الصورة الذهنية للجيش العربي .. معسكرات الزرقاء نموذجا ؟

هذه بعض ما تشاهده وأنت في الطريق من مدخل مدينة الزرقاء بإتجاه مدخل مدينة الهاشمية وتتجه شمالا إلى منطقة خو ومن ثم إلى مثلث الجامعة الهاشمية والمنطقة الحرة الزرقاء ، وهي طريق يسلكها الاف من المواطنين متجهين إلى اعمالهم ، وكذلك العديد من رجال قواتنا المسلحة في طريقهم إلى معسكراتهم وقواعدهم الأمنية وبالاضافة للعديد ممن يزورون المملكة من طلاب عرب ووفود اجنبية .
الذي تشاهدة مجموعة من المباني التي شيدت من الواح الزينكو والطوب منذ عقود ، وتبدوا للمشاهد أنها تشبه الخرابيش التي يشاهدها في الطرق الخارجية لبائعي البطيخ والخضروات ، ومباني شيدت بدون أي مظهر جمالي بل بنيت فقط من أجل أن تحجب أشعة الشمس فقط ( اربع جدران وسقف ) ، ويشاهد من يعبر تلك الطريق محاولات فاشلة لتحسين مداخل هذه المعسكرات من تماثيل لرجال وأسلحة تم إستخدام مواد غريبة في إنشائها من مثل مواسير الخرسانه التي تستخدم للمجاري ، أو قطع من الحجر غير متجانسه وليس علاقة بالمنظر العام أو يمكن تشبيهها ( بطبيخ الشحادين ) ويتم استخدام إطارات السيارات المستعملة بعد ان يتم دهانها باللونين الاسود والاصفر للدلالة على حدود المدخل والطريق المؤدية للمعسكر.
والشيء المحزن أنك تسير على جانب هذه المعسكرات وتشاهد أشجار الزيتون التي أهملت وأصابها الجفاف والتعب من وقوفها في الشمس بدون أية عناية أو سقايه ، وتستمر المشاهد أمام عيون من يعبر هذه الطريق ويشد إنتباهك ابراج المراقبة التي بنيت من صفيح وعلى عجل دون أن تضمن أية حماية من الشمس أو حر الصيف أو برد الشتاء لمن يقف لساعات وهو يقوم بدوره في خدمة الوطن ، بل تجعلك تقول لنفسك أن من وضع هناك قد وضع من باب العقاب وليس من باب خدمة الوطن ، والشيء الأخر والملفت للنظر أعداد السيارات الكبيرة التي تقف أمام هذه المعسكرات وهي تعود لأفراد هذه المعسكرات وهذا أكبر دليل على أنه ليس هناك أية طرح مستقبلي لمن قام بتصميم هذه المباني ( البركسات ) وإعتقد أن الزمن سوف يقف ولن يتقدم أو يتطور من بعده .
وعند عبورك للمنطقة الواقعة بعد مدخل معسكرات الزرقاء بإتجاه مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز السكنية ومدينة الشرق يصدمك ما تشاهده من مناظر للأسوار الخارجية للمعسكرات ، فهناك تجد الواح الزينكة الصدئة التي وضعت على عجل من أجل أن تحجب ما يشاهد داخل هذه المعسكرات ، وبالاضافة الى جدران دهنت بألوان أكل عليها الزمن وشرب ومن كل أطياف اللون دون أي تنسيق أو أهتمام بالمظهر الخارجي للمعسكرات ، ويستمر المشهد امام عينيك وفي النهاية تكون مكرها على أن تشيح بوجهك عنه كي لايفسد عليك يومك وتكتفي بالنظر الى البعيد .
وحرصا على تطبيق قانون منع التصوير للمناطق العسكرية لم اتمكن من تصوير هذه المشاهد وإكتفيت بالشرح لعل وعسى تصل هذه الملاحظات لصاحب القرار ، ويخرج من مكتبه المكيف أو سيارته ذات الدفع الرباعي المكيفه ويلقي نظرة ويرى كيف هي الصورة الذهنية التي تكونت عند الأخرين عن قواتنا المسلحة عبر هذه المشاهد ، واخيرا وبدون أية مزاودات وطنية أقول أن الوضع يستحق النظر به ؟