زاد الاردن الاخباري -
الحمود يدين الممارسات الإسرائيلية التي تلغي الطرف الآخر والتي لا تضع اعتباراً للمكانة السامية التي تحظى بها المقدسات الإسلامية في قلوب نحو مليار مسلم حول المعمورة.
الدوحة، 20 آذار 2010
يصادف الحادي والعشرين من مارس آذار سنويا احتفالات العالم باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري وهو التقليد الذي حافظ على ديمومته منذ عام 1960.
وأبدى الدكتور نصير شاهر الحمود المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام" - المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة أسفه على استمرار مظاهر التمييز العنصري والعنف المستند إلى العرق والدين والطائفة ، وذلك بعد سنوات من تخلص جنوب إفريقيا من براثن تجربة معاناتها من تلك الظواهر، غير أنه لا تزال ماثلة في الأراضي المقدسة.
وقال في هذا الصدد" تمثل الممارسات الإسرائيلية، وضرب تل أبيب كل المواثيق والمعاهدات الدولية بعرض الحائط في تصرفاتها العدوانية في الأراضي الفلسطينية عامة والقدس الشريف خاصة أحد هذه النماذج القائمة على أسس التمييز".
وأدان الحمود في بيان صحافي تلك الممارسات الإسرائيلية التي تلغي الطرف الآخر ولا تقر بأحقيته في ملكية المكان بل أنها لا تضع اعتباراً للمكانة السامية التي تحظى بها المقدسات الإسلامية في قلوب نحو مليار مسلم حول المعمورة.
وأبدى الحمود تخوفه من إعادة السلطات الإسرائيلية نموذج محاكم التفتيش سيئة الذكر في التاريخ عبر تعاملها مع أبناء الأرض المحتلة، مطالباً بدور فاعل للدول الكبرى ومنظمات المجتمع المدني التي باتت مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتعبئة قدراتها لمواجهة تلك المخاطر.
وأكد الحمود على الدور الهاشمي الطليعي في التنبيه والتحذير المبكر من المساس بالمقدسات والعمل على تخريبها وتدنيسها، إذ أن الممارسات الإسرائيلية تنم عن تمييز عنصري صارخ مرده محاولات فرض واقع ديني زائف على معالم وقفية تخص أديان سماوية أخرى.
كما أكد على دور الرعاية التي تقدمها المملكة منذ نحو ست عقود عملت من خلالها على درء تلك المخاطر التي تحملها النظرية وآلية التطبيق الإسرائيلية لمفاهيم تقوم على التقليل من شان الآخر.
وكان مفتي القدس في الديار الفلسطينية فضيلة الشيخ محمد حسين قد أثنى على الدور الهاشمي في دعم ورعاية المقدسات الإسلامية في القدس وصمود الشعب الفلسطيني ووقوفه معهم جنبا الى جنب في معاناتهم المستمرة جراء الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحقهم.
ويدعم الأردن أيضا المؤسسات الوقفية في القدس والتي تشرف عليها وزارة الأوقاف ويتحمل نفقاتها.
وفي شان آخر ، قال الحمود إن العالم لا يزال يواجه تحديات ذات صلة بالتمييز العنصري تتمثل في التعامل بدونية على أساس العرق والطائفة والجنس وإلغاء الأقليات والتعامل بازدراء مع السكان الأصليين في دول باتت تنادي أكثر الدول تأثيرا في المعادلات الاقتصادية والسياسية الدولية.
وعلى الرغم من التطور الذي أصاب التعليم والمعرفة في مناطق مختلفة من العام، بيد أن الحمود يرى أن المرأة والأطفال لا يزالون الفريسة الأكثر سهولة أمام أولئك الذين يسيطر على نفوسهم التمييز لتحقيق منافع مالية متواضعة، وهو ما تم تلسمه في البلقان في وقت سابق فضلا عن نيجيريا في الآونة الأخيرة.
وقال " هناك عنصرية غير ملموسة وغير منتشرة في الإعلام العالمي يتصدرها الاتجار بالنساء والأطفال، وهو ما يتطلب حلول سريعة فقد ذكرت المفوضة السامية نافي بيلاي أن مكافحة تلك الظاهرة يستوجب تبني نهج متكامل الأبعاد وطويل الآجال .
ويؤكد الحمود على أهمية أن هذا الأمر بات يتعلق بمصير ملايين من النساء والأطفال في أرجاء العالم، ليصبح البشر رقيقا من جديد بعد أن ضمنوا حريتهم في عالم يدعي احترامه البشرية.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها هيئة الأمم المتحدة ضمن ميثاق حقوق الإنسان، بيد أن مساعي الدول ظلت في حدود ضيقة لم يتمخض عنها سياسات واضحة وكفيلة بقطع الطريق على هذه الظاهرة.
وقال " الأديان السماوية تحرم هذه الظاهرة وتحاربها، وهو ما ينسحب على الديانات الأخرى، الأمر الذي يتوجب تعميم محاربة تلك الظاهرة على نطاق واسع ضمن حملات منتظمة".
ويقول الحمود " في الولايات المتحدة وحدها يتم الاتجار بنحو 50 ألف مرأة وطفل سنوياً، كما ستهد مناطق مختلفة من العالم أعدادا أكبر ، بيد أن صعوبة حصرها يصعب من فرص محاربتها من قبل المنظمات الدولية التي تحتاج لتعاون الدول المعنية".
ويؤكد الحمود على وجود نماذج تمييز ناتجة عن الهجرات، إذ يعاني ملايين البشر المنتقلين إلى القارتين الأوروبية والأميركية من مظاهر التمييز الناتج عن العرق أو اللون، وهو ما ترتب عليهم حرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية الإنسانية، وهو أمر مرتبط بالفقر والحرمان والبطالة التي باتت تهدد الدول المستضيفة أيضا.
وقال " في سويسرا على سبيل المثال، شهد العام الحالي منع بناء مآذن للمساجد الإسلامية، وهو ما يدل على شكل من أشكال التمييز العنصري القائم على أسس دينية".
ووفقا للحمود ، فإن السكان الأصليون في العالم الحديث لا يزالون يعانون من التهميش المرتبط بأصولهم أيضا ، وهو ما حذرت منه منظمة الأمم المتحدة التي ركزت على اهتمامها بذلك في سياق مكافحتها للعنصرية والتمييز.
وتمنى الحمود أن يتخلص العالم من تلك المظاهر التمييزية، إذ أن تلك النزعة العنصرية التي كلفت القارة الأوروبية دمار وخراباً في عقد الأربعينات من القرن الماضي نتيجة النهج النازي قد يظهر مجدداً عبر أشكال ومواقع مختلفة من العام.