زاد الاردن الاخباري -
جهاد دراوشة - فايز ومحار زوجان بمواصفات وظروف خاصة لانهما الوحيدان اللذان اقيم لهما حفل زفاف قبل شهرين دون ان يحضره أي أحد من ذويهما او اقاربهما لالشيء الا لانهما بلا أهل او أقارب فهما مجهولي النسب . وتقول محار ان حفلة خطوبتها كانت في دار الحنان لرعاية الايتام اقامتها زميلاتها والعاملات في الدار اللواتي رسمن الحناء على كفتيها واقمن لها حفلة اكدت محار انها المحطة الاولى التي أدخلت الى نفسها معنى الفرح والامل بغد جديد . وبعد سنة لبست محار ثوب زفافها الابيض والتفتت مبتسمة للكاميرا ورقصت مع زوجها فايز وقطعا كعكة فرحة عمرهما فيما المعازيم كانوا من العاملات والعاملين في دار الحنان ومركز محمد بن القاسم لرعاية الاحداث وسيارة الزفاف كانت لصديق فايز . وعبرت وزوجها عن الشكر لاهل الخير الذين ساهموا في شراء اثاث منزلهما مثلما شكرا صاحب صالة الاندلس الذي تبرع باقامة حفل الزفاف في الصالة لمدة ساعتين مثلما تبرع بصور زواجهما الفوتوغرافية وشريط الفيديو . وبالرغم من قسوة الحياة التي عاشاها فايز ومحار الا انهما بحثا عن الامل فوجدا ان مشاعرهما وظروفهما ومعاناتهما التي وحدتها السنين غير القصيرة ربما تكفل لهما بعض دفء الاسرة الذي فقداه منذ اليوم الاول لولادتهما . وفي خضم ظروفهما الجافة تسلل الى عروقهما بعض الدفء لتنشأ بينهما قصة حب بنقاء يوسف وطهر مريم قررا بعدها عقد قرانهما فكان ذلك في مكتب مدير التنمية الاجتماعية وليوثق العقد في اليوم التالي في محكمة اربد الشرعية . يقول فايز انه عشق محار لاخلاقها وعفويتها وبساطتها ولانها طامحة وقوية ونقية السريرة ولعزيمتها في قهر ظروفها فيما عشقت محار فايز لذات الاسباب ولانها وجدت فيه دفء الاب والشقيق والاهل والزوج المنتمي لها ولبيتها . الزوج فايز 34 سنة قال انه وعندما بدأ يعي ماحوله وجد نفسه ملقى على سرير في مؤسسة الحسين لرعاية الايتام في العاصمة عمان وقال ايضا انه ارسل الى دار الرعاية وعمره يوم واحد ولا يعرف من ارسله لكنه صدم عندما عرف فيما بعد أنه مجهول النسب . كثيرة هي المتاعب النفسية والاجتماعية التي واجهها فايز في رحلة تنقله من دار رعاية الى اخرى ليستقر به المقام في اربد موظفا بمهنة مراسل في مركز محمد بن القاسم لتربية الاحداث براتب 145 دينارا . ويقول ان راتبه لايكفيه لانه يدفع 85 دينارا كأجرة بيت عدا اجور الماء والكهرباء فيما المتبقي يكاد لا يسد الرمق . حياتي كلها عذاب بعذاب ينكسر خاطري في اليوم الواحد مرات ومرات وبخاصة عندما ارى اسرة ملتئمة دافئة او عندما أسمع طفلا يتلعثم وهو ينطق بكلمة بابا او ماما او عندما يتحدث زملائي عن العشائر لانني بلا عشيرة أوأهل . يكاد ينفطر قلبي عندما ارى شقيقين في مثل عمري يلهوان ويسأل عنهما والدهما طالبا منهما عدم التأخر عن موعد الغداء الذي أعدته والدتهما بمساعدة شقيقاتهما انه شعور بدفء الاسرة لايشعر بحرارته الا من حرم منه طوال سنين عمره الباردة . وقال انه لم يقترف أي ذنب في عذابه انا لم أتسبب باية اساءة من أي نوع لاي انسان ولم اختر ظروفي ولم اقس على أبي وأمي. أليس من واجب وزارة التنمية الاجتماعية ان توفر لي ولزوجتي منزلا بسيطا ووظيفة نعتاش منها ووظيفة لزوجتي المجهولة النسب ايضا لكي نتمكن من تكوين أسرة معلومة النسب . مكث فايز في مؤسسة الحسين 6 سنوات لينتقل بعدها الى دار الحنان في اربد ومن ثم الى مركز اليرموك للايتام في شارع الثلاثين اربد وبعدها الى مركز الشهيد في عمان وسط البلد . وقال تم توظيفي كمتطوع في مركز اسامة بن زيد للاحداث في منطقة ياجوز ومن ثم نقلت الى مركز عمر بن عبد العزيز في الرصيفة وبعده الى مركز الشهيد في مادبا حيث بدأت اتقاضى راتبا مقداره 145 دينارا . وتابع ثم نقلت الى مديرية تنمية السلط ليستقر بي المقام في النهاية في مركز محمد بن القاسم في اربد أعمل بوظيفة مراسل غير ثابتة رغم خبرتي في هذه المهنة مدتها 9 سنوات . الزوجة محار 20 سنة لم تتمكن من اخفاء دموعها واتفقت مع زوجها فايز في انهما لن يكونا سعداء اذا ماتبين ان والديهما يبحثان عنهما لتعويضهما عن سنوات الضياع التي عاشاها بمرارة وبرودة كوانين اللاسعة . قالت محار انها ذهبت الى مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية هاله لطوف بناء على وعد كانت الوزيرة قطعته على نفسها بان تجد لي وظيفة بعد زواجي لكن الوعد لم ينفذ للان . واضافت انها وبالرغم من بحثها عن وظيفة في السوق وفي مستشفيات وجامعات اربد وعدد من الدوائرالحكومية بمساعدة زوجها الا ان جهودهما باءت بالفشل وعادت الى بيتها مكسورة الخاطر على حد تعبيرها مشيرة الى ان الوزيرة صرفت لها معونة طارئة قيمتها 100 دينار انفقتها محار في بحثها عن وظيفة . وقالت انها اعتبرت وزارة التنمية الاجتماعية أهلها وكفيلتها صحيح ان الوزارة اعطتني الف دينار وذات المبلغ لزوجي لشراء اثاث بيت الزوجية ومصاريف الزواج الا ان محار عاتبة على الوزارة لانها قادرة على ان تقدم اكثر من ذلك لهما خاصة توظيفها . بعدها ذهبت محار الى دار الحنان وعملت فيها بوظيفة مساعدة طاهية من الساعة السابعة صباحا ولغاية الساعة الثالثة ظهرا بوظيفة غير دائمة متطوعة براتب اجمالي قدره 46 ديناراحيث لم تتمكن من الاستمرار فيه لزهد الراتب ومشقة العمل والتزاماتها الجديدة تجاه بيتها وزوجها . محار ليست كبقية ربات الاسر التي تحتسي القهوة صباحا في بيت شقيقتها او تتناول طعام الغداء يوم الجمعة في منزل والديها هي بلا زيارات اجتماعية مثلما هي حال فايز وعيدهما ليس كأعيادنا لانها لا تنتظر أبا او اما او شقيقا يقدم لها العيدية فعيدهما يفتقر لاي نوع من من هذه الطقوس . الرأي