زاد الاردن الاخباري -
كلنا يسمع عن المشاكل التي تحدث في بعض البيوت بين الحماة والكنة ، وكل واحدة منهما "تضع اللوم على الأخرى" حتى تكسب جانب الرجل ، إما إبنا او زوجا.
فالكنة تقول دائما: "أشعر ان حماتي لا تحبني وتشعرني بأني سرقت إبنها منها ، وأني دائما مقصرة في أمور إبنها وبيته ، ولا يعجبها العجب مهما فعلت".
والحماة تقول: "ياخسارة ، منذ ان تزوج إبني نسيني ونسي تربيتي له ، واصبحت زوجته كل حياته والإنسانة الوحيدة التي يفكر فيها ، وأنا أصبحت مهملة وكأنني قطعة أثاث في المنزل".
ولا تنتهي الحكاية عند هذا الحد - كلاما فقط - بل تتعداه لتصل في بعض الاحيان لعمل المكائد ومن كلا الطرفين . او القيام بتصرفات وتدخلات تزعج - في المقام الاول والاخير - الزوج. فمثلا ، إحدى السيدات كانت حماتها تفتح عليهما هي وزوجها باب غرفة نومهما فجرا لكي توقظهما من النوم وتسحب عنهما الغطاء بقولها: "يلا بكفيكم نوم.. قوموا" ، حتى دون ان تطرق الباب وتستأذن لدرجة ان الزوجين كانا يقومان مفزوعين.
وقد قرأت مثلا عن الحماة والكنة أعجبني وهو من الطرافة بمكان ، حيث يقول:
"قالوا: مكتوب على باب السما.. عمر كًنة ماحبت حماة"
فبرأيكم ماهو الحل لًما بين الكنة والحماة ؟ وهل هناك حل فعلا؟
لقد قمنا باستطلاع آراء العديد من الاشخاص حول هذا الموضوع ، وخرجنا بالآتي:
تقول "مريم سعادة": أنا والحمد لله "سمن على عسل" مع حماتي ، لأنني منذ اليوم الاول لزواجي اعتبرتها في مقام والدتي ، واستطعت ان أمتص كل الشوائب التي قد تتسرب الى نفسها وخاصة أنني "إستوليت" على إبنها منها ، فبًرًّي لحماتي من طاعة زوجي وحبي له ، لأن هذا يسعد زوجي ويرضيه ويجعل حياتي أكثر سعادة.
وتضيف: جميل أن يربي الآباء أبناءهم في ريعان شبابهم وان يختاروا من يشاركهم حياتهم ممن يخافون الله ، ويخططون لبناء أسرة سليمة قائمة على الحب والتفاهم ، من اجل تجنب الخلافات وتجنب ردود الفعل الانفعالية التي تأتي بنتيجة عكسية تعكر صفو هذه العلاقة المقدسة.
ويقول "علي الربايعة": أنصح الشباب المقبلين على الزواج بعدم السماح للاهل بالتدخل في شؤونهم الزوجية الخاصة ، لأن تدمير العلاقة بين الزوج وزوجته يكون في الاغلب نتيجة تدخل الاهل في هذه العلاقة ما يؤدي في النهاية الى حدوث الطلاق.
أما "روان" فكالت هجوماً على بعض الأمهات بقولها: غالبا ما تعتقد والدة الزوجة انها تساهم في تأسيس بيت ابنتها ، ولكنها تنسى ان هذه الافعال تعمل على زلزلة إستقرار أسرة إبنتها ، ما يجعل الزوج يفكر في الابتعاد عن محيط أهل الزوجة نظرا لمخاطر احتكاكه معهم.
أما "جميلة الخطيب" فتقول: منذ زواجي قبل سبع سنوات وحتى هذه اللحظه لم يحدث أي خلاف بين امي وزوجي ، وكنت كلما ألمح شرارة تحوم في الأفق اتدخل انا بالموضوع واقوم بحله وإرضاء الطرفين ، لأن في ذلك إستقرارا لأسرتي في المقام الاول.
