منذ العام 1967 ونحن نبكي القدس .. منذ ما يزيد على أربعون عاما ونحن ننتظر اليوم الذي ستنهار فيه البقية الباقية من أسوار كرامتنا ....شاء الله لنا جميعا أن نكون من عباده الذين يعاصرون المسجد الأقصى وهو ينزف حجرا حجرا ويتحشرج وهو ينادينا ونحن نغلق آذاننا لا نريد أن نسمع صراخاته أو نداءاته أو حتى آهاته وأناته
........جاء الرسول الأمي نورا للبشرية من جزيرة العرب ، وكانت زيارته الأولى خارج حدود الجزيرة ، بعد أن كلفه الله بالرسالة ، إلى القدس الشريف ، القبلة الأولى للمسلمين .....ومن مطار القدس عرج إلى السموات العلى للقاء الرحمن بعد أن ودعته القدس بلهفة صخرتها لمصاحبته .....
أواه يا قدس ، يا أجمل المدائن ، بت الآن في قبضة أدنس خلق الله ، يدنسون ترابك ويفسدون هوائك ويقطعون أشجارك ،ولا نستطيع منحك سوى دموع نحاول أن نغسل فيها عارنا وخزينا على ما تركناك فيه.. من احتلال يغتصبك كل يوم ونحن نحاول له استرضاء وهو يأبى ....ينحرك كل يوم ونحن نرجوه مدرارا وهو يصد ..يشرد أبناءك ونحن نتمنى عليه أن يلين وهو يفجر ...يستولى على بيوتك ونحن نقبل يديه وهو يتأفف...
أواه يا قدس ...جاءتك أيام نحن نحرسك ونحن لا نملك السلاح ...نحن ندعي أننا نحبك ونحن لم نعد نعرف إلا الكره لبعضنا ..ندعي أننا نفديك ونحن لا نفدي حتى أنفسنا ، ندعي أننا نبكيك ولكن لا تحمر عيوننا ، ندعي أننا نعد العدة لتحريرك ونحن لا نعد إلا أموالنا .....
هل نحتفل اليوم بعيد الأم والقدس تنزف ...أليست القدس أمنا جميعا...ألا تبكي القدس غياب أبناءها وهي تحتضر ؟؟ هل تستطيع الأمهات أن يفرحن اليوم والقدس تنزف آخر أحجارها !! هل تحتفل الأمهات والقدس تتمرغ في وحل مغتصبيها !!!!
أمنا القدس ...هل عشقك اليهود ونحن فقط .. أحببناك!! ، هل ذكرك الصهاينة ونحن نسيناك !!هل أصبحت واقعا لهم وعدت لنا خيالا فلم نعد نراك !!!!
د . معن سعيد