الحُصولُ على عُضويةٍ في نادي العُظماء، غايةٌ شَرعيةٌ ومشروعةْ،وتَحقيقُ الأهدافِ مَسألةَ تَستَحقُ الاجِتهادْ،والهدفُ النبيل إن لم يُقابلُ بإرادةٍ صَلبةْ،لن يعيشَ طويلا،وسَيخلو مِنْ دَسمِ الدَهشةْ، وسُرعانَ ما يَزول تأثيُره بزوالِهْ،ولأن المحطاتَ التي يمرُ بها قطارُ العمرِ كثيرةْ،رغمَ قِصَرِ الحياةْ،فَمِنَ الناسِ مَنْ يَلتحقُ،ومَنْ يَتخَلفْ، ولِكُلٍ منهُم نَصيبْ،والإنسانُ المُسلمُ مُطالبٌ بإضاءةِ شَمعةٍ تُنيرُ الطَريقَ أمامَ الأجيالِ القادِمةْ، وتَضعُها في مَقامٍ عالٍ بين الاُممْ، لذا على المُسلمِ اختيارُ القاطرةَ التي تُوصلُه بالأهدافِ إلى برِ الأمانْ ، مُتسلحاً بالعِلمِ والمَعرفةْ،لأنه السِلاحَ الجيدْ،الذي يُنتفعُ به عندَ الشدائدْ.
أخي الطالب ...
كم جميلٌ أن يَنتقلَ الإنسانُ من مَرحلةٍ لأخُرى، ويَعيشُ تَفاصِيلَها،يَتذوقُ مِنْ عَسيلتِها تارة، ويَغرِفُ مِنْ مَرارتِها تارةً أخرى، ليُصدرَ الحُكمَ المُناسبَ على كُلِ مَرحلةٍ بَعدَ مُرورِها، وللحقْ،فإن المَرحلةَ الجَامعية هي أفضلُ المَحطاتِ التي تَمرُ بها سفينةُ الحياة ،لأنها تُزودُ الإنسانَ بالعلمِ والمعرفةِ،والخبرةِ والتجربةِ، والصداقة الحسنةْ،وبُكِلِ ما يَلزمْ،لمُواجهةِ أعباء الحياةْ .
وإذا أردتَ الإقلاع إلى سَماءِ المَجدْ، يَجبُ أن تَنطلقَ مِنْ مُدرجِ العِلمْ، فهو الجناحُ الوحِيدُ الذي يَضمنُ لك سَلامةَ التحليق في أفقِ النجاحْ، وتَذكر دائماً أن أغلبَ قادةَ الفكرِ والرأي، وصُناعِ القرارِ،تَخرجوا من الجامعاتْ،واعلمْ ،أن المُستقبلَ لن يكونَ حَليفُك،الا إذا اسِتقرَ العِلمُ بِعقلِكْ، فاركب جَوادَ العِلمْ، وانسُج مِنْ تَعبِ الجَسدِ في مَرحلةِ الشَبابِ ،قَصراً تَستريحُ فيه النُفوسْ حين تَغزُوها الكُهولَة،واعقد قِرانكَ على الأملْ، في قاعةِ الاجتهادْ، تُنجِبَ المزيدَ مِنْ النَجاح،وكُن كالبحرِ لا يَعرفُ الهُدوءْ،واجعل الجِدَ أهم أصدقائك،واستثمر وقتك بما يُفيد،وانهَل مِنْ مَعينِ حب الله، واشرب من لبنِ الاجتهادْ،تَرى النَجاحَ دوماً يُرفرفُ كبلبلٍ أمامَ ناظريكْ، ولا تَلتفتَ للأوهامِ التي تَنصُب ِشباكها،وتَقفُ كلوحِ ثَلجٍ أمام شَهوةِ طُموحك،لتمتص رحيقَ الشباب.
أختي الطالبة...
لا ريبَ أن بِناءَ المُجتمع يَتطلبُ تَكَاملَ الأدوارِ، وأنتِ بلا شَكٍ مَنْ يَستطيعُ إتقانَ الأدوارَ المطلوبة منكِ، فأنتِ ،الأختُ، والزوجةُ، والأمُ، والمربيةُ، ، فتَعلمِي، وعَلمِي، واعْلمِي، أنكِ تَبنينَ نِصفَ المُجتَمع ، وُتُساعدي في بِناءِ النِصفَ الأخرْ، فليكُن بِناءُك ذو أسسٍ قويةٍ أساسُها الِعلمْ، واغُزلي من رِمالِ الوطَن مُستقبلاً للأجيالْ، واجعلي العِلمَ الجِدارَ الذي تُسنِدُين إليه ظَهركِ إذا رماكِ الزمنُ بالنوائب،والسيفَ الذي تُشهِريِنَه في وجهِ العَدوْ،حين تَشتدُ المَعركةْ، لتَحمي مُجتمعكِ مِنْ لهيبِ الجَهلِ الحارقْ،واجعلي العِلمَ قِيثارةً تُنشدِي بها أجملَ الألحانِ،وتَنَشدي بها أجملُ الحُلولْ، لتُخففَي مِنْ وقعِ الخَناجِرِ في خَاصِرةِ الوطن،وتوضئي بماءِ الإخلاصْ، وتَيممي بترابِ الوطن،وكُوني كالوردَةِ الجَميلةِ التي يَملؤها الأملُ بغدٍ مشرقْ، وتُعطي رائحتَها لِمن أرادْ، وإلا فما فائدةُ الوردةُ الجميلةْ،إذا نَبتتْ على أرصفةِ اليأسْ.
أخي الطالب... أختي الطالبة...
إننا نحبكمْ
ونَتمنَى لكم أن تَتخرجُوا من الجامعة،بشكلٍ جديدْ،وفكرٍ جديدْ، لتَقُودوا قِطارَ الوطن إلى محطاتِ النصرِ والتقدمْ، ولا تجعلوا طُموحَكُم يقفُ عندَ حُدودِ بَوابة الأماني الشخصيةْ،واعلموا أن مْنَ يعيشَ لنفسه،قد يَعيشُ سعيداً،لكنه يَعيشُ وحيداً ،ويموتُ وحيداً، فشكراً لكلِ مَنْ يَسعى ِلرسمِ مُستقبل بلادُنا بين الأمم بالعِلمْ ،لِيُجلِسوا أجيالَها على مَقاعد الكرامة