زاد الاردن الاخباري -
تكشفت أخيرا، فصول قصة جديدة من قصص النصب والاحتيال، من قبل شركات وهمية، أوقعت في شباكها عددا من المواطنين الآملين بالحصول على خصومات وعروض شراء، بهدف تخفيف الأعباء الاقتصادية عنهم.
وتعرض هؤلاء، للتضليل من قبل شركة تدعي العمل في مجالات التسويق، من خلال توزيع بطاقات بقيمة 10 دنانير، تمنح حاملها ميزة الحصول على 75 ليترا مجانيا من البنزين، من محطات محروقات تابعة لأكبر شركتي زيوت ومحروقات في المملكة.
وفي التفاصيل، يقول أحد المتضررين، يزن رحال، إن مندوبي الشركة زاروا العمارة التي يقطن بها، والعمارات المجاورة، بهدف بيع البطاقات والتي تبلغ قيمة كل منها 10 دنانير، مقابل الحصول
على 5 ليترات بنزين، عن كل 10 دنانير مشتريات، من أماكن محددة وبسقف حده 150 دينارا.
ويضيف رحال، أن مندوب الشركة الذي أغلق هاتفه، بعد بيعه البطاقة بفترة بسيطة، أخبره أن الشركة عقدت اتفاقيات تسويق مع شركتي المحروقات، وثلاثة من الأسواق الكبرى، وشركة طيران محلية، تتيح له مبادلة فواتير المشتريات، من تلك الأسواق بليترات البنزين المجانية.
وقال رحال، إنه عند اتصاله برقم الشركة المثبت على سند القبض، الذي وقعه مع المندوب، تفاجأ بعدم وجود أي أثر للشركة، وعندما أجاب أحدهم على الهاتف، بين له أن الشركة "نصبت على الناس، والشرطة تبحث عنها"، موضحاً أنهم لم يدفعوا إيجار مكتب، تم استئجاره باسمها بـ980 ديناراً، وحاولت "الغد" الاتصال بالمكتب المشار إليه، إلا أن أحداً لم يجب على الهاتف.
بدوره، قال مدير عام شركة المناصير للزيوت والمحروقات، ياسر المناصير، إن الشركة لم تعقد أي اتفاق مع شركة التسويق المعنية، وليس لها علاقة بها، في وقت تساءل فيه عدد من زبائن الشركة، عن هذه الاتفاقية.
وأوضح أن شركة المناصير، كانت ضمن الشركات التي ذكرها إعلان الحصول على البنزين المجاني، وبعد الاستفسار عنهم والحديث معهم، قالت شركة التسويق المشار إليها، أنها تحث زبائنها على إحضار فواتير من محطات "المناصير"، للحصول على "كوبونات" للشراء من أماكن أخرى.
وذكر المناصير، أن الشركة لا تعمل على ترويج البنزين؛ لأن سعره ثابت من قبل وزارة الطاقة والثروة المعدنية، فيما يمكن عمل ترويج على الزيوت أو السلع التي يكون فيها هامش ربحي معين.
وبين المناصير أن الـ 75 ليترا، ربحها لا يتجاوز 64 قرشاً، من دون خصم 30-40 % مصاريف، بالإضافة إلى التبخر والسيلان، حيث يصل ربح الـ 75 ليتر نحو 38 قرشاً فقط.
وأشار المناصير، إلى أن سعر 75 ليتراً من البنزين الخالي من الرصاص (95) يبلغ 45 ديناراً، والتي يتم تحصيلها بعد الشراء بقيمة 150 ديناراً، ما يعني أن أرباح الشركة كبيرة جداً، وهو أمر غير منطقي.
يذكر أن شعار الإعلانات الخاصة بالشركة الوهمية، كان "البنزين ببلاش"، مع وجود رسومات لمحطة محروقات وعليها كلمة "تجول"، وصورة لسلة مشتريات وكلمة "تسوق"، وصورة لطائرة وعليها كلمة "سافر".
وأظهرت سجلات وزارة الصناعة والتجارة، قيام صاحب المؤسسة بتسجيلها كمؤسسة فردية، وليس كشركة؛ إذ تكون الغاية منها، بيع البطاقات المدفوعة مسبقاً والتسويق التجاري.
وبينت السجلات أنه تم إنشاء المؤسسة بتاريخ
22-12-2009، وبرأسمال بلغ عند التسجيل 10 آلاف دينار، وبوجود رقم وطني للمنشأة، ليكون تسجيل وترخيص المؤسسة قانونيا.
وذكرت مصادر في وزارة الصناعة والتجارة، أن المؤسسة مسجلة، على أنها لبيع البطاقات المدفوعة مسبقاً، في حين أن كيفية استغلال الترخيص، ليس من اختصاصات الوزارة، بينما يمكن للمتضررين التقدم بشكاوى أمام الجهات المختصة.
mohammad.khraisat@alghad.jo
محمد عاكف خريسات - الغد