كلنا يتذكر القصيده الرائعه للرئيس السابق صدام حسين رحمه الله قبيل نشوب الحرب الاخيره وكان يحض ابناء الشعب للدفاع عن بلدهم..ولقد كانت كلمات القصيده رائعة بالفعل:....
أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل. أطلق لها السيف وليشهد لها زحل. أطلق لها السيف قد جاش العدو لها ... أطلق لها السيف جرده باركه, ما فاز بالحق إلا الحازم الرجل
وها هو بلدنا الغالي يتعرض لهجوم لكنه من نوع مختلف...هجوم داخلي -مع عدم نسيان ان هناك جهات خارجيه ترغب بتخريب البلد -.وما ذلك الا لانهم رأوا بلدا جميلا ومستقرا فاستكثروا ذلك على انفسهم وعلى غيرهم...والانسان دائما لا يشعر بالنعمه الا اذا فقدها فمن الذي سيدافع عن البلد ...ومن الذي سيطلق لها السيف؟؟
ان الامور تسير حسب المعطيات الموجوده نحو الاسوأ -ولا ندعي علم الغيب- لكن التفكير المعمق بالاحداث يدل على ذلك ونسأل الله العلي القدير ان يحفظ البلد...لكن هناك جهات لا تهدأ ولا تسكت...يعرفون عواقب الامور ومع ذلك هناك اصرار عجيب على المضي قدما على طريق الخراب بدلا من البناء ...تتغير الحكومات ويتحدثون فقط عن الاصلاح والفساد والاسعار وينسون ان هناك بلد ممكن ان يهوي نحو الضياع-لا سمح الله- وعندها لن ينفع الاصلاح ولن ينفع محاربة الفساد الذي ارهقوا الدنيا بأسرها في الحديث عن الموضوع ...حتى أصبح يخيل للمتابع ان هناك فسادا في الحديث عن محاربة الفساد...تماما كالمريض الذي اذا زاره الناس اصبحوا لا يتحدثون عنده الا عن المرض والموت ... فهو عندها حتما سيزداد عليه المرض وسينظر للدنيا من منظار أسود..ولكنهم لو تحدثوا عن الصحه والشفاء وقدرة الله سبحانه وتعالى فانه قد يشفى...وهذا هو حال الاردن بالضبط..ارهقونا وارهقوا البلاد والعباد بالحديث عن هذا الفساد ولو ان الامور وضعت بمواضعها لكان في ذلك الخير الكثير والله تعالى أعلم
منذ اكثر من عام و الكثير من الناس يرفضون الهدوء بحجة ان المنجزات الاخيره هي نتاج الاحتجاجات والاعتصامات وقد يكون هذا الكلام صحيحا ولكننهم ينسون ان لكل شيء درجه معينه من التحمل ..ولو ان احدنا أمسك بعصا وحاول ان يثنيها فانها في البدايه ستنثني الى درجه معينه ولكن اذا استمر الشد فانها حتما ستنكسر ..وهذا هو حال اي بلد اذا كان هناك حراك معقول فانه سيؤتي ثماره ولكن اذا استمر وازداد فقد يأتي بنتيجه عكسيه ..وكم كان عند أجدادنا من الحكمه حين قالوا المثل بلغتنا العاميه (لغة الفلاحين) عندما قالوا: كثر الشد برخي
التأني في الامور هو افضل دائما ونحن نتحدث عن اصلاح بلد وليس اصلاح عائله ...وقد كان الشاعر على حق عندما قال :
و لو تأنــــى نال ما تمنى ......... و عاش طول عمره مهنّا
ولكن الانسان خلق عجولا كما اخبرنا الله سبحانه وتعالى مع علمه ان التأني هو خير من الاستعجال ولكنها النفس البشريه..يظنون انهم لو بقوا على هذه الحال من اثارة البلد ومحاولة زعزعتها فان الشعب الاردني كله سيحيا حياه مخمليه ولن يبقى عنده اي مشاكل او هموم ..وهل نسينا انه حتى في البلدان المتقدمه هناك نسبه من الفقر والبطاله..
وبالحديث عن الاحتجاجات لا يجوز ان نعمم فهناك حركات شريفه يهمها مصلحة البلد وهناك حركات لها مطالب معقوله ولكنني اتحدث عن الحركات التي تمعن في الاحتجاج وترفض اي حوار ..اتحدث ايضا الى الشرفاء من ابناء البلد الذين يجب أن يطلقوا السيف..وأعتقد انه قد جاء وقت السيف في وجه كل من تسول له نفسه تخريب البلد...فهل نحن مستعدون؟؟