** عندما يتحوّل (القدّيسون) إلى آثمين ... وعندما يصح (العاشقون) عصبة من الأشرار ... من ذا الّذي سيعلّمنا فيما بعد (دروسا) لن ننساها ... ومن ذا الذي (سيتهجّد) في جوف الليل و(الجوع) غيرنا ... من سيضمّد أخطاءهم وخطاياهم غير خبزنا وصبرنا ... لقد باعوا لنا (كلاما ) وعناوين ... واشتروا فينا ضلالا ونفاقا ... كنّا لا نرى فيهم سوى وجوههم (تتجمّل) وتتلوّن ... وكنّا لا نسمع منهم سوى (أصواتهم ) تتعالى وترتجف لها أو منها ( طبولنا ) وصدورنا ... كنّا نحفظ ( أسماءهم ) وألقابهم وحتى ألوان ربطات ( أعناقهم ) ... ولكننا لم نكن نرى تلك ( الأقنعة ) التي كانت تخفي وجوههم ... ولم نكن نسمع ( صهيلهم ) في جنح الّليل ... ولم نكن نحفظ أرقام حساباتهم هنا و( هناك ) أو أسماء صبيتهم ووكلائهم أو صعاليكهم ... كانوا قدّيسين يرتدون أثواب الفضيلة على خشبات مسارحهم بينما كانوا في ( كواليسها ) فاسدين مفسدين ... كانوا ( يتبجّحون ) بأنّهم هم وحدهم ( المتيّمون ) بهذا الوطن فيما كانوا ينهبونه ويغوصون في أرزاقنا وخبزنا .
لم يعد الواحد فينا قادرا على أن ( يتحمّل ) الفاجعة مرّة أو مرّتين , ولن يرضى أن ( يظلّ ) الواحد منّا تحت رحمة الإنتظار والإحتضار ... ولن ( يروق ) له أن يردّد قصيدة (عشق ) نظّمها فاسد أو منافق , ولن يطفىء ( فانوسه ) ليمارس طقوسا ( مظلمة ) , ويكون فيها ( شاهدا ) أعمى أو شيطانا أخرس ... ولن يقبل أن يكون عرضة ( للبيع ) في رأيه أو صوته أو علمه أو قلمه .
وحينما تتباعد المسافات بين حالة من النوم العميق أو ( السذاجة ) وبين الإحساس ( بالألم ) فإنّ التصفيق في الهواء الطلق لا يسكت أمعاء تتلوّى ولا تغمض أجفانا لا تنام , ولن يكون ( السّكوت ) شهادة حق , ولن تغري ( الأوهام ) وبريق الشّعارات ( معسورا ) يتقلّب , ولن تخفي أثواب القدّيسين عورات الفاسدين , ولن يكون العشق للوطن حكاية أو كلمة ( يتغنّى ) بها ثعلب .
ورغم أنّ ( بعض ) الوجوه قد أصبحت ( مكشوفة ) إلاّ أنّ ثمّة من يحاول أن ( يخفي ) نفسه خلف أخطاء الآخرين ويسلك ( دهاليز ) متعرّجة توفّر له ( صيدا ) ثمينا من جديد أو تكون له ( مهربا ) وطوق نجاة , ولكن لن يلدغ المؤمن من جحر مرّتين , ولن يستمرّ الواحد فيهم أن يخدع كل الناس كل الوقت .
ترى هل جاء ( الوقت ) الذي تنبش فيه جحورهم , ويخرجون منها ( عراة ) لا تسترهم ثيابهم وأقنعتهم وشعاراتهم ... ونتخلّص فيه من مسرحياتهم وشرورهم ؟؟ .