زاد الاردن الاخباري -
يحظى وادي رم بفرصة جيدة لادراجه ضمن لائحة التراث الطبيعي العالمي ، على ما قالته مديرة مكتب منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) انا باوليني لـ(بترا).
واضافت باوليني ان هناك عدة عوامل من شانها تقوية فرص وادي رم للانضمام للائحة التراث العالمي منها الاعتراف العالمي بالفضاء الثقافي للبدو في البترا ووادي رم كتحفة في التراث الشفوي وغير الملموس للانسانية عام 2005، ووروده على القائمة التمثيلية لميثاق الحفاظ على التراث غير الملموس عام 2003.
ويندرج ضمن الفضاء الثقافي البدوي المعرفة والمهارات المتوارثة وخاصة تلك المتعلقة بطب الاعشاب والعناية بالجمال وحياكة بيوت الشعر وتسمية الاماكن والتعرف على الاتجاهات للسفر داخل الصحراء وطقوس اعداد القهوة وشربها.
وقالت باوليني ان المنظمة اصبحت اكثر تشددا بالنسبة لادراج المواقع الاثرية والطبيعية على لائحة التراث العالمي؛ لكثرة التنسيبات التي ترد اليها، واختلاف معايير الادراج التي لا تقتصر على القيمة التاريخية او الطبيعية للملف المطلوب ادراجه، اذ تشمل معايير اخرى مثل ادارة الموقع وقواعد الصيانة وترميم الاثار.
ووصفت الملف الذي تقدم به الاردن العام الماضي الى اللجنة المكونة من الدول الاعضاء واليونسكو لادراج وادي رم ب"الجيد" مضيفة ان الوادي موقع مختلط يمزج بين ميزات الموقع الطبيعي والموقع الثقافي.
وقالت باوليني ان ادراج المواقع على لائحة التراث العالمي سواء كانت ثقافية او طبيعية او مختلطة هو اعتراف بالقيمة العالمية لهذه المواقع، مشددة على ان الادراج لا يعني ان حمايتها اصبحت مسؤولية المنظمة الدولية، بل انه يعني ان حكومة الدولة المعنية تلتزم بحماية هذا التراث والحفاظ على قيمته.
وحول ادراج جرش كموقع على اللائحة قالت ان الملف متوقف لان الحكومة الاردنية لم تجب عن اسئلة اللجنة وتعليقاتها.
أما بالنسبة للمشروعات التي ينفذها مكتب اليونسكو في الاردن فقالت باوليني انه يركز في دورته الحالية على العلوم، مشيرة الى ان الاردن يعمل حلقة وصل بين مكاتب اليونسكو في المنطقة لانه يمتلك امكانيات كبيرة بشريا وتقنيا في هذا المجال.
واشارت الى ان مشروع مختبر السنكروترون عنصر اساسي في هذا التوجه ، فالمختبر الذي يحمل اسم مشروع سيسامي في قرية علان في محافظة البلقاء هو المختبر الوحيد من نوعه في المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي وحتى ماليزيا.
وقالت باوليني ان المختبر "اضافة نوعية كبيرة للاردن" لاستخدامه الاشعاعات بالغة القوة في التطبيقات العلمية والعملية المختلفة، مشيرة الى ان اليونسكو منخرطة في بناء الكفاءات والمهارات المحلية للاستفادة من المشروع وتشغيله.
وتدير اليونسكو الامانة العامة للجنة السنكروترون التي تضم الاردن وقبرص وفلسطين وتركيا واسرائيل ومصر والبحرين وباكستان، اضافة الى ايران والعراق كمراقبين.
ويركز العنصر العلمي في برنامج اليونسكو على عناصر الادارة المائية والحصاد المائي والأبحاث المائية وتأثير التغير المناخي على الحياة الطبيعية في الأردن نظرا لما تعانيه المملكة من شح في مصادر المياه، اضافة الى الوصول الى الاهداف الانمائية للالفية.
واشارت باوليني الى ان المكتب سيبدأ في مشروع استراتيجية السياسة العلمية مع مدينة الحسن للعلوم الذي يستمر اربع سنوات، موضحة وجود سبعة كراس لليونسكو في الجامعات الاردنية حول قضايا مهمة للمملكة مثل التصحر والسياحة والتراث والمياه.
واضافت ان الكرسي يوفر لاساتذة الجامعات فرصة ليصبحوا جزءا من شبكة عالمية لتبادل المعلومات والخبرات، مؤكدة ان اليونسكو لا تمول هذه الكراسي بل تدعم الشبكة بموادها وتشرك الاعضاء في فعالياتها: "نحن نعطيهم الادوات والفرص وعليهم العمل".
واكدت ان احتياجات الاردن العلمية من المعدات وبناء القدرات والمتطلبات المالية اصبحت واضحة، مضيفة ان اليونسكو تسعى حاليا للحصول على تمويل لهذه المشروعات.
وحول الشق الاعلامي في برنامج اليونسكو قالت باوليني ان المكتب يسعى الى دمج الاعلام بالعلوم من خلال تدريب الاعلاميين على قضايا البيئة والتغير المناخي، مشيرة الى ان اليونسكو اصدرت دليلا تدريبيا باللغة العربية عن هذا الموضوع.
بترا