومؤسساتها ضد القدس ومقدساتها إلا أنها ماضية في تنفيذ مخططها لتهويد المدينة المقدسة ، في محاولة يائسة من الاحتلال لتحويل القدس لمدينة يهودية، معبرا عن استغرابه وإدانته للموقف الرسمي للعالم الإسلامي والدولي من جرائم تهويد مدينة القدس وانتهاك مقدساتها والاعتداء على المسجد الاقصى المبارك .
وتحدث الشيخ التميمي عن اجراءات اسرائيلية غير مسبوقة تحدث حاليا مشيرا الى ان اليهود من مختلف المستوطنات يتدفقون نحو مدينة القدس بأعداد غير مسبوقة، كما تقوم قوات شرطية احتلالية بنشر الحواجز الطيارة في مختلف احياء وقرى المدينة اضافة الى قيامها بشن حملة اعتقالات في صفوف المواطنين المقدسيين، ومنع التجار المقدسيين من فتح محالهم في البلدة القديمة من القدس منوها الى ان ابناء هذا الشعب لن يقفوا مكتوفي الايدي أمام المؤامرات التي تستهدف المقدسات الاسلامية والجرائم التي تحاول النيل من مسجدهم وسيفتدونه بأرواحهم.
وناشد ابناء الشعب الفلسطيني في جميع مواقعهم وبالأخص في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك والتصدي لمحاولات اقتحامه، مجددا بيان الحكم الشرعي بوجوب شد الرحال على كل من يمكنه الوصول الى المسجد الاقصى المبارك للمرابطة فيه والدفاع عنه وحرمة التقصير في ذلك، والخروج بتظاهرات ومسيرات منددة ورافضة لما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي من عدوان غاشم على مقدساتهم .
ودعا الشيخ التميمي مجلس الأمن الدولي الى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين وتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على اسرائيل ووقف كل إجراءات تهويد المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من تهجير لأهلها ومصادرة لأراضيها وهدم لمنازل المواطنين فيها وعزلها عن محيطها الفلسطيني والحفريات المتواصلة أسفل المسجد الأقصى المبارك .
وبين أن ( الإرهاب ) الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق مدينة القدس المباركة ومقدساتها بلغ حداً لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه.
ممثل الاردن في لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الدكتور معاوية ابراهيم اكد ان جميع الحفريات واعمال التنقيب التي اجريت في مدينة القدس منذ قرن ونصف القرن وحتى الآن بما فيها الحفريات التي اجرتها اسرائيل اثبتت عدم وجود أي معالم او بقايا لكنيس او معبد او آثار تعود الى أي من المراحل الاسرائيلية القديمة .
واضاف ان ما تقوم به اسرائيل من اعمال دعائية كبيرة محاولة اثبات مزاعمها التاريخية وتبرير احتلالها واجراءاتها في المدينة المقدسة بات مكشوفا وان عددا من العلماء الاسرائيليين نقضوا كل المعلومات التي تحاول اثباتها دائرة الآثار الاسرائيلية حيث قال احد المنقبين الاسرائيليين المعروفين " لم تكشف الحفريات عن كسرة فخار واحدة من العهد الاسرائيلي القديم " .
واضاف الدكتور ابراهيم ان ما تقوم به اسرائيل ستكون له عواقب ضارة ومدمرة لمعالم مدينة القدس التاريخية والاثرية ، وقد بدا لي شخصيا ولجميع اعضاء لجنة التراث الاردنية التي تقوم بالكشف عن الآثار العربية والاسلامية ، كيف تلقى هذه المواقع الاهمال المتعمد وتتعرض للاندثار وفي كثير من الاحيان تصبح مكبا للنفايات .
ولفت الى ان اسرائيل تقوم ايضا باعمال تهدد المعالم العربية القديمة في القدس بما فيها اسوارها وخاصة في الناحية الشمالية , اذ تقوم حاليا ببناء سكة حديد بمحاذاة هذه الاسوار وتزيل الاثار التي يتم اكتشافها بحجة حفر خندق لمرور قطار هذه السكة .
واكد معاوية ان بناء أي معلم او كنيس يهودي بالقرب من المسجد الأقصى المبارك هو بناء استيطاني غير شرعي كونه مقاما على حساب أرض وقفية إسلامية مشيرا الى ان اسرائيل اقرت هي ذاتها في معاهدة السلام الموقعة مع الاردن عام 1994 أن " للأردن وضعا خاصا فيما يتعلق برعايته للأوقاف الاسلامية والمسيحية والحفاظ عليها ".
فيروز مبيضين / بترا