إذا أردنا أن نعرف ما هو المستوى الإجتماعي لأي مهنة لدينا في الأردن ، فيكفي أن نسأل الفتاة المقبلة على الزواج عن المهنة التي تتمناها في عريسها وأين تضع المهنة المذكورة في سلم أولوياتها !!وهكذا نستطيع أن نسأل بناتنا المقبلات على الزواج ماذا ترى إذا كان المتقدم لخطبتها مدرسا ،وماذا سيكون ردها !!
لا أظن أن هدف هذا المقال هو إيضاح أهمية دور المدرس في حياتنا وحياة أي أمة ، وكذلك ليس من أجل إيضاح حق المدرس في حياة كريمة يستطيع أن يوفر بها الحياة الكريمة له ولأولاده وعائلته ، فهذا أقل ما يمكن أن يقال ، هذا عدا عن حقه في نقابته المهنية التي تحمي حقوقه الوظيفية .....
ولكن المشكلة هي مشكلة دائمة في نقص الأموال اللازمة دائما لدعم أي شريحة من شرائح المجتمع من أموال القطاع العام ، وحتى لا تضيع ( الطاسة ) في تعويم الموضوع ،لا بد من إيجاد حلول عملية وليس نظرية ...
المشكلة بالقطع ليست في وزير التعليم الحالي ، فهذه مشكلة مزمنة انتقلنا فيها من مدرس كنا نهاب رؤيته في الطريق بعد الدوام المدرسي إلى مدرس يتعارك معه الطلبة خلال الدرس فيصيبهم ويصيبوه ، مدرس يشكو من قلة دخله ويشكو من تقدير المجتمع لدوره ويشكو من عدم قدرته على ضبط الأمور في صفه ومدرسته مع وجود نظريات التربية الحديثة التي يريدون تطبيقها في الصفوف ولا يطبقونها في البيوت .....ونرى في الطرف الاخر طالبا يشكو من غياب اهتمام المدرس به وعدم حرص المدرس على فهم الطالب للدرس من عدمه، واهتمام المدرس فقط بطلبته الذين يعملون الدروس الخصوصيه عنده ، ومن مدرس عصبي المزاج ومتهجم في حديثه ولفظه معهم ...ونرى في الطرف الثالث عائلات تريد أن ترى المسيرة التعليمية تسير بدون أن يزيد هذا من الكلفة المالية التي تزداد كما في أوجه التعليم الأخرى....
لا بد أن الوزير لم يكن موفقا في دعوته المدرسين إلى حلق لحاهم وإصلاح هندامهم ، ليس لأن ذلك خطأ بل على العكس ، فالمطلوب من جميع من يعملون مع المواطنين أن يكونوا ذو شكل مقبول وهندام مرتب ونظيف ، ولكن إثارة الموضوع في تلك الفترة بالذات جاء بشكل ووقت غير موفق ...
من الواضح أن الحل ببساطة يكمن في إيجاد الأبنية المدرسية المناسبة مع المرافق المناسبة من معامل ومكتبات وصالات رياضية وملاعب وكذلك بزيادة رواتب المدرسين وزيادة تأهيلهم بالدورات التدريبية السنوية المناسبة وزيادة كفاءة الإداريين ووضع الشخص المناسب بالمكان المناسب ....ولكن هذه كله حلم غير قابل للتحقيق لأنه لو حصل لأصبحنا من دول العالم المتقدم ونحن لسنا كذلك ولكننا نأمل أننا نعمل من أجل أن نكون مثلهم ...
أما الحل العملي فهو استغلال المباني المدرسية في ما يزيد من دخل الوزارة وكذلك إيجاد أنواع من المدارس التجريبية التي تمزج القطاع العام مع الخاص والتي تزيد من دخل الوزارة وتخصيص هذا الدخل لزيادة دخل العاملين في الحقل التعليمي أما كيف يكون ذلك فلا بد أن المدرسين يستطيعون إيجاد الطرق المناسبة لو شاركناهم في الحلول ......
إن إيجاد نقابة للمعلمين لا يعني عملا ضد الحكومة وممن الممكن أن تضع الحكومة في قانون النقابة الأساسي أن تكون النقابة غير مسيسة وأن تهتم فقط بمصالح أعضائها ، وبالعكس فوجود النقابة يجب أن يرفع من مستوى التعليم في بلدنا ..
نحن بحاجة إلى تكاتف جميع أبناء التعليم في تحسين ورقي التعليم في بلدنا وهو ما نفخر به في الخارج لأنه نواة الإنسان الأردني والعامل الأردني في أرجاء المعمورة والإنسان في الأردن هو فعلا أغلى ما يملك هذا البلد .....
د . معن سعيد
Awsat55@hotmail.com