اربع لوحات أردنية ؟

اللوحة الأولى :
احتفالات نخبوية سياسية تبرزها كاميرات المصورين لمجموعة من رجالات الدولة وممن جلسوا على سدة السلطة التشريعية ، ورجال يرتدون أجمل ملابسهم وتظهر قيافتهم المرسومة على ورقة وقلم وتظهر ايديهم الناعمة الملساء البيضاء التي لم تمسك يوما بأكثر من قلم باركر للتوقيع ويجلسون على قطع من السجاد العجمي بعد أن داست أقدامهم على السجاد الأحمر ويجلسون على مقاعد وفيرة لها ركايات مزخرفة وأمامهم باقات من الورود وتجمعهم مناسبة واحدة هي استقلال المملكة ؟

اللوحة الثانية:
صور لرجال وشباب وأطفال يسيرون معا في الشوارع يحملون لافتات من كرتون أو قماش كتب عليها كلمات تشير وبكل وضوح الى أن هناك فساد وبيع لمقدرات الوطن ، وأنه هناك ظلم وعدم مساوات وتغول على الحقوق وأن صوت الشارع غير مسموع وأنه هناك من يقف بين القيادة وهذه الاصوات ، وينتشر المشهد ليشمل كافة محافظات المملكة وبإتفاق موحد على عنوان واحد وهو جمعة إنقاذ الوطن ؟

اللوحة الثالثة:
مسيرات شعبية تزينها الورود واعلام الوطن وصور القائد ، ويرافقها المركبات التي تسير بالشوارع مخالفة لقانون السير ، ويرتدي الجميع كل الرموز التي تدل على الوطن ، وفي يوم سبت وفي منتصف المدينة ومن أمام المسجد الحسيني بإتجاه ساحة النخيل وهما موقعان إرتبطا بحراك الشارع المطالب بالاصلاح منذ بدايته ويقوم الاعلام الرسمي بالتصوير واعداد التقارير المطولة عن هذا الحدث الذي إنطلق تحت اسم الوفاء للقائد والوطن ؟

اللوحة الرابعة:
مجموعة نسوة تقف أمام سيارة ديانه تبيع الفريكه الموسمية والخضار بأسعار تقل عن سعر السوق ، ويضع البائع الميزان على حافة البكب ويطلق لحنجرته العنان ليسمع القاصي والداني بأنه يبيع بسعر منخفض وللفقراء فقط ، ويستمر المشهد بمجموعة من الاطفال الذين يحيطون بالسيارة والنسوة وينتهي بطوشه بين إحدى النساء والبائع لأنه رفض أن يبيعها كيلوا الخيار بأقل من عشرين قرش ويغادر البائع بسيارته وهو ينادي على بضاعته وتجمعه مع الاخرين كلمة واحدة كيلو الخيار بعشرين قرش ؟

كل هذه اللوحات شاهدتها يومي الجمعة والسبت من خلال رؤيتي الشخصية أو من خلال التلفزيون أو المواقع الاخبارية الالكترونية أو الصحف الورقية ، وفي النهاية جلست على مكتبي محاولا تفسير كل تلك اللوحات ولم أجد أفضل من الوصف لها وللأخرين قرائتها كما يريدون وبناء على الطريقة التي يرون بها الوطن ؟