زاد الاردن الاخباري -
خاص - قالها الرائع غسان كنفاني: "يسرقون رغيفك.. ثم يعطونك منه كسرة.. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم"!
إذاً.. تكرّم النواب و تبرّعوا للخزينة الحزينة بـ15% من رواتبهم.. محاولة بائسة لـ"تسكيت" الشعب.. من منطلق "طعمي التم بتستحي العين"..
%15 لمدة ستة أشهر! كثّر الله خيركم! ستكفي هذه الأموال الطائلة لسد رمق آلاف إن لم يكن ملايين الأفواه الجائعة في كل أنحاء المملكة، ستكفي لدفع فاتورة الكهرباء عن 18 معاقاً يعيشون في الظلام منذ خمسة شهور، ستكفي لإطعام "حجّة" تبحث في حاويات القمامة عن لقمة عيشها، ستكفي لترميم الشوارع التي تنهار كل شتاء، ستكفي لتأمين فرص عمل للألوف المؤلفة من العاطلين عن العمل.. لشو ولا شو بدها تكفي!
و أنتم، و رواتبكم، و من بعدها رواتبكم التقاعدية.. كان الله بعونكم.. يا دوب يكفوا بنزين لسيارة سعادتكم و سيارة المدام و سيارات الأبناء، يا دوب ثمن رحلة الإجازة الصيفية إلى أوروبا أو ربما إلى أدغال إفريقيا، "شوبينغ" من محلات إنجلترا الفاخرة و عطور فرنسا الفوّاحة، أقساط مدارس الأولاد الخاصة "جداً" طبعاً.. فعلاً كان الله بعونكم!
و يسألون لماذا يغضب الشارع، لماذا يحرق هذا نفسه فيما يحاول آخر إلقاء نفسه في نفق الداخلية، يسألون لماذا يسرق فلان و يقتل علان، لماذا يهاجر أحدهم و يفضّل الغربة و آلامها على العودة إلى وطنه.. لماذا و لماذا.. أنتم السبب.. يا نوابنا، يا صوتنا!
فعلاً.. يا لوقاحتهم!