أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تجهيزات إسرائيلية لعملية برية محتملة في لبنان وجهود أمريكية لمنعها الأردنيون يقرأون أكثر من 10 ملايين صفحة خلال "ماراثون القراءة" محافظ الزرقاء: مشروع المخازن التجارية الحل الأمثل لمواجهة فوضى البسطات بيان من حزب الله حول تعيين بديل لحسن نصر الله كيف يخدع نتنياهو الإسرائيليين ويغطي على فشله عبر الاغتيالات؟ العودات: التحديث السياسي يتطلب تضافر جهود الجميع (إعادة بديلة وموسعة) تحديات اقتصادية تواجه "تل أبيب" .. هل تستطيع تمويل حرب على جبهتين؟ البدور: الأردن يخوض معركة دبلوماسية تفند ادعاءات إسرائيل و توضح الخداع الذي تقوم به شباب النشامى يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2025 هكذا يتم تجهيز أكفان نصر الله وبقية قيادات حزب الله (شاهد) الحنيفات يكشف ما يهدره كل فرد في الأردن من 'الطعام' سنوياً أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية بلبنان صاروخ من لبنان يدخل مليون مستوطن بالملاجئ نيويورك تايمز: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول أونروا: كارثة صحية وشيكة بسبب تراكم النفايات بغزة إعلان نتائج ترشيح الطلبة في نسيبة المازنية ورفيدة استشهاد أسير فلسطيني بسجون الاحتلال واتهام بإعدامه قرعة البطولة العربية للكرة الطائرة تضع المنتخب الوطني في المجموعة الثانية رئيس الجامعة الهاشمية يؤكد أهمية تحسين جودة التعليم العالي البابا فرنسيس يدين استخدام إسرائيل "غير الأخلاقي" للقوة في لبنان وغزة
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث وسائط التربية واثر تعاونها في تشكيل شخصية الطفل

وسائط التربية واثر تعاونها في تشكيل شخصية الطفل

22-05-2012 01:46 AM

زاد الاردن الاخباري -

وسائط التربية وأثر تعاونها في تشكيل شخصية الطفل
يستقي الطفل تربيته من عدة وسائط ،أهمها البيت أو (الأسرة) والمدرسة ، والمجتمع المحيط به بكل مؤسساته المختلفة من (مكتبات وجمعيات، ودور عبادة وأندية ،ومؤسسات اعلام وأحزاب وشركات ومصانع ... وغيرها) فهذه كلها وغيرها، وبما تشتمل عليه ،وما تقدمه من انشطة وأعمال، واتجاهات وقيم ومبادىء وايدلوجيات ، - والتي تشكل جانبا مهما من الثقافة الوطنية - تؤثر في تشكيل شخصيته.
فالبيت وهو المدرسة الأولى للطفل ؛والاسرة وهي اول مؤسسة اجتماعية يستقي منها الطفل تربيته، ففيها تتشكل اولى ملامح شخصيته، اذ تبدأ العناية بالطفل قبل ان يخرج للوجود وهو في بطن أمه ، وقبل ذلك ايضا، وذلك باختيار الأم الصالحة ( تخيروا لنطفكم فان العرق دساس) ، ويزداد الاهتمام الكبير بالأم الحامل وبصحتها وبتغذيتها لأجل عيون المولود المنتظر، وبعد أن يخرج للوجود ينتقى له أفضل الاسماء ، والعقيقة ، والرعاية الفائقة بالتغذية والنظافة...، ويبدأ في الوسط الاسري يتعلم الالفاظ والمفردات الأولى من اللغة ؛ فيتدرب على الكلام بالجمل وأشباهها، ثم الحديث المحبوب المصغى له، وهنا يجدر افساح المجال له للحديث والكلام لمعاونته في تنمية ثروته اللغوية، ويظل الأبوان هما مصدر اتجاهاته وقيمه وعاداته ، فيأخذ عن أمه من ذلك النصف ،وعن أبيه الربع، ثم يأخذ عن المجتمع المحيط به الربع الآخر، فأما أبواه فيعلمانه الثقة بالنفس أو الشك فيها ،وهما قدوته ومثله الأعلى، وهما مصدر أخلاقه، وفي البيت تغرس البذور الاولى في تكوين شخصيته، يتعلم التراث الاجتماعي الأول، والمعتقدات الدينية، يصلي اذا رأى أبويه