بما أن منصب وزير الدولة لشؤون الإعلام في الوزارتين السابقتين أعطيا لرجال إعلام ممارسين وأصحاب خبرة ومطلعون على الدور الذي يلعبه الاعلام في حياة الأفراد وخصوصا عندما يكون المجتمع الذي يعيش به هؤلاء الأفراد تحيطه حالة من الغموض وعدم الاستقرار وبالذات في علاقة هؤلاء الأفراد مع مؤسسات الحياة السياسية الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية .
لأجل ما سبق أجد نفسي أطرح مجموعة من الاسئلة لمعالي سميح المعايطة عن الدور الذي يفترض أن يقوم به كوزير دولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم حكومة دولة الطروانه الانتقالية والمرحلية الصعبة ، هل هو دور البقاء بعيدا عن المواجهة مع الاحداث اليومية التي تمر بها البلاد وجميعنا يعلم حجم التوتر الداخلي والخارجي ، أم معاليه يحاول أن يبتعد عن أسلوب سابقه معالي المجالي الذي وضع الشارع الاردني في حالة من التخبط والمزاجية في التصريحات وإدخال الخاص بالعام ؟
وهنا نقول لمعالي المعايطه أن التعامل مع الواقع الأردني كناطق رسمي بأسم الحكومة بهذه الطريقة لن يؤدي لنتائج إيجابية لجميع أطراف معادلة الوطن ، المواطن يريد معلومات وحقائق كي يتمكن بواسطتها من التعامل مع المتغيرات الكثيرة التي تحدث بالوطن ويتم من خلالها تشكيل معارفه نحو تلك المتغيرات ومدى تأثيرها على تشكيل اتجاهاته نحو القضايا المصيرية ، وفي نفس الوقت وسائل الاعلام الخاصة وبالذات الإعلام الجديد يريد أن يقوم بدوره في المجتمع كمراقب وجزء فعال من النظام العام ككل ومستندا على معلومات وحقائق تصدر من جهة ذات صفة رسمية تبعده عن خانة التشكيك أو الضرب بالمندل ، وقد كان هذا الاعلام الجديد عرضة للقرصنة القانونية والقمعية من خلال حالة الزميل جمال المحتسب التي لم يكن لها سابقة منذ عشرات السنين ومع ذلك بقي معالي سميح المعايطة لابسا لقبعة الإخفاء وكأن الشأن الاعلامي لايعينه .
ومن الأمثلة على تغير الاحوال عندما تتغير الرجال في مناصب الدولة أن معالي المعايطة لم يفكر في أخذ الإجراءات الحسنة التي قام بها المجالي وترك السيء من تلك الإجراءات ، بل نجده قد ألقى بكل ميراث وزارة المجالي بسهلة المهملات ، وكان حريا به أن يأخذ على سبيل المثال اللقاء الاسبوعي الذي بدء به المجالي في مقر نقابة الصحفيين مع جمع من الوزراء ليتم الحوار والنقاش بقضايا تهم المواطن والشارع الأردني ، أو يأخذ من المجالي حديثه الدائم مع وسائل الاعلام ولكن عليه أن يتجنب المهاترات والشخصنة في الطرح ، ونحن نعلم أن الزميل سميح يمتلك من الهدوء والرؤية الشيء الذي يجعله قادر على التعامل مع المواقف بحكمة .. إلا إذا كان معاليه لازال إلى الأن وبعد مرور أكثر من اسبوعين على توليه منصبه يعيش صدمة تحوله من خانة المعارضة إلى الموالاة ومن وظيفة مقدم برنامج في التلفزيون أخرج منه عنوه إلى منصب رئيس مجلس إدارة هذا الجهاز الإعلامي .
مما سبق نسأل الزميل سيمح المعايطة .. أين أنت ولماذا كل هذا الصمت وأنت متحدث بأسم الحكومة ؟؟؟