نقف صاغرين لمعلمينا القدامى الذين عشقتهم طباشيرهم كما نحن عشقناهم فنتذكر وقفة الطالب أمام المعلم و التي تذكرنا بالعصفور الذي ينحني لصغاره العطشى والتي ترتسم على وجوههم بسمات البذل والعطاء من أجل البقاء والتقدم في جميع مناحي الحياة.
نعشق طباشير الاستاذ المكافح الذي يصحو مع شعاع الشمس ويتجول بشموخ وفخر بين طلبته في الطابور الصباحي الذي كان يمتاز بالرقي والذي يمثل الحضارة في الترتيب والتبجيل .كنّا نستمتع على انغام الاذاعة المدرسية الهادفة ونتغزّل باساتذتنا الابطال الذين علمونا حروفا لن تنسى ونقشوا على مقاعد صفوفنا كل معاني التضحية والاخلاص .فلن أنسى استاذي الفاضل الذي زارني في المستشفى وكتب على الجبيرة التي تلتف بها قدمي (كلنا نحن و زملاؤك الطلبة نتمنى لك الشفاء العاجل وقام بالتوقيع عليها )فضرب بذلك كل معاني الحب والوفاء بين الطالب والمعلم.
لقد كنّا نرتجف يا أستاذي عندما نسمع بأنك قدمت من الشارع الذي أسكن به فلم يهنأ لي النوم الّا في اليوم التالي وعيوني ترفرف في سماء مدرستي لعلك لا تتذكر بأنك قد رأيتني في ذلك اليوم .
أستاذي الفاضل .. لم أعشق يوما رائحة الطباشير ولا غبار يوم النشاط المدرسي إلا لأنك انت الذي أحببتني به فلن أنسى هذا الفضل يا أستاذي.
أساتذتي الافاضل يا اصحاب الذقون الملتهبة ...نكّن لكم كل الاحترام والتقدير راجين من الله التوفيق والمضي كما كنتم أنتم قد علمتمونا و أن تبقى ساحاتنا المدرسية ساحات تشهد لها إنجازاتكم و أن يبقى علمنا الاردني خفاقا يرفرف في سماء مدارسنا مع إحترامي لأناملكم التي تعشق رائحة الطباشير ولها منّا كل التحايا....