يصليان، يتأثر بظروف الاسرة من حيث الفقر والغنى، وتوفر له أسباب الصحة والنظافة والغذاء، وعادات الأكل والشراب واللباس والنوم ومعاملة الناس، ويكسبه البيت العواطف المختلفة من حب وكره وتنافس وشجاعة وخوف... ويلعب أثاث المنزل وأدواته ومحتوياته دورا هاما في تكوين ذوقه الجمالي، كما تلعب الروابط بين الوالدين دورا خطيرا في نشأته، وتتكون الصفات وتنشأ القيم والعادات والاتجاهات، وتنمو وفق معطياتها؛ فان كانت ايجابية كانت عليه خيرا كثيرا، وان كانت عكس ذلك كانت عليه شرا مستطيرا، فأكثر الامراض الخلقية كالأنانية والفوضى والعنف والرياء ،والنفاق والكذب ،يحمل الطفل جرثومتها من البيت، ثم تنمو هذه ويصعب استئصالها حينما تزمن وتستفحل، ثم ينتقل بعد ذلك الى الروضة أو المدرسة، وتكون قد غرست فيه بعض القيم والمبادىء والاتجاهات والعادات ،وبعض المفاهيم، وذلك في سن الدخول الى المدرسة، وفي جو المدرسة قد تختلف الرؤية ، فجو المدرسة هو القاعدة التي يقوم عليها نجاح عناصر العملية التربوية من تلاميذ ومنهاج ومعلمين واساليب وبيئة ،فهذه كلها بيئة جديدة ،تؤثر في نفسية الطفل ، فجو المدرسة الاجتماعي الذي يتكون من العلاقات بين الادارة والمعلمين والتلاميذ، والعلاقات بين المدرسة واولياء الامور ،والعلاقات بين التلاميذ أنفسهم وبينهم وبين المعلمين والبيئة المدرسية كل هذه حالات لها أثر كبير في تشكيل شخصيته.والمدرسة الذكية تجعل من هذه العلاقات روابط اخوة ومحبة وتعاون واخلاص.....، وبذلك يحمل التلميذ للمدرسة في قلبه الحب والاخلاص والتفاني؛ فالمدرسة الناجحة تعمل على استئصال الخصومات التي قد تقع في هذه العلاقات، وتشعر التلاميذ بتقديرها ورضاها وعطفها ، ويكون ذلك من خلال النشاطات المدرسية المحببة الى النفوس، وتبادل الزيارات، ومشاركة الطلبة في الادارة من خلال البرلمان الطلابي ،والمدرسة الذكية تعالج حالات الانطواء قبل استفحالها ،وتستغل هوايات الطلبة ونشاطاتهم بما يعود عليهم بالخير والفائدة.
كما أن علاقات المعلمين فيما بينهم تؤثر في مدى نجاح المدرسة او فشلها ،فالأجدر أن تقوم على المحبة والتعاون والتضحية والايثار، وتسود روح الود والثقة والارتياح التي يستشعرها الطلبة بسرعة وذكاء ، فيقبلون بها على المدرسة .
كما أن سيادة العلاقات الانسانية بين الادارة والمعلمين والطلبة مؤشر صحي على نجاح المدرسة ، فالادارة الناجحة تؤلف بين مجتمع المدرسة ، وتجمع بين قلوبهم ،ولا تحابي ولا تجامل في العمل والمعاملة أحدا على آخر، بل تدعم جسور الثقة والمحبة ،تلتقي بالطلبة بين الحين والآخر؛ لتتعرف على أحوالهم وترعى شؤونهم،وتلبي حاجاتهم ومطالبهم، وتجيب على استفساراتهم وتساؤلاتهم.
أما تفعيل التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي بمختلف مؤسساته، فقد أثبتت دراسات كثيرة أن أداء الطلبة يتحسن الى درجة كبيرة نتيجة هذا التعاون المنشود والعكس صحيح. فالاتصال الدائم بكل الوسائل المتاحة من زيارات ونشرات ودعوات واحتفالات ، والاحترم المتبادل بين المدرسة ومجتمعها المحلي، كاحترام نظام المدرسة وتعليماتها، ومساعدة أولياء الامور أبناءهم على الحضور مع الوقت المحدد ،ومتابعة حالات الغياب وحالات التسرب ، والاتفاق على أسلوب معين واحد في المعاملة بين البيت والمدرسة ؛ لتكون المدرسة استمرارا للتربية في البيت، والتعاون في مجال المعلومات المطلوبة عن أحوال التلاميذ الصحية والنفسية، وطريقة المعيشة ليصار الى متابعتها وتعزيزها او معالجتها.
