زاد الاردن الاخباري -
قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن الحرب على الإرهاب قد بررت الحاجة الشديدة على مستوى العالم إلى رؤية جديدة مبنية على التكامل الإنساني والكرامة الإنسانية؛ مشدداً على أنه آن الأوان للحديث عن استقرار شعوب إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا.
وأضاف سموه خلال خطابه الرئيسي الذي افتتح به أعمال مؤتمر "مناهضة التطرف العنيف: التعلم من برامج مناهضة التطرف في بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة"، اليوم (الثلاثاء 16 آذار 2010) في عمّان، أنه لا بدّ من تطوير محادثات لمناقشة مستقبل الإقليم ضمن الفضاء الثالث، الحكومي والخاص والمدني، مع التركيز على التمكين القانوني للفقراء وشمول المواطنين بوصفهم شركاء في بناء مستقبلهم.
وأكّد سموه على أهمية ديبلوماسية المواطنين في سياق الحديث عن الأمن المندمج والأمن الإنساني في المنطقة، حيث رأى أنه من الضروري التركيز على قضايا الأمن السكاني والأمن الغذائي وأمن المصادر والأمن البيئي وأمن الطاقة والأمن المالي والأمن الثقافي والأمن الاستباقي وأمن الدولة وأمن السوق، والقواسم العالمية.
وقال الأمير الحسن، خلال المؤتمر الذي ينظمه منتدى الفكر العربي بالتعاون مع وزارة الخارجية النرويجية والمعهد الدولي للسلام، إن إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا يحتاج إلى مجلس اقتصادي ومجلس اجتماعي، يجتمعان كل ثلاثة شهور ضمن الفضاء الثالث ويقدمان توصياتهما للحكومات.
وأوضح سموه أن حماية البيئة في المنطقة يجب أن تركز على البيئة الطبيعية والبيئة الإنسانية؛ مشيراً إلى أنه من الصعب التفريق بين اللاجئين السياسيين ولاجئي المناخ والمشرّدين والمرحّلين الذي يشتركون في نفس اليابسة ويستهلكون المياه نفسها.
وبيّن سموه ضرورة وضع الشعوب في صميم التنمية؛ مشيراً إلى أن الفقر يكمن في إنكار حقوق الناس في المشاركة الفاعلة في تشكيل مستقبلهم؛ داعياً إلى تعميق الألفة الثقافية بين شعوب المنطقة ومع شعوب الأقاليم الأخرى.
ودعا الأمير الحسن إلى تأسيس مركز لمنع النزاعات في المنطقة، إلى جانب العمل على الوصول إلى تمثيل مؤسسي لها على مستوى العالم من خلال ترسيخ الاستقلال المتكافل بين شعوبها ودولها.
كما جدد سموه الدعوة إلى إنشاء صندوق للتضامن الاجتماعي مع الفقراء في غرب آسيا وشمال إفريقيا، إلى جانب وضع ميثاق للطاقة؛ مشدداً على حاجة المنطقة إلى مؤتمر إقليمي للأمن والتعاون.
وأكد الأمير الحسن الحاجة إلى بناء الثقة من أجل الكرامة الإنسانية، والتحرك من القول إلى الفعل من أجل التشجيع على إرادة البقاء لشعوب المنطقة؛ مؤكداً الأهمية الاستراتيجية للتعليم والإعلام في هذا المجال.
وشدد سموه على أهمية القواسم العالمية في إدارة القضايا فوق القطرية، وضرورة الاستثمار في الفضاء العقلي من أجل النهوض بالمسؤولية تجاه المستقبل.