زاد الاردن الاخباري -
رداد القلاب - نفذت الاجهزة الامنية مؤخرا سلسلة من الحملات الأمنية في 9 مناطق ساخنة في المملكة بهدف تنظيفها من الخارجين على القانون بالقاء القبض عليهم, وتمشيطها أمنيا, إلا أن سياسيين ورجال أمن سابقين انتقدوا تأخر هذه الحملات. وقال هؤلاء ان من المهم القضاء على بؤر الخارجين على القانون, مؤكدين دعم جميع المواطنين لهذه الحملات وضرورة الابقاء على الاردن خاليا من الجريمة المنظمة, مشيرين ان تشكل هذه البؤر جاء لتهاون بعض صانعي القرار في الاجهزة الامنية في السابق وسكوتهم عليها. وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة قال في تصريح لـالعرب اليوم: إن الحملة متأخرة, ولكن أن تبدأ متأخرا خير من أن لا تبدأ أبدا. واضاف الحباشنة, هناك بؤرة خارجة على القانون بسبب السكوت عليها طويلا, ولكنه عاد واشار ان توقيتها لا بد وأن يكون مناسبا لان لدى صانع القرار معرفة خاصة وتفصيلية بذلك. واوضح ان المواطنين يشعرون بالارتياح ويأملون ان تحصد جميع أهدافها الموضوعة بتنظيف هذه البؤر واجتثاثها بل واستمرارها للمحافظة على ما تم انجازه, معربا عن أمله أن لا يكون ما يجري مجرد هبة أو فزعة. ولكن هل يمكن ان تقرأ هذه الحملات بناء على مؤشرات تدل على ارتفاع معدل الجريمة, يقول وزير الداخلية الاسبق: لا يوجد لدي احصاء للجريمة في الاردن ولكنني كمتابع اعتقد بان الجريمة في حدودها التقيليدية. واشار ان بؤر الخارجين على القانون وعلى الدولة مثل الامراض الخبيثة التي يجب استئصالها فورا كونها مرشحة للامتداد الى اماكن اخرى. سامي الهباهبة وأكد مساعد مدير الامن العام الاسبق اللواء المتقاعد سامي الهباهبة ان الحملة جاءت متأخرة, ولكنه في المقابل لا يرى أنها اسلوب جديد في عمل مديرية الامن العام. مشيرا انها كانت متبعة في السابق. وطالب اللواء الهباهبة الذي كان رئيسا للجنة امنية التي تم تشكيلها قبل 15 سنة والتي خصصت هي الاخرى لتنظيف المملكة من الخارجين على القانون باستمرارها وقال ان استمرار مثل هذه الحملات ضرورة امنية للمحافظة على الاستقرار والامان الذي تتمتع به البلاد. واشار, الاردن دولة قانون ويجب ان يسود القانون جميع المناطق من دون استثناء, مستهجنا ان تكون في المملكة منطقة خارجة عن يد الامن. ويعترف الهباهبة ان الفترة الماضية لوحظ وجود تهاون مع فئة الخارجين على القانون, وهو ما اساء للاردن. وقال كان يجب عدم التهاون مع هؤلاء. واوضح ان هناك سياسة تبنت فكرة منح الخارجين عن القانون الفرصة ليصلحوا انفسهم ويعودوا الى رشدهم, ولكن ذلك لم يجد نفعا. واستبعد ان يكون الاردن وصل الى ما يوصف الجريمة المنظمة, كما استبعد ان يكون هذا التحرك جاء نتيجة لاتساع رقعة الجريمة في البلد, مؤكدا ان هذه البؤر نشأت في غفلة من الامن متوقعا انتهاء الحملات الامنية خلال اسبوعين. وقال إذا تمت الحملات وفق استراتيجية وتم تنفيذها بتخطيط جيد, فانه لن يكون هناك داع لاستمرارها, مستذكرا ما حدث من جريمة ابو شاكوش والصراف البشيتي وانه بعد تلك الحملة تمت السيطرة على جميع الخارجين عن القانون ولم تعد هناك مناطق او بؤر ساخنة ولا احد فوق القانون. وفرضت مديرية الأمن العام أطواقا أمنية على مناطق متعددة وصلت الى تسع مناطق في المملكة, تركزت حول عمان وهي سحاب واللبن وفي السلط والاغوار الجنوبية والشمالية, وثلاث مناطق في الشمال, وذلك للقبض على مجرمين خطرين. وكشفت مصادر أمنية أنه ألقي القبض حتى الآن على خمسين مطلوبا, وانها تسعى الى القبض على 170 مطلوبا خطرا في هذه المناطق في الايام المقبلة وخلال الحملة. وبدأت الاجهزة الامنية حملاتها الامنية خلال الاسابيع الماضية في الشونة, وقبل ذلك في مدينة معان واستمرت في مناطق حول عمان وشمال وجنوب المملكة وفي مناطق اطلق عليها اسم بؤر ساخنة او مناطق ساخنة وهي التي ما تزال تستغل من قبل المطلوبين في قضايا المخدرات, والاحتيال وسرقة السيارات, الأمر الذي أصبح يشكل خطرا على أبناء تلك المناطق والسمعة الامنية للبلد. وأشارت مصادر أمنية أن تلك المناطق تشهد حاليا نقاط غلق معززة بدوريات أمنية, وأن هناك بحثا دائما عن المطلوبين, وعمليات تفتيش مستمرة للأماكن التي يحتمل تواجدهم بها. وأكدت المصادر أن بعض القادة الامنيين يجرون حاليا لقاءات مع وجهاء وسكان تلك المناطق, لحثهم على التعاون في تسليم المطلوبين وذلك بتكليف من مدير الأمن العام, الامر الذي يلقى ترحيبا من المواطنين وفق المصادر الامنية. وقالت المصادر ان خيار المواجهة المسلحة مع ملاحقة المطلوبين والدخول معهم باشتباكات مسلحة سيكون واردا من خلال قوة تم تجهيزها بالكامل لهذه الغاية. واوضحت أن تشكّل هذه المناطق جاء بعد ان قام المهربون والمروجون بادخال مخدراتهم عبر خطوط سلكوها للتهريب عبر الحدود الشمالية, إلى أن تستقر بعضها في مناطق البادية الشمالية الوسطى فيما تقوم عصابات أخرى تتواجد في مناطق قريبة من العاصمة سحاب واللبن بشراء هذه الكميات المهربة, ومن ثم تعمل على ترويج جزء منها داخل المدن, أو بيعها لعصابات تتواجد في مناطق في جنوب الأردن, والتي بدورها تعمل على تهريبها الى دولة عربية مجاورة.0 العرب اليوم