زاد الاردن الاخباري -
خطف عناصر من الجيش السوري الحر الثلاثاء في محافظة حلب في شمال سورية عددا من اللبنانيين الشيعة اثناء عودتهم من زيارة لاماكن مقدسة في ايران، بحسب ما قال اقرباء لهم والوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية.
وذكرت الوكالة الوطنية ان "الجيش السوري الحر اوقف باصا (...) كان يقل خمسين مواطنا لبنانيا عائدين من زيارة الى العتبات المقدسة في ايران، فانزل الرجال الذين بلغ عددهم 13 واحتجزهم وترك 43 امرأة يكملن طريقهن".
وذكرت وكالة انباء "سانا" الرسمية السورية من جهتها ان المخطوفين هم 11 لبنانيا وسائق الحافلة السوري، مشيرة الى ان "مجموعة ارهابية مسلحة" قامت بعملية الخطف.
وذكرت الوكالة ان العملية حصلت خلال عودة الزوار من ايران الى لبنان عبر تركيا فى بلدة السلامة السورية في منطقة اعزاز في ريف حلب.
في الوقت نفسه، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون عن "قصف عنيف على اعزاز".
وقال اتحاد التنسيقيات في حلب ان "دبابات تابعة للقوى النظامية اقتحمت المنطقة بأعداد كبيرة جدا".
واشار المرصد الى استخدام القوى النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف واليات عسكرية ثقيلة في العميلة العسكرية.
ونقلت سانا عن محافظ حلب موفق مخلوف قوله ان "52 شخصا كانوا فى حافلتين"، وان "الجهات المعنية تعمل على نقل" النساء الموجودات في حلب الى لبنان.
وكان الاف الاشخاص تجمعوا مساء في مناطق بئر العبد وطريق المطار وشاتيلا ومار مخايل وغيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقطعوا بعض الطرق بالاطارات المشتعلة احتجاجا على عملية الخطف.
ودعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في مداخلة عبر الهاتف مع تلفزيون "المنار" التابع لحزبه تعليقا على الحادثة الى ضبط النفس.
وقال "الكل مدعو الى انضباط حقيقي (...) لا يجوز ان يتصرف احد من تلقاء نفسه بقطع الطرق او القيام باعمال عنف او خطوات سلبية".
واضاف "الاتصالات بدات مع السلطات في سورية وبعض الدول الاقليمية المؤثرة" للافراج عن المخطوفين.
وتابع "في هذا النوع من الملفات، لن نعدم اي وسيلة. اهلكم وشبابكم امانة في اعناقنا".
ودعا نصرالله الى عدم القيام باي ردود فعل سلبية تجاه المواطنين السوريين في لبنان. وقال "الرعايا السوريون في البلد اخواننا وهم موجودون هنا ضمن مسؤولية الدولة والشعب"، مقرا بالحق في التعبير والاعتصام لكن "بشكل حضاري وسلمي".
وتابع نصرالله "سنعمل ليلا ونهارا ليكون هؤلاء الاحبة في ما بيننا. وبتعاون الجميع، سنصل الى خاتمة سعيدة".
وكان بعض المحتشدين الغاضبين في الضاحية الجنوبية لبيروت تحدثوا عبر شاشات التلفزة عن امكان استهداف معارضين سوريين موجودين في لبنان ردا على عملية الخطف. وحاول بعضهم اعتراض سيارات وحافلات تحمل لوحات سورية لدى مرورها قرب المحتجين، الا ان عناصر حزبية منعتهم من ذلك، بحسب ما افاد مصورو وكالة فرانس برس.
وذكر نصرالله بان "المناخ محتقن بسبب احداث الايام الماضية"، معبرا عن خشيته "من دخول احد على الخط وان يتسبب بمشكلة مع الجيش او القوى الامنية".
وتمنى على "كل اهالي الضاحية والبقاع" (شرق لبنان) حيث افيد ايضا عن قطع طرق "وكل المناطق عدم قطع الطرق (...) الذي يلحق الاذى بالناس".
وبعد انتهاء مداخلة نصرالله، بدأ فتح الطرق.
وذكر شقيق منظم "حملة بدر الكبرى" التي كان المخطوفون من ضمن رحلة لها لتلفزيون "الجديد" ان الخاطفين طلبوا من النساء بعد الافراج عنهن "تبليغ اول حاجز للجيش النظامي بوجود الشباب معهم".
واشار الى ان الجيش الحر "يريد ان يبادل المخطوفين بعناصر منه محتجزين لدى الجيش النظامي".
واوضح ان شقيقه عباس شعيب بين المخطوفين، وان النساء هن الآن مع الجيش النظامي في فندق "ارز لبنان" في حلب.
وقال الامين العام لحزب الله المؤيد للنظام السوري ان عملية الخطف التي قامت بها "بعض الجماعات المسلحة مدانة بكل المعايير".
واضاف ان الحكومة اللبنانية "يجب ان تتحمل مسؤولية العمل على اطلاق" المخطوفين، "مثل اي دولة او حكومة تحترم نفسها".
وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة ان ميقاتي "باشر إجراء سلسلة من الاتصالات الخارجية من أجل الافراج عن اللبنانيين الذين خطفوا في حلب".
ودعا "ذوي المخطوفين الى التزام الهدوء"، مؤكدا "متابعة هذا الأمر بشكل حثيث لضمان سلامة المخطوفين والافراج عنهم بسرعة".
واستنكر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ابرز اركان المعارضة اللبنانية المناهضة للنظام السوري، "خطف المواطنين اللبنانيين في سورية"، معربا عن "تضامنه الكامل مع أهلهم ومطالبا بالإفراج الفوري عنهم"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي.
وقال الحريري "نستنكر خطف إخوتنا اللبنانيين في سورية كائنة من كانت الجهة التي تقف وراء العملية (...) ونطالب بالإفراج الفوري عنهم كائنة من كانت الجهة الخاطفة".
واكد ان "الشعب اللبناني هو واحد موحد في هذه القضية".
ا ف ب