أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الوزيرة التهتموني تبحث والسفير الهندي التعاون في مجال النقل روسيا: الهدنة بين لبنان وإسرائيل يجب أن تكون بداية لحل شامل "الإفتاء الفلسطيني" يدين انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الاسلامية مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك الاحتلال يهدم بنايتين بالقرب من رام الله والقدس ويعتقل 18 فلسطينيا بالضفة تفاصيل إقامة صلاة الاستسقاء في السعودية اليوم .. فما السبب؟ بنك ABC في الاردن يستضيف "دكان الخير" بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان الفراية يطّلع على سير تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة البيرة وتداهم مقر البلدية مجلس الأعيان يشكل لجانه الدائمة ويختار رؤساءها والمقررين الجيش اللبناني يعزز انتشاره جنوب الليطاني رسمياً .. الحوامدة والصقور يتنافسان على رئاسة الوحدات حسان: إنجاز مشروع المدينة الرياضية في الكرك بمراحله الثلاث منتصف العام المقبل استهداف سيارة جنوبي لبنان وقصف بالدبابات في ثاني أيام وقف القتال حكام الجولة العاشرة من دوري المحترفين لكرة القدم أول سؤال نيابي من ناصر النواصرة مصر تعلن تسجيل 19 حالة ملاريا قادمة من الخارج مخبأة بجذوع الأشجار .. ضبط 200 كلغ مخدرات باليمن "النواب اللبناني" يدعو لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين بنسبة 0.48% للعشرة أشهر الأولى 2024
الصفحة الرئيسية أردنيات أمهات تنحني لهنّ الجباه

أمهات تنحني لهنّ الجباه

20-03-2010 11:12 PM

زاد الاردن الاخباري -

يوم من أصل 365 يوما في السنة ، يعتبر فرصة بل منبرا مفتوحا تنطق به الحناجر وتكتب الأقلام وتسرد الأفواه بعضا من قصص إنسانية رائعة لأمهات مثاليات.

يوم نقف فيه ونحني الجباه احتراما لهذا العطاء الرائع ، عطاء الأم ، هذا الشلال الخالد الذي لا يتوقف عن التدفق يغذيه حب ما بعده حب. يوم يتجدد فيه الحديث عن هذه النماذج لأمهات قدمن لأبنائهن عطاء بلا حدود واهبات الحياة ومستحقات تكريم سماوي وضع الجنة تحت اقدامهن.

وحين يحكم الله على الإنسان بقضاء ، يصبر ويدافع القدر بالقدر ويعيش بأمل يدفعه للعمل الدؤوب والاستمرار راضيا بقضاء الله صابرا متفائلا بالفرج أن يأتيه - ولابد - لأن الله قد أخبر وخبره خبر صدق وعدل "فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا". أو قد يختار المبتلى ان يعيش في عمق الألم.. فيثير هذا في نفسه السخط والقعود عن العمل وانكسار الأمل في نفسه.. فيكون بذلك خسر الحال والمآل،.

امنا الاولى في نماذج لأمهات أردنيات اقل ما يمكن لنا في "يوم الام" ان نذكر عطاءهن ونخرج للعلن تضحيات بقيت طي الكتمان.. أمهات تحدين الزمن والصعاب حتى حققن غايتهن ووصلن بفلذات أكبادهن إلى بر الأمان ولازلن يعطين.


الجدة.. الأم

هي جدة وليست أما أصلية أجبرها غياب الأم أن تكون أما لجيل آخر. هي الجدة أم محمود الجعبري هذه السبعينية التي فجعت بداية بوفاة احد أبنائها ليبدأ مسلسل العطاء بأن تهب قلبه إلى شخص اخر لم تكن تعرفه إلا أنها أثرت منحه قلب ولدها الذي حرق عليه قلبها.

لم تكن هذه الفاجعة إلا بداية في حياة هذه الأم التي تعيش اليوم في محافظة المفرق مع أحفادها الذين عاد الموت ليختطف والدهم ابنها الثاني اثر مرض عضال.

اصطبرت وصبرت وكان عزاؤها بعد هذا المصاب زوجة الفقيد الحامل بتوأم وأربعة أطفال. ولم تستسلم أم محمود لحزن الفراق مرة اخرى مشحونة من جديد برغبة الإبقاء على الأحفاد.

تقول أم محمود أنها كانت في تلك الفترة تكتم حزنها ووجعها على فراق ولدها أمام زوجته الحامل وأبنائها الصغار ، إلا أن تعبها بدأ توا ، فحين أزف أوان أرملة ولدها لتضع حملها.. جرت أم محمود قدميها وذهبت للاطمئنان على حالة الوالدة والمولود. في المستشفى.

المولود توأم بنت وولد والوالدة توفاها الله ، عادت الجدة المكلومة إلى الأيتام الأربعة ومعها قطعتي لحم ليصبح العدد 6 أطفال بلا معيل ولا كفيل.

