زاد الاردن الاخباري -
خاص - محرر الشؤون السياسية - عام و نصف من المظاهرات و المسيرات.. عام و نصف من الهتافات و النداءات المطالبة بالإصلاح و مكافحة الفساد... عام و نصف و الحراكات الشعبية تتنقل بين مناطق و محافظات المملكة، من إربد شمالاً إلى العقبة جنوباً، فالعاصمة عمّان التي كانت لها حصّة الأسد من المظاهرات، نالت كل زاوية فيها نصيبها، دوّار الداخلية، ساحة النخيل، المسجد الحسيني، العبدلي، الرابع، الديوان الملكي، غيرها و غيرها..
عام و نصف مرّوا دون أن نسمع عن وصول البركان الشعبي إلى مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في المملكة، دون أن يقرّر الحراك أن يمارس نشاطه فيها.. رغم الفقر و الحاجة و الظروف المؤلمة التي يعيشها أهلها..
الإخوان المسلمون، في مسيرة الجمعة الماضية، كسروا الجدار المحيط بالمخيمات، و دخلوا مخيّم الحسين و اجتاحوه بمسيرة رافضة لرفع الأسعار.. رفعوا اللافتات و صرخوا بأعلى الصوت، احتجوا و طالبوا و رفضوا.. قالوا كلمتهم و أسمعوا صوتهم..
هنا نتوقّف و نتساءل: هل هذه نقطة البداية في انضمام المخيّمات للربيع الأردني؟ هل انتظر أبناء المخيّمات "دفشة" ليخرجوا ما بداخلهم من قهر؟ و هل استغل الإخوان هذه الفرصة لتسيير "ربيع المخيمات" وفق خططهم و أجنداتهم؟
علامات استفهام عديدة تحيط بانتقال حراك الإخوان إلى المخيّمات..
هل كان صمت المخيّمات بتوجيه من الإخوان؟
هل أصبحت المخيّمات، نظراً لحساسيتها وضعها، ورقة رابحة تساوم عليها "الجماعة"؟
هل أصبحت المخيّمات بديلاً حين "سقطت" مسيرات الإخوان في الحسيني؟
أم هل تهدف الجماعة إلى توسيع رقعة حراكها و كانت البداية من المخيّمات؟
و السؤال الأكبر و الأخطر و الأكثر إثارة للقلق..
هل يخطط الإخوان لافتعال تصادم بين "حراك" المخيّمات و حراكات الموالاة؟ و بالتالي إشعال فتنة بين أردنيي الـ"قال و قلنا" و أردنيي الـ"كال و كلنا".. فتنة قد تكبر و تكبر لتصل حد الحرب الأهلية، لا قدّر الله.