أذكر أنني شكرت وزير التربية والتعليم أول الامر يوم نتائج التوجيهي وذلك عندما اعترف بوجود خطأ في القرص ... ولكن اعجابي به لم يدم الا سويعات قليلة ... والان ذهب كل اعجابي ولم يبقَ منه شيء يذكر ... وعندما شكرتك في الأولى أتمنى استقالتك في الثانية .... لأن الذقن والملبس لم يكن يوما عائقا لإثبات النجاح والتفوق ... ها أنا لدي ذقن .. ولكنني احب وطني ومليكه وشعبه واعمل على نهضته واسعاده أكثر من كثير كثير ... فلم تكن سببا لضعف همتي في ذلك ... ولكن الحق يقال ان رسالة وصلتني تحمل فيها الكثير الكثير من الجرح الذي سبب للمعلمين ... هي رسالة من معلمة بل هي مشرفة تربوية حيث تقول :
قال تعالى : اقرأ باسم ربك الذي خلق \"
نقابة المعلمين حق شرعي .. لن نتنازل عنه
إلى كل معلم ومعلمة أخ وأخت كريم عزيز على أرض هذا الوطن الشريف ...
يا أعلام الأمة يا منارات العلم والمعرفة , أيها التربويون المربون الأفاضل ....
لم تكونوا يوما إلا كراما أطهارا , أصحاب رسالات , مخاطبين أول الناس , متعلمين على يد أفضل من تعلم العلم وعلمه , سيد البشرية محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ....
متلقي الوحي من الله جل وعلا لتكون أول مهمة بعث من أجلها إخراج الناس من ظلمات الأمية إلى منبر العلم والنور , لينهض بهم امة عالمة مدركة رئيسة لا مرؤوسة , معلمة لا يعلم عليها ....
قادة شعوب .. أصحاب كلمة عليا ..أعناق الأمم ..فرسان التغيير ....
لقد طال بنا الأمد كثيرا.. قد عيل صبرنا وبلغ الإعياء مداه ..
على مدار نصف قرن أو يزيد .....
لم يكن صمتنا إلا حلما تحلينا به .. قد ظنه احدهم بنا جهلا ..
ولكن العقلاء قالوا بعد أن عرفوا : احذر الحليم إذا غضب .....
لم يكن اعتصامكم اليوم إلا متنفس عادل .. لما طال كرامتكم من امتهان ... ولما لحق بعزتكم من مزايدة ..
حتى بتنا نطرح كأقلام خاسرة على طاولة التفكه والتندر ..؟!
حسبكم كل هذا .... حسبكم ما قيل وما يمكن أن يقال بعد ..
أنتم يا أحفاد من طردت هتافاتهم غلوب باشا .. يا أحفاد الكرامة ..يا أبناء الأرض الطهور
أبناء العزة والنخوة ... النشامى النشامى ... الأردنيون الأصائل ..يا من بأيديكم تقلبون التراب ليصير ذهبا ..
هنيئا لكم يا من ظللت جباهكم خيمة الهاشميين أشراف الأمة أحفاد خير البشر .....
.... هذه هي رسالة هذه المعلمة ... اتمنى التمعن بها كثيرا .. لقد تمعنت في كلماتها مطولا حتى عادة بي الذاكرة الى الوراء وتذكرت المعلم أيام بيوت الطين كان يتعلل مع أجدادنا وآبائنا في مجلس ومضافة واحدة ... وكان له كل الاحترام والتقدير والتوقير ... كان مربيا ومعلما و مستشارا ... نعم هذا هو مدرسنا في ذلك الوقت ... معالي الوزير عندما شكرتك أولا كنت منصفا والآن عندما أتمنى استقالتك أيضا أنا منصف لك ولكل معلم ...
الشيخ محمد عايد الهدبان
Malhadn2000@yahoo.com