"" يقول المثل الشعبي ""
"إن تعمل كثيرا تخطئ كثيراوتعاقب , وإن تعمل قليلا تخطئ قليلا فتكافأ""
هذا المثل الذي يلخص مفهوم عمل إدارات المؤسسات و الشركات في الاردن فالكثير من المؤسسات أو الشركات وتحديداً الخاصة منها، والتي فيها تحدث سوء التقييمات للموظف وخاصة النشيط الذي يعمل بأمانة.
فيكون الموظف الكفؤ والطموح يكد في عمله، من أجل تطوير نفسه في التدرج إلى الأفضل وهذا حق مشروع طالما يكون على أسس مشروعة دون التسلق على الأكتاف، ولكن هذا الطموح يجب أن يرافقه إدارة فاعلة ليتحقق له ذلك، وتكون أي الإدارة على قدر عالي من المهنية والمسؤولية، قادرة على تطبيق اللوائح والأنظمة والقوانين التي تراعي حقوق الموظفين، وكذلك وضعه ضمن الأطر التي تضمن مكافأته في الترقية والراتب، دون الحاجة أن يضطر الموظف لإظهار الأعمال التي يقوم بها، أي بدون الاستعراض على أقرب تشبيه.
هذا في الإطار العام وفي الصورة الكبيرة للموضوع ، ولكن في حقيقة الأمر وعلى أرض الواقع في ظل غياب الوعي الإداري ، والتدخلات الشخصية يختلف هذا الحال، فكما ذكرت في البداية أن الإدارة لدينا مختلفة ، فعندما يكون صاحب العمل هو المدير العام المباشر خصوصا في الشركات الخاصة ويرى موظف نشيط ومخلص في عمله فإنه يتمسك به ،لأن هذا الموظف يغني عن عدة موظفين، أما عندما يكون المدير ليس بصاحب العمل سواء في الشركات والمؤسسات الكبيرة أو الصغيرة، فإن الحال يختلف حيث أن ذلك المدير سيرفض من يتفوق عليه حتى لا يفقد صلاحيته، وبالتالي فإنه يتعمد إلى تهميش إمكانيات وإنجازات الموظفين التنفيذيين والنشطين لديه ويصبغها لنفسه، أي سرقة جهد الآخرين، وهذا بالتالي يعد التسلق على الأكتاف.
وفي وجه آخر وعلى أرض الواقع يبرز الموظفين السيئين، والذي لا يؤدي عمله على أكمل وجه لأنه يفرغ نفسه لأمور أخرى أهم من العمل بالنسبة له، وهي رمي الشباك ونصب المكائد والتسلق، وذلك من خلال ما يعرف بهز الذنب للمدير وأصحاب القرار.
هؤلاء الموظفين عندما يقوموا بأي عمل هو أصلاً مناط بهم ومن ضمن طبيعة عملهم والذي يحصلون على الراتب الشهري لأجله، فإنهم يعمدون بأن يعرف الجميع في الشركة من الذين قاموا به مع إنه أمر عادي أصلاً ومن صميم مسؤولياتهم.
هؤلاء النوعية سواء من موظفين أو إداريون يفعلون هذا ليغطوا على عيوبهم، لأن عملهم قليل وكلامهم كثير، ولكن تقربهم من صناع القرار يمكنهم من إظهار أعمالهم، أي أن العمل يظهر عليهم.
وترى هؤلاء من المدراء وصغار الموظفين يتفقون مع بعضهم ، ويكونوا في حلف واحد (محور الشر، وهم ما يعرفون بتخبيط الأقدام أي يشعرك بأنه مشغول وعلى عجلة دائماً ولا وقت لديه ليضيعه ومن أهم صفاتهم الكذب وتصنع الطيبة) يفسدون عمل الشركة ، بل أنهم يفضلون أعمالهم الشخصية على مصلحة العمل، وبمعنى أوضح، أنهم على استعداد تكبيد الشركة خسائر كبيرة في سبيل الاستفادة من بعض الفتات، عدا عن تعطيل العمل المتعمد أحياناً، وذلك لصبغ أهميتهم وكذلك ليحاولوا خداع الآخرين أن ما نقوم به ليس سهلاً، وكذلك فإنهم يشوهون صورة من يريدون ويرفعون على الكرسي من يريدون، لينتج عنها السمع والطاعة على حساب ظلم الآخرين .
المزعج في الأمر، أن الموظف الجيد والذي يعمل بصمت وكفاءة وله مسؤولياته الكثيرة ،فمن الطبيعي أن يقع في أخطاء بسيطة لكثرة الأعمال المعطاة له والتي يقوم بها (أن من لا يعمل لا يخطئ ، فيجد الكثيرين من يحاسبوه ويعاقبوه ، أما ذلك المسئول أو الموظف المهمل ولأن أعمالهم قليلة فإن أخطاءهم بالتالي قليلة ، ولأنهم ثرثارون مدعون فإنهم يكافئون دون وجه حق.
المشكلة الأكثر إزعاجاً وهي في أن الموظف الجيد، سوف يصيبه الإحباط، وينمو فيه الغضب والذي يتحول شيئاً فشيئاً إلى كره، وذلك بسبب عدم التقدير والتقييم الجيد، فهو يعمل ولكن السمعة الجيدة لغيره.