وتضيف: عندما تمت خطبتي سمعت الكثير من كلام الناس يحذرونني فيه من حماتي ، وبأنني سوف اتعب من مشاكل زوجي وأمه لأنني الإبنة الوحيدة لعائلتي ولن أرضى بمثل هذه العيشة بعد الرفاهية والدلال اللذين عشتهما عند أهلي. والحمد لله صممت على تذليل كل الصعاب التي من الممكن ان تواجهني بشأن هذا الامر ونجحت.
وتشير "حنان" الى ان هناك أمرا شائعا في أذهان كثير من الفتيات المقبلات على الزواج بأن يحذرن من أم الزوج فقد تكون العدو رقم واحد لها ، وبعد الزواج تأخذ الزوجة موقفا عدوانيا من حماتها لدرجة تنسى فيها ان حماتها هي أمّ اولا واخيرا ، وان اقصى امانيها ان ترى ابنها سعيدا مع زوجته في أسرة هادئة مستقرة ، فلا تحسن التعامل معها بالشكل الذي يساعد على استقرار الأسرة وسعادة جميع الأطراف لأنها شُحنت من قبل بأفكار مغلوطة.
ويؤكد "شادي الخرابشة" ان العلاقة بين الحماة والكنة اليوم تحسنت عن الماضي ، ولكن هناك بعض الشوائب والاختلافات ما تزال عالقة بينهما. الأم تريد ابنها ان يعود كما كان قبل زواجه ، والزوجة تريد زوجها ان يتماشى معها وينسى جزءا من عاداته الماضية والتي في نظرها "متخلفة". والدور الكبير الذي يقع على كاهل الزوج هنا ان يعرف كيف يتعامل مع الأم والزوجة بنفس الوقت كل على حدة ، وابقاء الود والاحترام بينهما.
وتشن "رانية"هجوما حادا على حماتها فتقول: حماتي إمرأة كبيرة بالسن ولكنها لا تحبني وتتحدث عني بطريقه سيئة ، ورغم انها متعلمة إلا ان لسانها لا يكف ابدا عن الانتقاد.. وحتى بالكلام تغلط معي كثيرا ، ومع كل هذا والله يشهد اني - ابدا - ما رددت عليها اساءة. فأنا دائما اسمع واطنش ، وطبعا هي تعتبر حالها قمة في الفهم والذوق ، وانني لست من مستواهم.
وتقول "ساجدة": انا برأيي ان الكنة لو تعتبر حماتها بمنزلة أمها ، والحماة تعتبر الكنة كابنتها فلن يحدث اي مشكل بينهما ، لكن الذي يحدث ان الحماة تظن احيانا ان الكنة عدو وند لها وانها خطفت منها ابنها.. والكنة ترى ان حماتها مثل "ضرتها" تريد ان تشاركها في زوجها طوال العمر.
وتقول الاخصائية النفسية والأسرية أمل الحمايدة: الخلاف هنا يرجع إلى غياب الوعي ، ورغبة كل من الحماة والكنة في السيطرة على الزوج ، حيث تشعر الأم بأن سيطرتها العاطفية على الابن بدأت تضعف او تتلاشى ، فنشأة الابن في كنف الأم يدفعها لشعور غريزي بالتملك ، فيما ترى الكنة انها الأحق بامتلاك الزوج الذي ترتبط به بقية عمرها. فإن كانت والدة الزوج تضع زوجة إبنها في قالب "الكنة" ، فان الزوجة تعاملها في المقابل كحماة . فلماذا لا تحاول التقرب منها ومنحها فرصة التعبير عن مشاعرها ، وليس ان تغلق الباب وتقطع الاتصالات بينهما ما يساعد على نشوب الأزمة في الأسرة جراء ذلك ، ما يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية.
وتضيف: إن برَّنا بأزواجنا وبأهلهم ليس بعدد مرات الاتصال او الزيارة ، وإنما يكون بالعدل بين والدتي وحماتي في ذلك ، وايضا لماذا تشعر الزوجة بأن دورها أن تقوم بإقناع أهل الزوج بها ، فهم سيقتنعون إذا عاملتهم كما تعامل أهلها ، وتتفقدهم وتحسن إليهم إسعادا لزوجها وإكراما له ، ويمكنها أن تتفق مع زوجها على الحد الذي يسمح للأهل بالتدخل في حياتهما ، ومادام متفهما للأمر فسيتعاون إن شاء الله.
جمال خليفة / الدستور