لم تصل امة من الامم الى هذه الدرجة من الانحدار الاخلاقي والاجتماعي الذي وصلنا اليه عبر هذا النشء الذي تربى ويتربى تحت مظلة وزارة لا يمكن اطلاقا وصفها بالتربية لانها فقدت هذا المعنى والهدف ولم يبقى منه الا شعارا على جداران وواجهات المدارس داسته السنون وعفا عليه الزمن لاننا فقدنا هذا المعنى الاصيل في مجتمعنا العربي الاردني عندما غربنا التعليم بحجة التطوير فلا نحن الذين طورنا نظامنا التعليمي ولا نحن الذين احتفظنا به على الاقل يخرج اجيالا تتقن القراءة والكتابة ففقدنا قيمنا العظيمة في تربية النشء مما دفع الاهل عبر البوتقة الاعلامية الى الاستمراء والاستقواء على النظام التعليمي حتى حولوه بالتأمر مع الوزارة الى مجرد نظام حاضن للصبية طوال فترة غياب الاهل عن المنزل.
وفقدنا ميزة التعليم فلا علما نافعا قدمنا حتى انعكس الامر على المجتمع برمته من اجيال بمئات الالاف تتقن القراءة ولا الكتابة ولا تحسن صياغة جملة مفيدة ولاتعرف عن ماضيها شيئا وتجهل امر مستقبلها فلا تتقن الا فن الرقص والغناء.
ويصعب علينا ان نسميها وزارة المعارف كما كانت بالسابق تعرف او كما تعرف في بعض دول الجوار لانها تفتقر الى المعرفة ففاقد الشيء لا يعطيه فهذه الوزارة ابدعت انجازاتها على الورق وتغنت بنجاحات لا ولم ولن تطبق على ارض الواقع واشغلت العالم بخدعة جودة نظامنا التعليمي وهو في الحقيقة نظام يتهاوى ويلفظ انفاسه الاخيرة.
كان الاحرى بالوزير ان يخفف من اعباء معلميه لا ان يعاديهم فالوزير نفسه لا يستطيع ان يتحمل اعباء يوم دراسي واحد في مدارس وزارته المتهالكة ولا يقوى على اعطاء حصة صفية لانهم يفتقد ادوات ضبط صبيانه الذين تمردوا وامنوا العقاب فساء الادب فهل سيحاورهم طوال الحصة ليصمتوا ام يطردهم ام يعقبهم وبماذا؟؟؟ واذا حاورهم فكيف يعطي درسه وقد ضاعت الحصة في حوار بين طريفين احدهما قوي متسلط سادي وهو الطالب والاخر ضعيف مطية للاهل ومن قبلهم تلميذه.
كان الاجدر بالوزير ان يوفر على خزينة الدولة ملايين الدنانير التي تضيع على امور ورقية تافهة لاتقدم ولا تخدم العملية التربوية بشيء فما الحاجة الى تعبئة نتائج الطلبة على بطاقات لا تخدم الطالب ولا المعلم الا انها مضيعة وهدرا للمال العام أليست الشهادة الورقية المصدقة المختومة والتي لاتكلف الا قرشا اوقرشين وفيها ترصد علامات الطالب ونتيجته تكفي الم يتخرج ملايين الشباب وكانوا يحصلون على مثل هذه الشهادة ومنهم الوزير نفسه فلماذا التبذير والاسراف ؟؟
ماهي فائدة الخطط التدريسية التي يضعها المعلمون كل فصل وتهدر الاف الدنانير طالما المنهاج موجود ويمكن الاكتفاء به والكل يعلم انها لاتسمن ولا تغني من جوع .
الا يدرك الوزير ان بقاء معلميه في مدارسهم بعد إنهائهم لحصصهم مضيعة وخسارة تتكبدها خزينة الدولة عبر نفقات تشغيلية يمكن ان توفر مئات الاف من الدناير شهريا لان بقاؤهم يستهلك الكهرباء والماء وغيرها من النفقات التشغيلية للمدارس وهذا هدر والواجب ترشيد الاستهلاك فما المانع ان يغادر المعلم مدرسته طالما انهى حصصه ووجوده مرتبط بذلك. هل تعتقد ان دوام يوم الخميس الى الساعة الثالثة اثرى العملية التربوية ام ساهم في رفع قيمة مصروفات المدارس وفواتيرها فقط الحق احق ان يقال ان هذه الوزارة عبئ على الدولة وخزينتها فالواجب الغاؤها او خصصتها !!!.
وللحديث بقية يا هند يا أم المعلمين.......