1) عيد الربيع ... عيد الأم ... معركة الكرامة ... ثلاثة اعياد في يوم واحد ... شيء جميل ان تحتفل شعوب العالم والأفراد بجملة من الأعياد في يوم واحد ... عيد الربيع ( النيروز ) عند الشعوب الفارسية ، يعتبر من اهم الأعياد ، احتفلت به بداية الأمر هذه الشعوب فقط ، ومع توالي الحقب الزمنية ، واحتكاك الشعوب ببعضها البعض ، اصبح عيد الربيع ذا سمة عالمية ، تتفاءل به الشعوب بغد افضل وبسلام قائم على العدل والمساواة بين مختلف الشعوب ... عيد الربيع ، هو فرصة للفرح لكل منا ... فرصة للإنطلاق نحو الآفاق الرحبة ... فرصة للتفاؤل بغد كله ربيع ... بغد لا مكان فيه للحروب ولا مجال فيه للظلم والإضطهاد ... إذن هي مناسبة لنقول لكل شعوب الأرض : كل عام وانتم بخير ...
2 ) اما عيد الأم ... فمن منا لا يعتقد ان الأم تستحق ان تكون كل الأيام عيدا لها ؟ وما كان تحديد هذا التاريخ لعيد الأم ، الا للتذكير بأن امهاتنا هنّ ربيع الحياة ، حتى ولو بلغن مرحلة الشيخوخة ... نكرم امهاتنا في هذا اليوم ... وتكريم الأم هو تكريم لإنسانية الإنسان ... فكما تقول الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي : الأنثى هي الأصل ! نعم ... الأنثى هي الأصل ... اصل الحياة على كوكبنا هذا ... الأنثى ( الأم تحديدا ) هي منبع هذا الكون بكل ما ينطوي عليه من جماليات ... الأم هي الوطن وهي الملاذ الآمن لنا جميعا ... وليس غريبا ان تكون الحياة انثى والشمس انثى والأرض انثى والشجرة انثى والمياه ( بصيغة الجمع ) والزهرة والوردة والغيمة ... وحتى اللمبة انثى ... الضحكة والإبتسامة والبسمة انثى ... كل ما هو جميل ويحمل صفات الديمومة والبقاء والجمال والعطاء والإنتماء هو انثى .... المقاومة انثى والبندقية انثى ... والجنة انثى .... هي مناسبة لنقول لأمهاتنا : كل عام وانتنّ بخير ....
3 ) معركة الكرامة 1968 م .... الحادي والعشرون من آذار عام 1968 م ، كان يوم معركة الكرامة العربية مع العدو الصهيوني المتغطرس على ارض الكرامة الغورانية ذات الوجه العربي الأسمر ... قرية الكرامة التي ادخلها المقاومون الأبطال اسفار التاريخ عندما يقيّض له ان يكتب بصدق وموضوعية ... معركة الكرامة بكل تفاصيلها ، والتي استمعت الى الكثير من ابطال تلك المرحلة والذين عايشوا وشاركوا في صنع مجد الكرامة ، كانت معركة ازاحت ما علق في عقل وقلب الإنسان العربي ( والفلسطيني والأردني تحديدا ) من آثار هزيمة حزيران 1967 م ....في هذه المعركة التاريخية الفاصلة ، تعانقت بنادق المقاومين الفلسطينيين مع بنادق رفاقهم في السلاح من ابناء الجيش العربي ( الأردني ) ليصنعوا معا تلك الملحمة المجيدة ....في الكرامة اعادوا لنا كرامتنا المهدورة ... في الكرامة امتزج ( مرة اخرى ) الدم الفلسطيني مع شقيقه الدم الأردني في سمفونية الكفاح المشترك من اجل فلسطين ودفاعا عن الأردن .... كان يوم الكرامة من الأيام القليلة التي انتصفنا فيها لأنفسنا بعد تمريغ انوف الأعداء الصهاينة في تراب الكرامة الطاهر .... ويكفي ان احد القادة الصهاينة قد صرح آنذاك بأن الخسائر الصهيونية في معركة الكرامة قد فاقت كل ما خسرته اسرائيا خلال عدوان حزيران 1967 م على الجبهات الثلاث ....اذن هي فرصة ومناسبة لنقول لكل جندي اردني باسل ، ولكل مقاوم فلسطيني وعربي ما زالت يده على الزناد : كل عام وانت والوطن بخير ...
4 ) وبعد هذه المناسبات العامة الكبرى ... هل تسمحون لي بأن اقول أن الحادي والعشرين من آذار 1978 م هو يوم ميلاد ابني البكر ( رضا ) ؟ وماذا احدثكم عن رضا ؟ رضا رائع .... كل عام وانت بخير يا رضا ....
عاطف الكيلاني
Atef.kelani@yahoo.com