ان على المدرسة أن تبادر الى تفعيل علاقتها مع مجتمعها المحلي بكافة مكوناته ،من مؤسسات اجتماعية رسمية وغير رسمية، كالشركات والمصانع والنوادي ودور العبادة.... وصولاً إلى علاقة تشاركية ،تستثمر في عملية تطوير خطة المدرسة، وأداء رسالتها وتحقيق أهدافها في ضوء الدور العصري الذي اصبح مطلوبا منها، باعتبارها الوحدة الأساسية للتقدم والتطوير ،وتجسيداً لمفهوم مجتمع المدرسة.
ان أمام المدرسة مجالات رحبة لبناء شبكة اتصالات مجتمعية،وفتح قنوات تعاون في المجالات الاكاديمية والعلمية والصناعية والتجارية والاجتماعية ؛لتكون المدرسة للمجتمع والمجتمع في خدمة المدرسة،فالمطلوب من المدرسة الدعوة والمبادرة ؛لتكوين لجان وجمعيات ومجالس مختلفة، بمشاركة مجتمعية تعمل لصالحها ،كمجالس الآباء والمعلمين ،والمجالس الاستشارية، ومجالس التطوير التربوي للمدرسة، وجمعية أصدقاء المدرسة، وذلك عمل المدرسة وهي التي تبادر الى تجسير الثقة والتعاون بين المدرسة ومجتمعها المحلي.
ان عصرنة دور المدرسة ، لتساير التطورات الهائلة في العلوم والمعارف والتكنلوجيا أصبح لزاما ، بل ضرورة من متطلبات مسايرة العيش في هذا العالم الدائم التطور ، لقد تنوعت وتطورت المدارس في الالفية الثالثة بمسمياتها واستراتيجاتها ونشاطاتها وفق اهدافها ورسالاتها ورؤياها، ووفق متطلبات عصر تفجر المعرفة ،وعالم النانو تكنولوجي وثورة هندسة الجينات، وعصر الصواريخ، ،فأصبحت هناك (المدارس الذكية الالكترونية )التي هي احدى تطبيقات ثورة المعلومات والتطور والتقدم الهائل في عالم التقنيات والاتصالات ، وهناك (المدارس النوعية) التي تتبنى نظرية الجودة الشاملة، والتي أساسها جودة التعليم ونوعيته العالية، وتركز على مبدأ التحسين المستمر، وفق أعلى معايير الاداء في التحصيل الدراسي، وهناك( المدارس المنتجة ) والتي تقوم على فكرة ربط العملية التعليمية – التعلمية بالانتاج من خلال جعل المناهج الدراسية والانشطة الصفية عاملا مساعدا في العملية الانتاجية والتنموية للبلد، وهناك (المدارس التعاونية) والتي تقوم على مبدأ التعاون بين جميع اعضاء المدرسة ومنتسبيها والعمل بروح الفريق لتحقيق الاهداف، وهناك( مدارس تنمية القدرات الذهنية) والتي تختص بتقديم برامج دراسية تهدف الى تنمية القدرات الذهنية والعقلية للمتعلمين، والارتفاع بمستوى تفكيرهم بشكل عام، وهناك (المدارس المبدعة) التي تتبنى فكرة تشجيع وتنمية ملكة الابداع لدى منتسبيها ، وذلك بتوفير البيئة المناسبة والمناخ الملائم الذي يشجع المبادرات الفردية، وهناك اخيرا وليس آخرا (المدرسة المجتمعية) التي تتبنى مبدأ تحطيم الاسوار بين المدرسة والمجتمع بكل شرائحه وفئاته، وتسعى لاقامة علاقات رشيدة مبنية على اسس متينة بينها وبين المجتمع المحلي بكل مؤسساته. فأين تقف مدارسنا من هذه الانواع من المدارس العصرية ؟ وما اهدافها ؟ وهل اتضحت رؤيا مدارسنا ،وعرفت شخصيتها وحددت هويتها ؟ أم أنها مدارس تجارية ، تكيل بميزان الربح والخسارة وتنسى رسالتها المقدسة؟
الدكتور : شفيق علقم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع