زاد الاردن الاخباري -
يصادف السبت )20 آذار 2010) عيدُ الميلاد الثالث والستون لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، حفظه الله ورعاه.
وقد واصل سموه على مدار عام مضى تأكيده على الحاجة إلى التفكير الخلاق بشأن قضايا المصادر الإنسانية والطبيعية الملحّة والحلول الشاملة للمتأثرين بها، خصوصاً في مجال أمن الغذاء والماء.
وقد بيّن سموه في خطاباته أنّ الحلول المتعلقة بهذا الشأن يجب أن تكون مستندة إلى القدرة الاحتمالية والقدرة على التعافي في الإقليم من خلال سياسات عامّة للتكامل الإنساني و"إنشاء هيئة فوق قُطرية للمياه والطاقة من أجل البيئة الإنسانية". وحذّر سموه من أنّ المناطق الجافة الهشة في العالم ستتأثر بشكل كبير بالتغير المناخي، مما يعرّض الإنتاج الزراعي والأحوال المعيشية لمخاطر شديدة.
كما تحدث سمو الأمير الحسن، في إحدى المقابلات الإعلامية، حول ضرورة مساهمة الفرد في الخطاب الفكري الذي يخدم الصالح العام في الحوار بين الحكومات والقطاع الخاصّ والمجتمع المدني للعمل على تحريك "الغالبية المُصمّتة" في المنطقة ليُصبحوا مشاركين في بناء مستقبلهم.
ويمثّل سموه صوتاً إنسانياً في خضم الأحداث المضطربة في العالم، يحثّ على السلام والعقلانية والضمير المشترك والتعاون الجمعي على سطح هذا الكوكب في كل مستوى من مستويات الحوار. كما واصل سموه السعي نحو التوصل إلى التزام عالمي بمبدأ "الكرامة الإنسانية للجميع".
في كانون الثاني الماضي، زار جلالة الملك عبدالله الثاني الجمعية العلمية الملكية، حيث التقى سمو الأمير الحسن رئيس مجلس أمناء الجمعية وسمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيسة الجمعية العلمية الملكية ومدينة الحسن العلمية. وثمّن جلالة الملك دور الجمعية ومؤسسات مدينة الحسن العلمية في مجالات التدريب والتعليم وتطوير القدرات العلمية والتكنولوجية من خلال زيادة الوعي بأهمية البحث العلمي التطبيقي، والعمل على توطين التكنولوجيا وتوظيفها في نواحي الحياة المختلفة بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في مختلف مجالات البحث العلمي.
وحول موضوع الأمن الإنساني، تحدّث الأمير الحسن عن الحاجة إلى وجه إنساني للتقدّم يتجاوز الاستثمارات الريعية، وينير الروح الإنسانية في قضايا الأمن والاقتصاد والثقافة. وشكّلت هذه الفكرة أساساً لخطابات سموه في واشنطن وفيينا وأنقرة، إلى جانب المحاضرة التي ألقاها سموه في جمعية أدنبرة الملكية في تشرين الثّاني الماضي، حيث قبل سموه الزمالة الفخرية للجمعية لـ "التزامه البارز بالسلام وحقوق الإنسان" ورؤيته حول حاجة المجتمع الدولي لإعادة الاصطفاف من أجل عالم سلمي.
وفي مؤتمر إطلاق منتدى غرب آسيا وشمال إفريقيا في نيسان 2009، وهو إحدى مبادرات سموه التي تجمع شخصيات من مختلف المجالات للترويج للتعاون الإقليمي، أبرز الأمير الحسن الحاجة إلى إجماع إقليمي أكبر لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما فيها التمكين القانوني للفقراء وتوفير الغذاء الصحي وتعزيز حرية التعبير.
وكانت نشاطات سموه المحليّة على مدار السنة عديدة وتوازي المواضيع الأوسع في عمله على الصعيد الدولي. فبصفته رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، تناول سموه موضوع تحديد أولويات البحث العلمي في الأردن للأعوام العشرة القادمة، حيث أكّد أنّ الأجيال المقبلة هي الأمانة التي يحملها الجميع، وأن مستقبل الوطن يعنينا جميعاً، مما يستدعي تطبيق الأساليب المثلى لخدمة الصالح العام ومجتمع الكفاءة للمحافظة على "الأفضل والألمع".
وقد شكلت هذه الفلسفة ركيزة للخطابات والمحاضرات التي ألقاها سموه في الأسبوع العلمي للجمعية العلمية الملكية ومنتدى الفكر العربي والمعهد الملكي للدراسات الدينية ومؤخراً خلال مخاطبته مجموعة من الأكاديميين والطلاب وممثلي المجتمع المحلي في جامعة اليرموك.
وفي الشهور المقبلة، يرعى الأمير الحسن سلسلة من المؤتمرات الدولية في عمّان، والتي تركّز على المواضيع العزيزة على قلبه.