بدأت رحلة شقاء كان أولها البحث عن حليب في صدور مرضعات هنا وهناك ، ولم تنته إلى اليوم فلا زالت "الأم والجدة أم محمود" تجوب باحثة عمن يمنح أطفالها أمانا وأملا.. منهم من يناديها جدتي ومنهم من يناديها أمي.

أم محمود الجعبري في يوم احتفالي كهذا تنحني جباهنا احتراما لألمك وعطائك الذي مازال يهب هؤلاء الأيتام أملا بأن الفرح ولابد أن يأتي.


من العدم

عاشت "لينا" مع زوجها 11 عاما قبل أن يقعده المرض عن العمل. أعباء مادية وأسرة كبيرة بحاجة إلى قوت يومي والزوج لا حول له ولا قوة.

استنهضت الظروف الصعبة في نفسها عزيمة صممت ان تقهر بها كل الظروف وعملت آذنة في إحدى المدارس. ولا تنكر فضل معلمات وإداريات شحن نفسها بعزم وتصميم وشجعنها على مواصلة دراستها الجامعية ، وواصلت كفاحها حتى وصلت بأبنائها بعد وفاة زوجها لبر الأمان. وهاهي اليوم تفخر بأنها اجتازت وأيتامها أحلك الطرقات وتحمد الله أنها وضعتهم اليوم على سلم النجاح والأمان.


معاناة

وتحكي أم أنور التي توفي زوجها تاركا كوما من اللحم في رقبتها دون معيل ولا مصدر دخل وتقول :"أصعب فترات حياتي كانت الأيام الأولى بعد وفاة زوجي..من أين أنفق على هذه الأسرة الكبيرة وكيف ؟هذا السؤال الذي رافقني صباحا ومساء".

وتواصل: لم أجد وسيلة إلا العمل في المنازل ، أنا لم أحصل إلا على الشهادة الابتدائية ، فبدأت في المنازل المجاورة فكنت اخرج في الصباح الباكر واعمل خلال النهار على تنظيف ثلاثة إلى أربعة منازل وأعود إلى أطفالي بما حصلت عليه لقاء كدي وتعبي".

واستمرت أيامها على هذا النسق ، تضيف أم أنور: كنت ذات يوم اعمل في منزل احدى السيدات التي كانت لديها في ذلك النهار مناسبة وكانت تعمل في المطبخ فعرضت عليها المساعدة في إعداد احد الأطباق وبالفعل كانت هذه نقطة تحول في حياتي حيث شجعتني هذه السيدة على الطبخ الذي كنت ابرع فيه والبيع للناس".

وتعلو وجهها ابتسامة وتضيف "بدأت بدايات بسيطة في إعداد الأكلات في المنزل وبيعها لمن يرغب فأنا والحمد لله الذي وهبني موهبة خاصة في الطبخ واستطعت والحمد لله أن أسدد جميع ديوني والتزم بجميع احتياجات أبنائي الذين أهبهم عيوني إن لزم الأمر".

وتتمنى ام انور من الله الصحة والعافية لاستكمال دورها مع أبنائها الذين ربتهم كما اختارت هي الحياة "تفاؤل وبعد عن اليأس فالتفاؤل هو سر الحياة وجمالها" ، كما تراها هذه الام الجليلة.

ام اصيلة

نماذج عديدة يحفل بها مجتمعنا لامهات آثرنا حياة ابنائهن على حياتهن فـ "نادية جبر" ام لطفل كفيف وهبت عيناها وكل حواسها لينعم ولدها محمد بنور حرم منه .

محمد اليوم وبفضل الله وعطاء والدته الصابرة يحفظ القرآن الكريم ويعرف كل ما يحيط به بل ويصف لمحدثه جمال ما حوله وهو كمن يرى ولكن بعيون امه التي ما تنفك تعوض فقدانه بما وهبها الله.

النماذج كثيرة والقصص تحتاج اياما ومساحات الا ان المؤكد هو ان الأم العربية الأصيلة الرائدة بعطائها وحضورها شهد لها العالم بقدرتها الفائقة على التحمل والصبر وكانت ولازالت مثالا لتحمل متاعب الريادة والمبادرة ، تسهم في استمرار الحياة رغم ما يعانيه عالمنا العربي من ألم وصراع.

فتحية اجلال واكبار لمن اعطين ولمن هن بصدد البداية.. الى كل ام تقوم بدور الأب والأم ، والمواطنة في المجتمع ، واللبنة الاولى في بنائه.

اليك ايتها اليد الحانية التي نظل نشتاق ونحن إليها لنمسح بها تعب ايامنا واحزاننا ونزيد بدعائها معايير نجاحنا وسعادتنا مهما تقدم بنا العمر لأن الحياة مصدرها الأم.

اليك ايتها الام تنحني الجباه عرفانا بالجميل وكل عام وامهاتنا بألف خير.

رنا حداد / الدستور





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع