زاد الاردن الاخباري -
16 يوما مضت على فقدان سالم مصنت السلايطة (37 عاما) من ذيبان، الذي انقلبت مركبته خلال الشتوة الأخيرة، وتحديدا يوم الجمعة 28 شباط (فبراير) الماضي، وجرفتها السيول.
ومع انقضاء كل لحظة، يزداد ألم عائلته على فقدانه الذي لم يجدوا له تفسيرا حتى الآن، بخاصة وأنه لم يعثر إلا على بقايا من أثره؛ ملابسه ومحفظته.
وفي رواية فقدان سالم، أنه في الوقت الذي كان فيه يجتاز منطقة تعبرها السيول، انقلبت مركبته في أحد سيولها، ما استدعى قيام أجهزة دفاع مدني مركز لواء ذيبان والكرك والبلقاء، بتمشيط كامل المنطقة القريبة من مستشفى الأميرة سلمى في ذيبان وحتى مجرى السيل الحاد في الوالة والهيدان، وصولا إلى البحر الميت.
أضحى فقدان سالم، ملمحا مؤلما لعائلته، فشقيقه الأصغر سلمان (36 عاما) يتحدث عن عدم تقصير الجهات المختصة في عمليات البحث عن شقيقه، لافتا إلى أن الأمن العام، استخدم مروحيات مختصة في عمليات البحث.
وبنبرة أسى، يشير إلى أنه حتى اللحظة، ما تزال قوات تابعة للدفاع المدني من غطاسين ومسعفين وسواقين، تقوم يوميا بعمليات تمشيط إضافية للبحث عنه، ولكن من دون جدوى.
والألم يعتصر قلبها على زوجها الذي خرج ولم يعد، ومع تقلص احتمالات العثور عليه حيا، تغص زوجته بأمل أخير، أن يتم العثور على جثته، حتى يتمكن أهله من دفنه. وفي غصتها تلك، تطرق وهي تتساءل حول احتمالات نجاة سالم التي باتت ضعيفة جدا ما لم تحدث معجزة ربانية، مشيرة إلى أن السيل الذي انقلبت فيه سيارته "كان مخيفا ويجر أحجارا كبيرة وطميا، والسقوط فيه، يعني الهلاك".
وفي لوعتها على فقدان ولدها الغالي، تعيش والدته الكبيرة في السن، منذ لحظة سماعها بخبر انقلاب سيارته، في غيبوبة شبه تامة، ولا يغيب اسمه عن لسانها.
وإلى جانب فقدان سلام المؤلم، تعيش عائلته في منزل صغير مستأجر، يزيد من أعبائها التي بدأت تتراكم بعيد غيابه عن بيته، وبحسرة تقول زوجته "تركنا سالم، وترك أبناءه الأربعة الصغار، جميعنا لا نعرف مستقبلنا، كان يعمل يوميا لتغطية مصاريفنا يوما بيوم، أما الآن فأصبح وضعنا صعبا جدا".
وسالم، موظف متقاعد، كان يحصل على راتب مقداره 260 دينارا، منها 120 إيجار منزل، وجزء مما تبقى سداد لقرض بنكي، وما يظل يوزع على مصاريف أفراد العائلة.
الابن البكر رمزي (14 عاما) لا يفارقه حزنه على والده، ويرى أن مصير عائلته بات مجهولا. ويقول "كان والدي يقوم بكل شيءٍ والآن لا نملك أي شيء سوى بقايا راتبه التقاعدي"، مبديا استعداده لترك المدرسة للعمل والإنفاق على إخوته الصغار.
ahmad.alshawabkah@alghad.jo
أحمد الشوابكة / الغد