في اول رد فعل غير مفاجيء بالنسبة لمن يعرف وزير الدولة لسؤون الاعلام وما تورط به من تصريح غريب وعجيب ما كان له ان يخرج عن وزير اعلام مخضرم ، عرفه الناس قائدا ومعلما واعلاميا حرا اشتمل على العديد من المغالطات والاخطاء من خلال التهديد والوعيد حيال من ينتصرون لكرامتهم والقول انهم خالفوا نظام الخدمة المدنية ! باعلانهم الاضراب حتى استقالة الوزير ، واعتبر الاضراب اساءة للمعلم والتعليم !! فأن المتابع لتلك التصريحات يعرف تماما ان الرجل الاعلامي المخضرم قد تناسى ان زميله وزير التربية قد خالف اولا نظام العمل الاخلاقي قبل ان يخالف المعلمون نظام الخدمة المدنية ، وما كان للمعلمين تجاوز نظام الخدمة لولا شعورهم بالاهانة والتحقير التي هانت على طاقم الوزراء جميعهم دون استثناء واعتبرو بصمتهم ان الوزير لم يرتكب اي حماقة تذكر .
والخطأ الاخر الذي وقع فيه الوزير عبر تصريحه الغريب العجيب انه اتهم المجروحين بكرامتهم من المعلمين ان هناك من يدير اضرابهم بسبب اجندة سياسية ! والذي لا يعرفه الوزير ان الانتصار للكرامة لا يستوجب برنامجا سياسيا للرد عليه ، فما كان عليه ان يزج الاحزاب او القوى السياسة بهذا الأمر لعدم ثبوته اصلا ، ولقد عانى المعلمون وعلى مدار عقود طويلة من ضيم وظلم تغييب حقوقهم النقابية والمعاشية وقيمتهم الاجتماعية فما انتصروا لها بالقدر الذي ينتصرون الان لكرامتهم ، فلا داع للحديث بموضوع الاجندة السياسية ونخشى ان تتهم ايران او القاعدة انهم خلف تلك الاضرابات ! من اجل اخفاء قدرة الحكومة على ادارة الازمة من جهة ، والحاق الاذى بالمعلمين الذين ينتصرون لكرامتهم من جهة اخرى ، فأستقالة او اقالة الوزير بلا شك ستعيد الامور الى ما كانت عليه قبل التصريح وهذا يثبت ان الاجندة السياسية التي يتحدث عنها الشريف غير صالحة للاستهلاك الشعبي ، بل وجد فيها المعلمون فرصة اتاحها الوزير للسخرية والضحك تنسيهم لحظات الجرح النازف ، لكنه في النهاية يعد تخبطا وضعفا واضحا في ادارة الأزمات المتعاقبة على البلاد منذ لحظة تشكيل هذه الحكومة .
يضيف الوزير بتصريحه ان القلة القليلة !! هم من ينفذون الاضراب دون بقية المعلمين في محاولة يائسة للتقليل من حجم الاضراب وحجم المطالبين باستقالة الوزير وحجم الجرم الذي ارتكبه الوزير بحق اكثر من 70 الف معلم يدينون وعلى الملاء تصريحاته الاستفزازية المهينه سواء اكانوا مشاركين في الاضرابات ام يعدون العدة للمشاركة ان استمر الوزير على كرسيه خلال الايام القادمة ويجمعون على استقالته وابعاده عن الوزارة فورا.
كذلك ، لعب الوزير دورا عرفيا او اداريا أمنيا ما كان له ان يلعبه ولم تكن تلك لعبته ، و لا ارى اي مبرر بالوعيد والتهديد بحصر اسماء المعلمين المضربين واحالتهم الى التحقيق او القضاء من اجل اتخاذ الاجراءات الرادعة بحقهم اذا ما استمروا بالاضراب ! ناسيا الدور الاعلامي الراق الذي يسعى كما نعلم ويعلم هو كذلك بضرور تطويق الازمات وادارتها بشكل طيب بعيدا عن الوعيد والتهديد التي تصب وتضيف بلا وعي كميات كبيرة من الزيت فوق النار ، لقد اخطأ الشريف في تصريحه ، واخطأت الحكومة من قبله بصمتها ، وألايام القادمة ستثبت ان لا تراجع ولا تهاون في الدفاع عن كرامة الناس .